7 أبريل، 2024 12:54 ص
Search
Close this search box.

صباح بغدادي جميل بين الربيع وبين دجلة…

Facebook
Twitter
LinkedIn

 عندما ترى الماء والخضراء والاستقبال الحسن والقلوب الطيبة جميعها امام عينك فانك تشعر بان الدنيا ما زالت مفتوحة ابوابها امامك بكل جوانب السعادة فيها وينفتح القلب لهذه الاجواء الجميله التي ربما لا تتكرر في كل لحظات الزمن…..
من داخل احدى المزارع التابعة لاحد الاخوان في منطقة الدورة في العاصمة بغداد حيث الارض الخضراء والاشجار الزاهية بنخيلها وحمضياتها وزهورها وامامي نهر دجله وهو يسير بكل هدوء وتواضع عبر جداوله وامتداداته ليصل بعد ذلك الى شط العرب..
قبل ساعات كان المساء وكان يتخلل جلساته الادب والثقافة وتمتعنا بالحديث عن القامات الثقافية العربية وكان للحاضرين آراء ثقافية جميلة ومهمة ولم تخلوا الجلسة من ذكر كاتبتنا العربية الاديبة الكبيرة احلام مستغانمي والتطرق الى بعض  رواياتها وطريقة معالجتها للواقع العربي من المحيط الى الخليج وكيفية التفكير في استخراج النص الروائي وكلماته المعبرة من هذا الواقع  وما اجمل العبارات التي نكتبها ونقولها دوما بأن الادباء يكتبون رواياتهم وخواطرهم بعيدا عن الافكار الخاصة لبعض الناس الذين يعيشون بواقع ضيق جدا لانهم يرون مالم نرى ويقرأون الواقع بعيدا عن قرائتنا له… ..
صباح جميل من بغداد عاصمة الرشيد والمنصور صباح جميل من كرم وضيافة العراقيون بكل طوائفهم وقبائلهم ومذاهبهم… صباح جميل تقوله لي نخلة التمر التي أجلس الان تحت ظلالها وتحكي لي قصتها شجره البرتقال وهي تنظر لي بنظرة جميلة وكأنها تحاكيني عن الواقع والربيع الاخضر….

صباح جميل تتكلم به معي الاشجار وازهارها الملونة وربما لا اعرف ما هي نوع ثمارها لانني لم اراها من قبل….
ما اجملها الطبيعة وهي تقدم لنا نحن بني البشر الوانها الجذابة لتصنع لنا البهجة والسرور وتعالج قلوبنا المتعبة هذه القلوب التي اختارت لها الايام الصعبة المشقة ونسيان جمالية الطبيعة بكل مواجهاتها ومقابلاتها للظروف التي مررنا بها في بلدنا العراق…
وانا اقف الان امام احد الازهار الجميلة واجد اختلاف الالوان لاستذكر حياتنا نحن بني البشر بكل اجناسنا والواننا وصفاتنا وقد خلقنا الله بجمالية هذه الازهار فتجد فينا من يميل بشبهه الى الالوان الجذابة  وتجد فينا من يريد ان يعيش لحظاته مع  عطور هذه الازهار وتجد فينا من يريد ان يقطعها والعبث بأغصانها…
هكذا هي فطرة الانسان وقد زرعها الله في بني البشر وهكذا هي بديهية الحياة التي تربينا ونشأنا فيها فمنا من يعشق الزهور لجمالية منظرها لأنه يحب الحياة لانه يعتبر ان  الحياة جميلة جدا حتى وان كانت احيانا تمر بزوايا مظلمه……
ما اجمله من منظر تتمناه في قلبك لكل من تعرفه نعم انها جنان الله على أرضه جنان الله التي وصفها الله سبحانه  وتعالى لترغيب عباده بالخير الكثير..
الان ارى امامي هذا الشيء المشترك في عالم النباتات بين المثمر والذي يعطيه ثماره حتى تدوم الحياة البشرية وبين الازهار التي تعطينا من رحيقها الشهد وتعطينا في مناظرها الخلابة العزيمة والقوه والثبات والاستمرار في الحياه وتعطينا من عطورها الجاذبية الى الاشياء الجميله لأننا نعشق كل شيء جميل في حياتنا  ونتذكره دائما لأنه جميل ونعشق حتى ذكرياته….
وانا اتجول بين هذه المزرعة الجميلة والتي اهتم بها صاحبها كثيرا كونه من ذوي الاختصاص الزراعي ويحمل شهادة اكاديمية بهذا المجال وامامي دجلة الخير  تسير مياهه السلسبيلة بهدوء على الارض واشاهد فوقه في الجو طائرة نفاثة وقد رسمت خلفها خط ابيض وتراه العين وكانه قريب علينا رغم بعد المسافات بيننا وبينه…
اعبر في هذه الكلمات عن كل الخلجات في قلبي وما يدور في ذاكرتي وما تبتهج به نفسي من جمالية للمنظر.. كل يوم يتمنى الانسان امنيات كثيره الا في اللحظات التي يشاهد امام عينه الماء والخضراء فانه لا يتمنى سوى الاستمرارية في الحياة والصحة والعافية لنفسه ومحبة الناس الاخرين بعيدا عن الحقد والحسد وبعيدا عن الغرور الذي اصاب الكثيرين منا نحن ابناء البشرية جمعاء…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب