23 ديسمبر، 2024 10:55 ص

صبيان فوكوياما يوميّاً : كوكو كوكو مسيحيّنا , ما الحلّ , نعلّق الصليب على صدورنا ؟

صبيان فوكوياما يوميّاً : كوكو كوكو مسيحيّنا , ما الحلّ , نعلّق الصليب على صدورنا ؟

هل الله سينتقم منّا إن لم نقتل مسيحي أو نهجّره ؟! ..
 
 أم سيغضب ! إذا ما طلبنا منهم وبمسيحيّة صادقة بقائهم في موطنهم الأصلي العراق ؟ ..
 
 أم  إذا ما زيّنّا صليبنا الّذي ضحّى ابن مريم مصلوباً عليه على صدورنا كما علّقنا علم العراق أيّام فتنة 2006 ؛ لأجل توسّل بقائهم في العراق ؟ ..
 
المسلمون , في غالبيّتهم في الأصل مسيحيّون , فهل يعني ذلك أنّ الله تاب عليهم من المسيحيّة  بعد إسلامهم ؟ أم تاب عليهم من عبادة الأوثان وأكل الربا واضطهاد النساء وأكل أموال اليتيم والنفاق وقول الزور والكذب والتدليس على الجمهور واتّباع رجال الدين دون مسائلة وكأنّهم مرسلون من عند الله !” ..
 
 فوفق أكثر من نصّ قرآني المسلمون أيضاً مسيحيّون ! لا تتعجب أخي القارئ الكريم فهكذا نصّ الله : “”إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا “والنصارى” والصابئين ( من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً ) فلهم أجرهم عند ربّهم “ولا خوف” عليهم ولا هم يحزنون”” ! كرّر ذلك في أكثر من موضع من القرآن ..
 
يعني أنّ الله ومن بين نصّ هذا النصّ القرآني يقول بما معناه : إن كنت مسيحياً أو مسلماً ,الأمر سيّان عند الله طالما تؤمن “بالذات العليا” إيماناً حقيقيّاً لا “لوفات” فيه ! , لأنّ الأصل الاعتراف المشترك “بوجود خالق” ومن يعترف بالخالق وليس الاعتراف بلفظ “ألله” فقط إنّما الذات الإلهيّة تحت أيّ مسمّىً ؛ يقترب عمله في الدنيا من النقاء والصلاح .. ذلك هو المهمّ في الرسالات الّتي نزلت , الاختلاف فقط في طرق العبادة ..
 
 عظمة السيّد المسيح وعظمة الرسالات السابقة وعظمة الاسلام ليس بالخطب الرنّانة وبالدروشة وادّعاء حبّ المسيح وموسى وغيرهما , ولا الإيمان بالحواريّين أو الأسباط  أو “المعصومون” بنحت وبرسم تلك الرموز معلّقة وبالزخارف وتشكيلات الأفاريز الكتابيّة على واجهات وداخل المعابد أو التطبير والبكاء واللطم عليهم ! , بل في القدرة على التعايش المشترك , فهنا تكمن الجنّة , فالمسيحيّون ليسوا بهنود حمر كي نقضي عليهم أو نبقي منهم أقلّيّة ضعيفة نجمعهم في مساحات معيّنة “للديكور الحضاري!” ليُقال عنّا أنّ المسلمون “ديمقراطيّون” ! وهي دلالة جنائيّة” إجراميّة من مؤامرة دوليّة خارجيّة سبق وأن هجّرت وقتلت سكّان البلاد الأصليّين في أميركا واستراليا ونيوزيلندا وكندا , لأنّ بصمات ذلك الجاني واضحة المعالم تترك آثارها هنا في العراق وفي سوريّا ! كما ولا المسلمون مذنبون وخرّيجو سجون أو منفيّون أو أصحاب سوابق ليفعلوا بالمسيحيّين وبغيرهم هذه الأفعال الإجراميّة مثل ما فعل أرباب السوابق والإجرام المنفيّون من بلدانهم الأوروبّيّة إلى أميركا وأستراليا من جرائم إبادة وتهجير باسم “الله” بحق سكّانها الأصليّين ! .. فواجب المسلم لمن جرفته الضغوط ؛ اللجوء للنصّ القرآني بهذا الخصوص لا اتّباع حلووا اللسان وهم مزوّرون أو موتورين أو مسيّسون , لأنّ من يعمل بعكسها ليس بمسلم , لمخالفته قرارات الله , ومن يخالف الله في إقرار أقرّه يرتدّ عن دين الله لأنّه كمن يتّهم الله بالعجز في فهم حياتنا !  فليس من المعقول أنّ المسلم يعلّم الله كيف يكون مبدأ التعايش ! لأنّ مخالفة إرادة الله كمن يؤمن به ثمّ يعمل بعكس إرادته ثمّ يصرّ بعدها على أنّه مسلم ! وتلك مخالفة لله أمرّ وأدهى , يعني كأنّك مثلاً تدخل امتحان معيّن تجيب فيه ما تحب أنت أن تجيب عليه لا ما هو مطلوب منك الإجابة عليه ثمّ تتعجّب بعدها كيف انّك فشلت في الامتحان ! ثمّ ولا زلت تصرّ على تعجّبك إن صدر قرار يطلب منك مغادرة انضمامك الجديد بعد فشلك في الإجابة على شروطه ! ..
 
