10 أبريل، 2024 3:55 ص
Search
Close this search box.

صالح المطلك ومصير السنة المجهول !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل الانتخابات النيابية وصلتني ايميلات كثيرة تتضمن معلومات مريبة عن تنازلات المطلك لإيران , وكنت احسبها جزء من التسقيط السياسي للرجل ولكن مآلات الأمور تشير إلى أن المطلك أخطر الشخصيات السنية وأكثرها قدرة على المناورة في المواقف بما يحقق مصالحه الشخصية , ومن خلال رصد أفعال وأقوال هذا الرجل لم نسجل له موقف لصالح جمهور العراقية بل على العكس من ذلك كانت له مواقف أضعفت القائمة وجمهورها , منها إعلانه البراءة من البعثيين في تعهد خطي قدمه للمالكي , وفي حمى التضييق والتهميش على رموز العراقية الذي مارسه المالكي لم يهتز شارب المطلك سوى بتصريح ناري اتهم فيه المالكي بالدكتاتورية ثم مالبث أن عاد متراجعاً عنه بالإطراء على المالكي ووصفه بالوطني ورجل المرحلة , دون ان يحدد المعايير لذلك الوصف , فدكتاتورية المالكي لاتحتاج إلى دليل, في حين ان القول أنه وطني ورجل مرحلة تحتاج منا إلى دليل , وليس لنا من وصف للمطلك على هذا الموقف سوى القول انه شخصية إنتهازية ومأزومة مخربة للمشروع الوطني وهو يمثل ( الجلبي السني) بالنسبة لطهران، وكانت له علاقات سرية مع الإيرانيين عبر بيروت ومحطات أخرى، والإيرانيين هم الذين سلموا أسرار هذه العلاقة إلى الأميركيين بعدما أكتشفوا بأنه مزدوجا، فغضب منه الأميركان، فتحطمت سفنه التي بناها وعول عليها،وكان يعتقد بأنه البارع بالضحك على ذقون الجميع، والبارع بجمع الأضداد، فجاء الإيعاز أميركيا وإيرانيا بمنع المطلك من الصعود للانتخابات لأنه كان يلعب لعبة ( مزدوجة) ضدهما ، وهذا هو ديدن المطلك فدوما ينظر للسياسة من خلال التجارة التي برع بها ..!!, وللمطلك دور تخريبي في تفتيت وحدة العراقية تمثلت في مفاوضاته غير المعلنة مع المالكي قبل تشكيل الحكومة والتي وظفها المالكي لابتزاز الكتل السياسية الأخرى وفي تقزيم وتهميش العراقية , بعد أن عرض عليه مغريات من أجل الانشقاق عن القائمة , وكذلك في تهافته الفج على منصب نائب رئيس الجمهورية بدفع إيراني لإقصاء الهاشمي من المنصب , وبعد توليه منصب نائب رئيس الوزراء كان الرجل لايهش ولاينش !!! فما كان من مشعان الجبوري (قبل ان ينبطح) إلا أن قرعه في الفضائيات , ولأنه مستفز ومأزوم فقد خرج بتصريحه التاريخي الذي جاء ردا على مشعان (المالكي أشد دكتاتوريةً من صدام) ولكنه لم يثبت عليه طويلاً …
 ومنذ أن صدرت مذكرة إلقاء القبض على الهاشمي والرجل (المطلك) يحرص على التواصل مع المالكي سراً ويتكتم على لقاءاته معه بل وينفي حدوثه جملة وتفصيلا امام قيادات العراقية وجبهة الحوار، ولكن أحد اجنحة العراقية القريبة من المالكي، سربت الخبر وأشارت إلى السرية الكبيرة التي احيط به اللقاء بناء على رغبة الاخير، وكعادته لا يهتم سوى بمصالحه الشخصية فقد تم طرح آليات التنسيق بين جبهة الحوار ودولة القانون، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة،وأنه بات مقتنعا بضرورة التحالف مع المالكي، بدلا من البقاء في ائتلاف العراقية  , وإنه يسعى لتسويق أخيه حامد المطلك ليحل محل الهاشمي كنائب لرئاسة الجمهورية , وهذا ما دفع أعضاء في الحزب الاسلامي (الذي كان الهاشمي ينتمي إليه ) بتوجيه الاتهام إلى اطراف من ائتلاف العراقية، من دون تسميتهم، بالتخلي عن طارق الهاشمي , والتآمر عليه لابعاده عن قيادة السنة .
أن هذه الحقائق تؤكد بشكل لا يقطعه الشك بأن المطلك كان مخربا للصف الوطني،وحاملا لمعول التخريب والتفتيت بدوافع أنانية وعداوات شخصية مع هذا الطرف أوذاك ، وهذا السلوك جعله منفصلاً عن الواقع فيدعي أنه قائد العراقية والمتحدث باسمها بعد اقصاء الهاشمي وتهميش علاوي , وبهذا يصبح المطلك وشلته الخطر الحقيقي على المشروع الوطني في العراق … ومن المؤكد ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وان الذين صوتوا للعراقية ومشروعها الوطني لا يخدعون مرة اخرى … فهم صوتوا لها على امل تنحية المشروع الطائفي … ولكنهم فشلوا في ذلك … فهل من المنطق ان يصوتوا لشخوصها بعد ان تحولوا الى زعماء في المشروع الطائفي ؟؟؟
كيف يصوتوا للعراقية التي فشلت في حلحلة المشروع الوطني وتحقيق مكسب واحد لجمهورها ؟ وكيف يصوتوا لقائمة تخلت عن رمز من رموزها وتركت الهاشمي يواجه القضاء الباطل لوحده ؟ أي عقلية ساذجة تلك التي تفكر ان الناخب العراقي سيصوت للمطلك في قائمة يقودها القاتل الطائفي نوري المالكي ؟
في حالة واحدة وهي ان المطلك سيكون في قائمة مستقلة تتحالف غيلة بعد الانتخابات مع المالكي للإجهاز على ماتبقى من المشروع السياسي الوطني في العراق وأنهم سيعملون على تخريب أي مشروع عراقي صميم يعيد العراق الى محضنه العربي … ولكن نقول للعراقيين تنبهوا واستفيقوا ولا تضعوا صوتكم في حقيبة من ضيع حقوقكم ويتآمر عليكم في الليل والنهار … ولا يخدعنكم الخب في فتلكات مفبركة يتظاهر فيها بالعداء والندية للمالكي في المرحلة القادمة … ليخدعكم في التصويت له وتسويق المطلك على أنه رمز السنة وقائدهم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب