لم أجد شخصية مقرفة كشخصية صباح الساعدي المرشح للانتخابات عن قائمة ( سائرون ) فهذا الشخص تسيطرُ على ذاته المريضة روحُ ( الأنا ) والاستهزاء والاستخفاف بكل من يتعارضُ معَ هواجسهِ ونزعاتهِ النرجسية . وحين يتحدث عبرَ الفضائيات كفضائية ( دجلة ) مثلا ، تراهُ ينطلقُ بالحديث انطلاقة المغرور بنفسهِ وكأنهُ المصلح الوحيد للعملية السياسية ، أمّا الآخرون فهم في نظره امّا فاسدون وفاشلون أوْ خونةٌ تابعون لأجندات خارجية . والعجيب أن هذا الشخص شارك بشكل مباشر مع أخوتهِ والمقربين منهُ في عملية نهب شركة ( ابن ماجد العامة للمعدات الثقيلة في البصرة ) بعد احتلال العراق وسقوط نظام صدام حسين ، والكثيرُ من أهالي البصرة الكرام يعرفون هذه الحقيقة وما يزالون يتذكرونها . وهو خريج كلية التربية الرياضية في زمن النظام السابق الذي كان ذلك النظام لا يسمح لأي شخص مستقل غير منتمي لحزب البعث بالدخول لمثل هذه الكليات . ومع كل ذلك فان صباح الساعدي الذي وضعتهُ الأقدار في موقعٍ لا يستحقهُ على الاطلاق نسيَ نفسهُ وأفعالهُ القبيحة ليركبهُ الغرورُ من رأسهِ حتى أخمص قدمهِ . وأيّ متابع محايد يستطيعُ أن يرى بوضوح علاماتِ الغرور والغطرسة والتعالي على وجههِ وهو يتحدثُ عبر الفضائيات حديث ( الملائكة ) . وأجوبته جميعها تفصحُ عن تلك الخصال القبيحة التي يشمئزُ منها المشاهد من أول وهلة . فنظراتهُ المفعمة بالنفاق والرياء تعكسُ حجمَ ضحالتهِ ، وابتساماتهُ المصطنعة تكشف للمشاهدين عن سطوة روح ( الأنا ) على كل حركاتهِ وايحاءاتهِ وايماءاتهِ العجيبة الغريبة . حتى وصلَ بهِ الأمرُ لم يسلمْ من لسانهِ أيّ شخص شارك في العملية السياسية ، وفي نفس الوقت يحاولُ اضفاء الوطنية والنزاهة والشجاعة والاخلاص والتفاني على شخصيته التي دائماً يتبجحُ بها أمامَ مقدمي البرامج . والمعروف عن هذا الرجل كرههُ الشديد لدولة القانون ولشخص الأستاذ نوري المالكي بالذات ، وفي كل مناسبة تجدهُ يفتحُ فمهُ على مصراعيه ويطلق لسانهُ بكلّ ما لديه من حقد دفين مستهدفاً المالكي . والسببُ واضحٌ ومعروف للجميع ولا يحتاجُ الى تحليل لمعرفته . فالبصرة وصولة الفرسان التي قادها السيد المالكي بنفسه لاسترجاع هيبة الدولة المكسورة فيها هيُ سرّ هذا الحقد والكراهية . فكيف لا يضمرُ صباحُ الساعدي ومن هم على شاكلته الحقدَ تجاهَ السيد نوري المالكي وهوَ الذي انتزعَ البصرة من أنيابهم وهو الذي أوقفَ بمنتهى الحزم عمليات تهريب البترول خارج العراق ، وهوَ الذي أعاد للبصرة حريتها بعد أن كانت أسيرة المتجبرين ؟ هذه هي الحقيقة التي لا يريد صباح الساعدي التحدث عنها في حملته الانتخابية عبرَ الفضائيات ، وحتى لو أراد التحدث عنها فسيقلبُ الحقائق وَسَيرسمُها وفقَ اسلوبه الماكر المُشبّعِ بالكذب والتلفيق . وأنا واثقٌ جداً أن الأيّامَ سوف لن ترحمَهُ عاجلاً أمْ آجلاً لأن حبلَ الكذب والنفاق قصير .