23 ديسمبر، 2024 7:24 م

صحافة الرأي الآخر…

صحافة الرأي الآخر…

جرائد الرأي الآخر نوافذ مفتوحة على بحر الحرية غلقها او تقييدها خسارة وغلطة كبيرة في حق هذا الجيل والاجيال القادمة. والذين يسعون بدأب منذ سنواب لاقفال هذه المنافذ لا يحبون لا الحرية ولا الصحافة لذلك يفعلون المستحيل لوأد الكائن الحر الذي يمارس كل صباح الازعاج المستمر لانه يقول الحقيقة بدون لف او دوران!
صحافة الرأي الاخر في العراق الآن ليست مساحة للحرية من اجل العراقيين فقط وانما هي واحة للجميع لكل العراقيين لذلك على صفحاتها نقرأ احياناً كلاماً عراقياً ممنوعاً من التسلل الى الصحف الحكومية وجرائد الموافقة والتضليل.
المحبون لحرية الصحافة يستشعرون فعلاً بالقلق للمحاولات التي تريد تطويق هذه الصحف، ولو كنت مسؤولاً بشكل ما لمنحت هذه الصحف مزيداً من الامكانيات المادية والقدرات والتسهيلات لان معنى وجود صحافة حرة قوية معناه ان المجتمع قوي وفي حالة يقظة تمكنه من التنفس ومن رصد الظواهر السلبية. وبيانات الحالات الايجابية.
ان صحافة قوية وظيفة مطلوبة ودور له اهميتة في مجتمع يريد ممارسة كل شيء في الهواء الطلق وبعيداً عن سراديب السرية والاقبية المظلمة. ومنذ بدأت صحف الرأي الآخر في الصدور وكل الناس تعتبر ذلك علامة ايجابية ومظهر عافية. والناس على استعداد لتحمل مشكلات نقص الاغذية وازمة الاسكان والخدمات والامن…. اذا كان هناك صحافة حرة يتنفسون من خلالها. اما اذا تكالبت الازمات والمشكلات وجاء فوق هذا الركام مناخ يكم الافواه ويصادر الآراء فهذا هو البلاء نفسه واصل الكوارث ولب المصائب.
ان صحف الرأي الآخر على قدرتها في الصحافة العراقية الآن…. نوافذ مفتوحة على العصر هذا الذي لم يعد يرحب بغياب الحرية ولا باختفاء وسائل التعبير المختلفة.
لقد كنا جميعاً نأمل ان تنقل الرياح تجربة صحف الرأي الآخر الى مواقع عربية مجاورة لكن يبدو ان الامل الذي كان مجنحاً في خيالنا وأمانينا، تريد اجراءات متخلفة اطلاق الرصاص عليه، لأن طائر الحرية الذي يغرد على صفحات صحف تقول الرأي الآخر اصبح مزعجاً جداً ويسبب القلق للسادة والمقامات العليا. هؤلاء الذين يريدون ان يحكموا بدون ان تزعجهم صحف الرأي الآخر ولا كلمات مخالفة لهم ولافكارهم وتصوراتهم. والاجراءات التي اصدرتها الحكومة وبعض مؤسساتها ذات العلاقة بما يتعلق بحدود الحرية والكتابة.. قرارات جائرة شكلها اقتصادي واداري وتنظيمي وباطنها يهدف الى تصفية منابر تمارس عملية التعددية وتسعى لحفر (فتحة) في النفق المظلم.
ان غياب صحف الرأي الآخر العراقية عن الساحة سيكون عاملاً سلبياً يصيب الواقع بالاحباط والاجهاض والتوتر… فالناس تمارس من خلال هذه المنابر دورها وتعبر عبرها عن افكارها والاهم من ذلك ان هذه الصحف تترجم اشواق الناس الى حياة ديمقراطية خالية من القيود والسدود، فصحف الرأي الآخر هي المنفذ الوحيد الذي يمارس خلاله الناس حياتهم السياسية. ان صحف الرأي الآخر العراقية تسعى لتطوير نفسها وتناضل لاكتساب ارضية جديدة، واتصور ان القرارات الرسمية الجديدة تريد تقليص دورها وهذا انزلاق الى ظروف غير صحية تنمو على سطحها الافكار الضارة والازمات المتتالية.
ان صحف الرأي الآخر العراقية ظواهر ايجابية ووجودها مكسب لعمليات البناء الاجتماعي والتنمية السياسية اما غيابها او انكماش دورها فسيكون خسارة رهيبة سيدفع ثمنه الجميع. ان نمو مؤسسات التعبير مهمة ايجابية تعمق الخلايا الصحية وتساعد على عملها اما الغاؤها فهو علامة على ازمة يمكن ان تتطور وتنعكس بالسلب الشديد على حركة ونمو المجتمع. ولاننا من انصار النمو وحلفاء التقدم فاننا نطالب الحكومة ومؤسساتها برفع يديها عن هذه الصحف لان وجودها صمام أمن للجميع ومسام صحية يمارس الكل من خلالها التنفس وعمليات الوجود السياسي والاجتماعي.
[email protected]