في ملتقى الثقافة والفن، ملتقى الكتاب والشعراء والمفكرين، ملتقى الجميع، شارع المتنبي، إلتقيت بأحد رؤوساء إدارات الصحف الورقية اليومية التي تصدر في العراق، وكان تعارفاً جميلاً ولقاءً أجمل، حيث دار حديث ممتع، حينما قال:
أستاذ حيدر نحن ننشر بعض ما تكتب في صحيفتنا
ومن قبيل المزاح، بادرتهُ:
وهل تُريد مني أن أشكركَ مثلاً؟
بكل تأكيد (وهو يبتسم إبتسامة عريضة)
هههههه ولماذا؟ فأنا لم أطلب منكم النشر؟ وكذلك أنتم لا تعطوني أجراً مقابل كتاباتي؟!
ماذا!؟ ههههههههههه هل تعلم أُستاذ أن ثمة مَنْ يدفع لنا مبالغ مالية لننشر مقالتهُ أو شعرهُ أو قصته؟
ولماذا يفعلون ذلك؟
طلب الشهرة(يريد يطش)
مع الأسف الشديد أصبح واقع حال الصحافة المزري في وقتنا الحاضر، مخزي حد القرف، فبعد أن كان الصُحفي والأعلامي والكاتب يبذل جهداً جهيداً ليوصل خدمة مجتمعية عامة، يريد من خلالها خدمة مجتمعهِ ووطنهِ، وبالمقابل يقبضُ مالاً جزاء عملهِ هذا، ليُنفق منهُ على نفسهِ وعيالهِ ويوفر أدوات عملهِ، أصبح هذا الأنسان الرائع اليوم، لا يجد مَا يَسد بهِ رمقه، لأن أغلب الصحف والمواقع تأخذ موادها مجاناً من الشبكة العنكبوتية أو من المتطفلين على الصحافة والإعلام(المدعومون من جهات سياسية داخلية وخارجية أو ممن يطلبون الشهرة).
ما زلنا نتذكر المسلسل الكارتوني(ساندي بيل)، تلك الفتاة الجميلة التي عملت كمراسلة صحفية في إحدى الصحف الباريسية، وكيف شكلت فريقاً صحفياً مع كافة مستلزماتهِ، لتساهم في بناء مجتمعها من خلال هذا العمل النبيل، الذي أنساها قضيتها الأساس(البحث عن مارك)، لتتعلم العمل الجماعي وتنسى حب الذات.
نقابة الصحفيين العراقيين اليوم، لا يستطيع الحصول على عضويتها إلا ذو حظٍ عظيم(من فيتر وجايجي و……) فلغرض الأشتراك يجب أن تمتلك واسطة جيدة ثم تدفع بدل إشتراك مبلغ(250000) مائتان وخمسون ألف دينار عراقي أي ما يُعادل 200$ دولار أمريكي، وكل هذا لا لشئ، فأنت تعطي جهدك بلا ثمن(مجاناً) قربةً للشهرة وأرضاء الداعمين من الخفاء!
بقي شئ…
العمل الصحفي عملٌ شريف ونبيل، فلا تنصبوا على نقابته الفاسدين…