لا يكفي الطلب من المسيحيّون عدم مغادرة العراق وفقط , بل يجب مساهمة الجميع بفعّاليّات مختلفة تحقّق القناعة للمسيحيّين البقاء , منها فعّاليّات جريئة لابدّ من الخطو نحوها “كأن نعلن مسيحيّتنا” مثلاً بوسائل شتّى مقنعة , من مبدأ الأخوّة والتعايش المشترك أوّلها إفساح المجال لهم لتبوّأ المناصب العليا في الدولة , ونرتاد الكنائس باستمرار نوقد الشموع تأسّياً بأهلنا وأجدادنا العراقيّون المسلمون والمسيحيّون وخاصّةً البغداديّون منهم والبصريّون والموصليّون , عندما كان الكثير من المسلمين في تلك العواصم العراقيّة الثلاث يذهب للكنائس لإيقاد الشموع فيها ومع ذلك لم يرتدّ أحد منهم عن الإسلام !  أولئك المسلمون والمسيحيّون وحتّى اليهود ضربوا لنا , وهم البسطاء , أروع أمثلة التعايش , , نبدأ من حقيقة لا يستطيع أحد نكرانها تقول : أنّ نبيّنا الأكرم وآل بيته الأطهار وصحابته جميعهم لو كان فهمهم الإسلام تهجير وقتل لكانوا هم الأولى فعله ولما أبقوا مسيحيّاً أو يهوديّاً أو صابئاً على قيد الحياة في البلدان الاسلاميّة منذ ذلك الزمان! وما كان يمنعهم وهم كانوا في أوج قوّتهم وانتشارهم ؟! , حتّى أنّ هنالك من “الوهّابيّون” يعزو تراجع المسلمين بسبب المسيحيّين وغيرهم” ! يعني ما العمل ؟ .. ” هل نقضي على الفقر بقتلنا الفقراء” ! يعني هل نقتل المسيجحيين وغيرهم لكي نسود العالم ؟! .. في أوج الفتوحات , لم يقدم خالد بن الوليد عند فتحه العراق والشام , ولا غيره من الّذين فتحوا مصر وأفريقيا هدموا كنيسة او هجّروا أو قتلوا أتباع دين من غير الإسلام , أصلاً أنّ الاسلام في مصر انتشر بعد 25 عام على فتحها ! .. بل على العكس , أن عمر بن الخطّاب مثلاً  عندما فتح القدس من دون قتل مسيحي واحد أو يهودي أو تهجيرهما , حان وقت الصلاة حينها وهو يقوم بجولة مع “عمدة” المدينة داخل أكبر كنيسة داخل القدس , فجاءه رئيس القساوسة بسجّادة لكي يصلّي توقيراً للفاتح الجديد عمر , لكنّ الخليفة رفض الصلاة داخل  الكنيسة , فتهجّس كبير القساوسة وتملّكته الريبة والخوف , فأدرك عمر ذلك فقال له “إن صلّيت أنا في الكنيسة هذه ستزول الكنيسة من الوجود بعدها ! إذ سيتّخذها المسلمون سنّة تبيح لهم الصلاة في الكنائس , فتنقلب مساجداً فتزول وستزول معها مع مرور الزمن جميع كنائسكم من الوجود” ! ..
 
 ثمّ لنتسأل هنا : كيف هاجر المسلمون اليوم إلى بلاد “الكفر” بلاد المسيحيّون في أميركا وأروبا واستراليا وكندا إنّ كانوا كفّارً يجب إبادتهم من قبل المسلمين ؟! ..
وكيف جاز لهم إقامة المساجد بين الكنائس عندهم ؟ , ثمّ كيف سمحوا هم لنا بذلك ؟ ! ..
 
ثمّ لماذا لا يكفّر أصحاب المنابر جميع هؤلاء المهاجرون لتلك البلدان وأعدادهم بعشرات الملايين اليوم ! خاصّة وفي نصوص الشرع الاسلامي من الّتي اكتتبت أثناء عصور الانحطاط والاضطراب الفكريّ الانساني ؛ “تكفير” كلّ من أقام في بلاد الكفر بين الكفّار” ؟! .. أم أنّ هذه “نَقرة” وتلك نَقرة ؟! ..
 
وكيف جاز لهم إقامة المساجد بين الكنائس عندهم ؟ , ثمّ كيف سمحوا هم لنا بذلك ؟ ! ..
 
ولماذا لا يكفّر أصحاب المنابر جميع هؤلاء المهاجرون لتلك البلدان وأعدادهم بعشرات الملايين اليوم ! خاصّة وفي نصوص الشرع الاسلامي من الّتي اكتتبت أثناء عصور الانحطاط والاضطراب الفكريّ الانساني ؛ “تكفير” كلّ من أقام في بلاد الكفر بين الكفّار” ؟! .. أم أنّ هذه “نَقرة” وتلك نَقرة ؟! ..
 
من المؤكّد أنّ نظريّة فوكو ياما” بنهاية العالم “بعد أن تتمكّن أميركا الهيمنة عليه , تلك النظريّة الّتي بنيت على نظريّة “المجتمع الدولي” الّتي بدأت تتشكّل من ملامح مسمّيات متعدّدة بعد الحرب الكونيّة الثانية ؛ قفزاً على الواقع العالمي الجديد وقتذاك , قسّم العالم إلى قسمين أو معسكرين , شرقي وغربي , وقفزاً على تساؤلات  “ماكس فيبر” وقفزاً على مؤتمر باندونك 1955 للتعايش المشترك , وفوكو ياما بذلك سيُعتبر منظّر طائفي ! لتلاقح فكره بفكر “المحافظون الجدد” وكلّ من يدعو للطائفيّة في العراق ينفّذ إرادة ذلك الفوكو الأهوج , وهؤلاء الأخيرين ولادة نهج استعماري “تبشيري” يبدأ من العراق في آخر مراحل “صفحته الأولى” واستهداف المسيحيّون الشرقيّون جزء من مخطّط تلك الصفحة ! ..