أنا من مواليد مدينة آشور مدينة صاحب الحوت نبي الله يونس انا من مدينة نينوى التي قارعت الاستبداد في العصور القديمة.. ومن مدينة الحدباء التي مالت منارتها احتراماً لمقدساتها..
ولدت في منطقة حمام العليل واستنشقت من رائحة كبريت المشراق… ابناء قومي مزيج من كل القوميات والاديان…
اسواق مدينتي فيها عدة شوارع واسواق قديمة وبمسميات كثيرة كشارع النجفي. حارة الكتب القديمة وشارع السرجخانة والدواسة تبضع الملابس وباب السراي ونكهته القديمة وشارع الفاروق وشارع الكورنيش وراس الجادة ..
صديقي بائع متجول وعازف متمكن على الجيتار يغني كل مساء ..
اغنية اسمها ((يردلي…يردلي)) .
وانا أدندنُ معه بصوت هادئ
(( ادللي يله على حمام علي))
أقرب نقطة دالة لعنواني هي محبة قلوب الناس…
في مدينتي كتاب وشعراء وادباء وفنانون كان اولهم عثمان الموصلي… وقد برز الكثير من الادباء والاعلاميين المخضرمين في عصرنا الحديث ومنهم الشاعر معد الجبوري والدكتور ابراهيم العلاف والاستاذ الاعلامي فرحان غرب الجبوري وكذلك هناك رجال الاعلام المميزين ومنهم السيد غازي فيصل والسيد سعد البزاز الذين تمكنا من انشاء منابر اعلامية معروفة وفي مدينتي الكثير من قادة العسكر والمثقفين والتجار والسياسيين….
مدينتي تصنع السلام لأنها تحب السلام واهلها من عشاق السلام….
في مدينتي هناك نكهة خاصة للأعياد والمهرجانات مثل مهرجان الربيع واعياد الميلاد وعيد الاضحى وعيد الفطر المباركين وفيهما تجتمع كل العوائل مع الكليچة الموصلية وكرزات الفستق الحلبي وتضم موائدها انواع الاطباق من الحلويات بكل انواعها كالبقلاوة وتوفي الدباغ الشهير المصنوع من اجود انواع التوفي في العالم…اضافة الى المأكولات الدسمة مثل الكبة الموصلية الشهيرة والدولمة والباچة والقلية والكثير من الانواع التي يتميز بها المطبخ الموصلي…
كل الاهالي في مدينتي ورغم اختلاف لهجاتهم بين الحضري والريفي الا انهم يعيشون بروح اخوية طيبة…
ما اجملها اليوم وهي تنام بسلام على ضفاف نهر دجلة.. ما اجمل الهواء النقي الصافي من غاباتها القديمة….
ما اجمل بنيانها الذي يجمع بين البيوت العتيقة والعمارات الشاهقات وما اجمل… وما اجمل.. وما اجمل كل شيء فيك يامدينتي الحبيبة….
وانا اعيش معها بذكريات جميلة بعبق وخيال الماضي.. دون تصنع او ترتيب ..
فكل عام والجميع بألف خير وعيد سعيد ومبارك لكل من ينتمي الى مدينتي!!!!!
