من الممكن جدا ان نتُعرف على المواقف لهذا المسؤول او ذاك في كل دول العالم تبعا لما يصدر منهم من اقوال او تصريحات الا في العراق الديمقراطي ، وعلى سبيل المثال فقد قال صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي في تصريح اثار جدلا ودويا في وقت سابق بان رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي هو دكتاتور وقال انه استفرد بمفاصل كثيرة من مفاصل السلطة والمناصب السيادية وانه قد منح نفسه صلاحيات واسعة جدا ليسهل له السيطرة على مجريات الامور في العراق وانه اسوأ في هذا الباب حتى من صدام حسين .
ولكن السيد المطلك اثنى فيما بعد على قيادة المالكي وادارته لمجلس الوزراء وكذلك مواقفه مع زعماء اقليم كردستان وان مواقفه كانت وطنية في مسالة الاتفاقية الامنية مما حدا برئيس الوزراء بسحب الطلب الذي قدمته كتلته في البرلمان والذي يتمحور حول سحب الثقة عن المطلك .
ولكنه في لقاء مع احدى القنوات الفضائية العربية على اثر الاحتجاجات التي تتواصل في المحافظات الغربية في العراق قال انه ما زال على رأيه السابق مصرا وأن السيد المالكي ليس الا دكتاتور ويؤكد انه لم يعتذر للمالكي ولا ينوي الاعتذار عما صرح به مسبقا ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ويلح على المتأمل والمتابع للمواقف والتصريحات هو أن المطلق اذا كان مصرا على كون المالكي دكتاتور العراق الجديد فكيف يقبل ان يكون نائباً للدكتاتور وهل يفتخر بهذا المنصب ، وهل يستطيع ان يقدم خدمة للصالح العام او لابناء منطقته التي يمثلها في البرلمان او الشعب عموما ؟؟ وفي الازمة الاخيرة هلا يقدم السيد نائب رئيس الوزراء المبجل استقالته احتجاجا على سوء ادارة الدولة ولشجب التهميش الذي تمارسه الحكومة المركزية على ابناء محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين كما يقول هو بعظمة لسانه ام ان التصريحات شئ مجاني يقدم كطعم للجمهور وخصوصا ايام الانتخابات ام انه قرار ليس بالهين اتخاذه ، وهل يكتفي السيد المطلك بكلمات ويتمسك بكرسي النجاة و كيف يستجيب رئيس الوزراء لمطلب المحتجين بالتنحي عن رئاسة الوزراء وهو المدعوم من حزبه الحاكم وائتلافه الموجود في البرلمان في حين إن نائبه الذي يطلق عليه انه دكتاتور لا يسجل سبقا في نكران الذات والتخلي عن حب السلطة ويتنحى تضامنا مع طلبات المحتجين وعدم التمسك بهذا المنصب الذي هو عبارة عن ” نيابة دكتاتور” .
فما هي الخدمة التي تقدمها للمحتجين في الانبار وغيرها لتبرهن انك فعلا مع مطالب الجماهير التي هي مصدر كل السلطات كما يقول الدستور العراقي المفخخ ولتبرهن انك لا تحتاج ان تكون نائبا لدكتاتور ولتبرهن انك قلت بدكتاتورية المالكي ولم تقل انك كنت واهم بذاك التصريح وانك لم تبدل رأيك ولم تعتذر عما صدر منك .