23 ديسمبر، 2024 10:20 ص

صالح العراقي ووحدة التيار الصدري

صالح العراقي ووحدة التيار الصدري

تعد الوحدة بين ابناء الوطن الواحد بمختلف اتجاهاتهم الدينية والقومية والعرقية والفكرية الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات العصرية المتقدمة وقد اولت الاديان اهمية كبيرة في بناء المجتمعات وتقوية نسيجها الاجتماعي وخصوصا الدين الاسلامي الذي اولى اهتماما كبيرا في وحدة الصف الإسلامي وتراصه وتلاحمه دينيا واخلاقيا واجتماعيا وقد تجلت بهذا الصدد الكثير من الايات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة على التأكيد على ضرورة واهمية مبدأ الوحدة في الدين والوطن والدم اذ تعتبر مفهوم الوحدة من نظرة الدين الاسلامي من ركائز اهداف الدين الإسلامي وإحدى استراتيجيات الشريعة الإسلامية وأساس رئيسي من أسس تطوره وتقدمه وخير دليلاً قاطعاً على تلاحم ابناء الرسالة الاسلامية مع قيادتها إذ تظهر لنا الوحدة المتماسكة التي اسسها( النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم)في اول دولة اسلامية مدنية تعتمد على مبدأ الحرية ،والشورى، والمساواة، والعدالة في المجتمع والتي كانت تستمد قوتها وصلابتها من وحدة وتماسك المسلمين وتعاضدهم
والالتزام بقرارات القيادة والالتفاف حولها ومساندة القيادة في دورها الرسالي في المجتمع ،وان الصلة التراحمية المترابطة والالتزام بمفاهيم الوحدة الاسلامية في المجتمع كانت من عوامل النجاح في نشر رسالة المحبة والتلاحم والتواصل بين كل شرائح المجتمع الاسلامي والمجتمعات الاخرى قد جاءت الرسالة النبوية انطلاقا من رسالة محمدية الهية النزول في التمسك بثوابت الوحدة الوطنية والاسلامية والمجتمعية على كل المستويات الداخلية والخارجية
وتعد الوحدة الاسلامية والمصيرية والروحية والمرجعية الدينية لابناء التيار الصدري من مقومات البناء الاسلامي الرصين في التلاحم والانضباط والانقياد تحت قيادة ال الصدر المرجعية والزعامة الدينية العقائدية والوطنية وفي تبني الافكار السياسية والثقافية و الدينية المعتدلة والايمان المطلق بالقضية الوطنية والمصيرية التي يلتقي فيها كل ابناء الوطن الواحد ويجب على الجميع ان يتفق على هذه الوحدة المصيرية والروحية والفكرية في الدين والاقتصاد والاجتماع والتاريخ وتحت راية الوطن للجميع والجميع مسؤول عن امنه وحمايته واستقلاله وسيادته وهذا ما يتميز به مجتمعنا الاسلامي العريق رغم كل ماجرت عليه من احداث وازمات تاريخية بأن كل افراده متمسكين بهذه الراية العروبية والوطنية ومؤمنين باهداف الاسلام النبيلة السامية برسالة نشر المحبة والسلام في المجتمع ونبذ العنف والانشقاق والخلاف، ونشر لغة المحبة والاعتدال والتسامح والتكاتف بين افراد المجتمع كافة بعض النظر عن قومياتهم وانتماءاتهم الدينية والمذهبية ،وما كانت رسالة الجمعة المباركة التي اسسها مرجعنا الكبير السيد الشهيد الصدر قدس سره والتي تعد اساس من مرتكزات العمل الايماني والوحدوي في البناء التكاملي للوحدة الدينية من حيث نستذكر قول الله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تفرقوا) لقد أمرنا ديننا الإسلامي بإزالة الفوارق ودعانا الى الوحدة والتكاتف والتعاضد وكان خير قدوة لنا رسولنا محمد واله بيته الطاهرين هم خير قدوة لنا، كما أننا مطالبون بنشر لغة التسامح بيننا، وأن الله بعثنا مبشرين وليس منفرين. وان شعارنا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. وان ننشر لغة الحوار بيننا كأفراد وجماعات. وان نشعر أبناءنا بأن الوطن هو وطن الجميع، لأن من يعيش على أرض هذا الوطن له الحق في المشاركة في بناء حضارته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه وخاصة أن من يعيش على أرض هذا الوطن يدين بالدين الإسلامي ولله الحمد، وان كل منا عليه واجبات وله حقوق.
وتعد مشاركة الفرد الصدري في تطوير وطنه والمحافظة على استقراره وإنجازاته ومحبته لأفراده ولقيادته التي لا تمتثل للتقليد وعلمائه مقوماً هاماً من مقومات الوحدة الوطنية، وتتجلى وطنية الفرد من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والزمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه …..
كما تعد حماية البناء الداخلي للمجتمع الصدري اوالامة الصدرية بكل تاريخها وتضحياتها ومواقفها واجبا ملزما شرعيا واخلاقيا وان تقف موقف حازم وان تلتزم بقرارات القائد ووصايا الناطق بأسم الصدر وثقته “صالح محمد العراقي”ممن يحاولون هدم مشروعه من خلال التشكيك والتسقيط أو إعاقته والمتسلقين على اكتاف الناس للوصول الى غاياتهم ومنافعهم الشخصية واجب على كل فرد من التيار الصدري كشف هؤلاء ومحاربتهم وان هذا الواجب الاخلاقي والضروري ،ليس واجب القائد فحسب بل واجب كل فرد من افراد التيار الصدري محاربته فمشروع القائد الوطني للجميع وحمايته والدفاع عن اهدافه ورسالته مسؤولية كل ابناء التيار الصدري المخلصين والمؤمنين بالاهداف السامية والنبيلة،وهذا ما شهدناه في فترة الدعوة الاصلاحات والتظاهرات ووقوفهم امام قوى الاحتلال والظلام ،ومن متطلبات الفترة الحالية والقادمة وما تحدث من تغييرات سريعة على الخارطة السياسية الداخلية والدولية وتحركات الفاسدين للقضاء على امال الشعب وتطلعاته والتحركات الخارجية المشبوهة وان التيار الصدري ليس بمعزل عنها بل هو ضليع اليوم في المواجهة الحتمية المرتقبة كونه من اهم المرتكزات المجهزة دينيا وتعبويا وثقافيا وفكريا لمواجهة الفاسدين والمتسلقين من الأحزاب الفاسدة والحركة التكفيرية والموجة الغاضبة التي تتحرك باتجاه الدين والوطن والمقدسات …ولابد من ضرورة التوحد والتلاحم لتقوية ورص الصف الوطني والعقائدي والفكري لمواجهة خطر المرحلة المقبلة …وان لا ننسى ان نكون على قدر المسؤولية الوطنية التاريخية في تحمل اعباء المرحلة والمضي قدما لتغيير الواقع والمناخات السياسية العفنة التي خلفتها ادارة السياسات الخاطئة في ادارة الحكم في العراق من فوضى عارمة شملت كل مرافق الحياة .