9 أبريل، 2024 1:15 ص
Search
Close this search box.

صالح البخاتي ….من رجالات الزمن الصعب

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحديث عن معادن الرجال؛ يحتاج دائما الى نظرة وضمير ؛ يفصلان ما بين هو واقعي وحقيقي في نفس الوقت؛ هذه الحقيقة تواجه كل مدون؛ يعمل في مجال تدوين التاريخ ؛ وعلم الرجال ؛ لاعطاء كل ذي حق ؛ حقه ؛ فالتاريخ والرجال والمواقف ؛ تحتاجها الاجيال ؛ جيلا ؛جيلا من اجل الشروع في الحكم على المواقف ؛واعطاء كل ذي حق حقه ؛فمن تلك النقطة تبدا البلدان وشعوبها بالشروع ؛ بالبناء.
الحديث عن السيد الشهيد القائد السيد صالح البخاتي ؛حديث من هكذا نوع ؛فيجب توثيق ما قام به جيد وبدقة؛ وإخلاص متناه ؛ فالرجل قد بدا مبكرا في حمل سلاح الوطن لمقاتلة غاصبيه ؛وجاهد بالقول والسلاح وترك الديار مرغما ؛فكانت علاقته بالجهاد والسلاح مبكرا قبل غيره بكثير ؛فرضع من منهل الثورة الاسلامية ؛ وقائدها السيد محمد باقر الحكيم رض ؛اروع قصص الجهاد والولاء لهذا الشعب المظلوم؛ فقاد الكثيير من العمليات النوعية في الاهوار والداخل العراقي ؛ شهد لهاالعدو قبل الصديق ؛ كبد فيها البعثيين واذاقهم الخسائر الفادحة الواحدة تلو الاخرى.
جاءت الايام سريعا ؛ وسقط صدام ؛ ودخل مع رفاقه العراق ؛وبدات عملية بناء الدولة ؛ودخول المجاهدين في الوضع المدني العراقي الجديد؛فكان الشهيد البخاتي من اوائل المتصدين للعمل الطوعي في بناء الدولة بعد التغيير .
جاءت احداث سوريا ؛ فعلاقته مع جدته؛ السيدة زينب علاقة روحية منذ الطفولة غذته بها والدته ؛ ابى الا ان يقف مدافعا عنها ؛ فهو صاحب الغيرة والحمية ؛ وهما خصلتان يميزه بهما خاصته ومريديه؛وقف السيد البخاتي؛ حاملا سلاحه بعد ان غادره لفترة؛ فكانت استراحة محارب ؛ مدافعا عن حرم السيدة بكل غيرة واباء مخاطبا الدواعش ومن لف لفهم؛( لن تقدروا ان تنالوا من جدتي ونحن هنا ؛فنحن ابناء الحسين والعباس اسالوا اجدادكم عن تجاربهم السابقة معنا ) .
دخل الدواعش الى العراق ؛ بخيانة كبيرة وثقها التاريخ جيدا ؛ وحدد من هم اركان تلك الخيانة ؛وهرمها ؛ ووقف الدواعش على اسوار بغداد ؛فانطلقت بضع كلمات من النجف الاشرف ؛ تبسم بها المرجع الاعلى للشيعة في العالم ؛ الامام السيستاني ؛ حركت الملايين في كل بقاع الارض ؛انها فتوى الجهاد الكفائي؛ فثارت ثائرة الشرفاء ؛ ومنهم القائد البخاتي ؛رجع الى العراق محملا بهم الدفاع المقدس ؛ فوقف عنده الزمن سريعا ؛وبدا بالحركة ملبيا النداء ؛ جمع الخيرة من انصاره ؛وحلق في سماء الفتوى ؛باحثا عن مبتغاه الذي تعب في البحث عنه طويلا جدا ؛شارك في تحرير امرلي ؛تكريت ؛العوجة ؛بيجي ؛حمرين ؛ حزام بغداد؛ الظابطية؛وكثير من قصبات ديالى . له مواقف كثيرة مع المجاهدين لاتعد ولأتحصى في سوح الجهاد ؛ ورع في دينه ؛ سمح مع خلصه وناسه .
وبعد اكثر من 35 سنة من الجهاد؛ وفي معارك تحرير الفلوجة ؛ جمع المجاهدين لصلاة الظهر والعصر جماعةً خلفه، صلى بهم ..:
وفي القنوت دعى بصوت باك وخاشع…………..
…………….( اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك )
ما إن فرغ من صلاته حتى أصابته رصاصة قناص آثمه … أدت الى شهادته فوراً..
عرجت روحه الى السماء ملتحفةً برداء الشهادة حيث المنى وجنة الخلد..
فسلاما عليك ايها القائد؛ من شعب ؛ ومن وطن ؛ في زمن قل فيه الرجال ؛ وعلا صوت اشباههم ؛ ولكن هيهات ؛ فالأقلام التي خلدت الطف ورجالاته؛ لازال حبرها نديا ويكتب بحقيقة الزمن ؛عند ذاك ستنكشف الحقيقة امام الواحد الاحد ….ولات حين مندم …والسلام.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب