يقول النفري: كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة، في العراق تحديدا الكتل السياسية ليست لديها رؤية ولا نظرية لإدارة الدولة وبناء المؤسسات، الثقافة البريميرية الإلغائية هي المسيطرة على المشهد العراقي، فكل قائد سياسي يسعى الى اجتثاث خصومه باي طريقة وأي وسيلة.
القادة ١٥ هم الأكثر تطرفا في العراق، وأمدهم أغلق الباب بوجه الاخر وجميعهم عندما تلتقي بهم أنبياء بطعم سياسي ويدافعون عن وجهة نظرهم السياسية بقوة اقناعية لكن اغلبهم -للأسف الشديد – ليست لديه روية للدولة العراقية في ثوب الديمقراطية، وخبرتهم التراكمية منخورة.
مرة قلت للسيد اسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية ان العراق أشبه بسفينة تغرق فيها ١٥ قبطانا كل واحد منهم لديه وسيلة تختلف عن الاخر تماما في إنقاذ السفينة (الدولة ) من الانهيار والغرق، لكن النتيجة ان السفينة العراقية في طريقها الى الانهيار التام فالحلول -والحديث موجه الى السيد النجيفي طبعا-اما ان تجتمعو أنتم ١٥ قبطانا وتجلسوا معا وتتفاوت على إلية لإدارة السفينة(الدولة) او ان تفسحوا المجال لغيركم في القيادة وماعدا ذلك ان السفينة العراقية ستغرق وأنتم معها.
من دون شك ان هناك فرقا بين كرسي المعارضة وكرسي الدولة،رجل الدولة هو الذي ينسى مشاكله وخلافاته ايّام المعارضة وياتي بعقلية ليست فيها مواقف مسبقة.
هل هذا كل شيء؟، كلا يمكن لهؤلاء ١٥ قبطانا(قادة الكتل السياسية) ان لايكونوا ضمن اسطول صبية السفارات وان تكون بغداد هي الغرفة الكبيرة لحسم مشاكلهم، لافائدة من سياسي عراقي بطعم تركي ولافائدة من سياسي يكون عراقي بطعم إيراني ولافائدة من سياسي عراقي بطعم سعودي ولافائدة من سياسي عراقي يكون بطعم ترامبي!
واضح ان العملية السياسية ماتزال تحتاج الى اب او شخص يستطيع ان يجمع هؤلاء 15 قائدا تحت سقف واحد،وكان يمثل هذا الدور جلال طالباني (شافاه الله) وكان بإمكان السيد عمار الحكيم على رغم من صغر سنه ان يؤدي يجزء من هذا الدور الا انه لم يتوفق للاسباب عددية قد نتحدث عنها في مقال منفصل.
المهم الآتي في المرحلة المقبلة، معالجة عيوب العملية السياسية والابتعاد عن قيادة صبية السفارات الذين لايفكرون بالعراق ولا بمصائبه ولا بمشاكله ويظنون ان رضا الله عليهن من رضا السفارات !