18 ديسمبر، 2024 6:41 م

 عُيون تَدمع ..ورايات سود تُرفع وتَسع.. حين يهل شهر الاحزان

     ناس في مشارق الارض ومغاربها متعلقة بحب من ترك ارض المدينة ولم يبايع يزيد سليل الطلقاء بالخلافة ، وتوسد رمال كربلاء ورواها من دمه ودم اصحابه بتضحية قل نظيرها ، فتركوا بصمة بطولة على وجه التاريخ تحكي ما حدث .

يُحي المكون الشيعي أينما وجد على وجه البسيطة ملحمة الايمان ضد المارقة والخارجة على الدين المحمدي ، ويمارس الشعائر الحسينية كهوية وعقيدة حملها وعمل بها في أحلك الظروف والتعقيدات ، من ممارسات قمعية وغلضة من حكومات متعاقبة يمثلها اشخاص ناصبة العداء لاهل البيت ، من أن ترسخ هذه المراسيم كمظاهر ضد الحكم الظالم الفردي والاقلية التي تحكم بتعسف واستهتار بقيم ناس الاغلبية ، والخوف من ان ينشأ ونشأ جيل حسيني يقاوم ارادات الباطل ، ويتحدى عقوبات وممارسات السلطة القمعية بزج الابرياء في السجون والاعدامات على الشبهة والظن .

إن درأ شبهات التخلف وحجة التبذير فيما يقدم للمشاية الزائرين على مسرح الطرقات من ماء وطعام مختلف الوانه التي يروج لها المبطلون ، اصطدمت بناس فَرِحة بتقديم الخدمة ، لتخفيف ما يبذله الاوفياء من جهد تعب خلاق لمسيرة مضنية بمئات الكيلومترات بين المحافظات ومدن البلد المختلفة التي تردد شعارات وترفع رايات تمجد خروج الحق الكبير ضد الباطل لحركة سيد الشهداء الذي ضحى بكل ما يملك ( من قلة قليلة ) من مال وعيال وصحابة ونزف دماء نفس زكية لتعديل الانحراف الاموي ضد خط سير أمة جده .

إن ديمومة الذكرى والشعائر قضية مهمة وأساسية في الفكر الشيعي ، تجد البذل بالمال والعطاء والجهاد بالرجال لبقائها شوكة في أعين الوهابية والناصبة ، وشعلة تنير وتعدل درب ظلام من يحاول طمس مشاعر الحزن واسقاط رفع الرايات السوداء وتعليقها على الاسطح والجدران ، متزامنة مع قافلة السيرعلى الاقدام الحاملة بصدق رسالة التحدي الذين أوذوا كثير في الجوامع والحسينيات وفي الطريق الذي يسلكوه ، حتى وصل الامران يسيروا في الطرق الزراعية الثانوية والنياسم بعيد عن أعين أزلام السلطة ، وإخفاء أوجاعهم التي لا يراها ألآخر والعالم المتفرج (كما يعيد التاريخ نفسه في ملحمة طوفان الاقصى ) يحملونها وحدهم وهم يسيرون بخطى الخوف للوصول الى من اعاد للاسلام اسمه وموقعه ، ولولاه  لاصبح الاسلام كبقية الاديان صليب يشد على الصدر ، وبقرة تعبد ، واشاعة تسود وشبهة فتوى تُردد ، وتمسك بالخرافات ، أوانحناءه للاوثان وتكبير في الكهوف .

شعائر محرم قصة عشق لا تنتهي وأجوائها الروحانية تمثل دليل واقعي على تقارب المذاهب العراقية على اختلاف اطيافها ، والتي ستبقى محفوظة في قلوب المؤمنين تُستلهم العِبر بوعي والعزم بتحدٍ ومواجهة الصعاب ببركاتٍ وإضاءاتٍ من ثورة الحسين .