تتناثر كلمات الشعر بعذوبة على عيون بغداد، شعراء لو منيتهم بعد الموت لقالوا “بيتً من الشعر في عيون العاصمة” هكذا يتغزل الشعراء في مدينتي، مدينة السلام وهي تظم كل الأدباء و الشعراء و السياسيين، تتربع على عرش قلوب ساكنيها، ما مر بها من آهات و الآم لكن أهلها لم يستغنوا عنها.
مدينتي يفوح عطر الكاظمين منكِ، نحو باب المراد، ليدخل قلبي زائراً عند أضرحة الأولياء الصالحين، متوسم الشرف بحضوركِ الروحي، و أنني تقبلين أعتاب الإمامين الجوادين، دعواتكِ لأبنائكِ، تذُرف الدموع من مقلتيكِ، تصرف الى السماء برجاءاً عفوياً فطرياً كان قد خرج من صميم فؤادكِ ال جميل.
خراب عم البلاد و أنني تحتضنين اخواتكِ من عن قرب و تصرخين بصوت شجي .. آه ثم آه على “صلاح الدين – الأنبار – الموصل ” ثم تذهب عيناكِ الى شهداءً قدمتهم اخوتاً لكِ ، و أنتِ تعزين الجنوب و الوسط على أبنائكِ، و أنتِ تنزفين جرحاً تنسل منه عبرات و أنين، لشهداء مدناً هي تغفوا بين يديكِ.
لا تحزني أن الباري معنا، هنا يا بغداد ترسانة حبكِ غلبت الوجود، حتى قذفت في قلوب الملايين عشقاً سماوياً مزهرا، لم تخلوا ذاكرة الزمان من ذكراكِ، كتبتُ فيكِ كلمات كان حبرها الشهادة على سواتر الموت لعيناكِ، لعيناكِ يا بغداد ذهبت عيون الملايين؛ ذوباناً و عشقاً.
حتى حين أصبح الخطر موشكاً يطرق أبوابكِ، فكانت عيون الدين من العلم،