العمل الإرهابي جريمة لا جدال فيها، لا يتوهم أحد إن مبرراتها ردود الفعل والحقوق، وهي افعال تثير الرعب تديرها مجموعات سرية تخفي مطالب غير معلنة، تفكيرها بدائي لمواجهة الحضارة والتقنيات العسكرية، ولا تملك شجاعة الظهور والمواجهة المباشرة.
لا تعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها عن طريق صناديق الأقتراع والتبادل السلمي للسلطة، تزعزع حياة المجتمع بقتل الأبرياء وبشاعة المناهج.
ما يحدث في العراق فوضى نتيجة فعل سياسي سيء، وغياب الحكمة وتغليب المصالح الشخصية، تتهالك نتيجتها مؤسسة حكومية منخورة بالفساد، والدور الإعلامي المتأمر، الذي يعمل لإثارة الأحقاد، يغض الطرف عن جرائم الإرهاب ويشغل الناس بقضايا جانبية نتيجة الأفرزات السياسية وضعف السلطة، وتغاضيها للمحسوبيات.
الموصل منذ 12 يوم لم تشهد تفجير المفخخات والأحزمة الناسفة والإنتحارين والكاتم، بعد فرض الإرهابين قوانين وضعية مشددة على المدنيين، وإصدار التعليمات بهدم القبور والتماثيل والكنائس.
من الغرابة ونحن نواجه أشرس الهجمات الإرهابية، وتتبجح داعش بأفعالها الظلامية، وينشر اعلامه على الجوامع والمؤسسات الحكومية في اي مدينة تسقط بيده، نجد من الساسة من ينكر، ويبث صالح المطلك من قناته البابلية الذي يختلف عوانها عن المضمون، ويصر على إن ما يحدث في الموصل والرمادي وصلاح الدين، ثورة عشائر وشباب ناقمين لهم مطالب! وهو نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس كتلة وعضو برلمان في الدورة القادمة! اوصله الوتر الطائفي وإستغلال الفرص، فهل هو ممثل لهؤولاء الثوار؟! وهل يعتقد بهم سوف يعطوه منصب في قيادة حزب البعث المقبور، وعزوز يعرف اين كان مكانه! والإرهاب عنف لإستمرار الفوضى، وتنصل من مسؤلية وطنية تدعو البعض لخيانة الامانة.
عدم الوقوف جهراً ضد الإرهاب، يدل على إن من يبرر أعماله، او يصورها انتفاضة، خيانة للعقد الأجتماعي والسلم الأهلي.
هدوء الموصل من التفجيرات، يعني أن كل ما كان يحدث هو بفعل هؤولاء الإرهابين المسيطرين الأن على المدينة، ولا حقيقة لوجود ثورة عشائر ومطالب، وقد كفلها الدستور بالتعبير السلمي، عن طريق ممثلي الشعب ومنهم صالح المطلك، فلا تنكروا داعش، لأنها اعترفت قبل غيرها، وتسمي شركاء العملية السياسية خونة عملاء، ويتذكر جيداً كيف يستقبلون الضيوف بالأحذية في ساحة الإعتصام.