19 ديسمبر، 2024 12:18 ص

صالح البخاتي شهيد الوطن  

صالح البخاتي شهيد الوطن  

عندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي الى الفوز الاكيد ، وتختلط الدموع بالهلاهل الجنوبية ، عندها لا يبقى لدينا شيئاً لنفعله او نقوله لانه لخص كل قصتنا واحلامنا لنيل الحرية والكرامة ، كل قطرة دم سقت نخيل الوطن فأرتفع شامخاً ، وكل روح شهيد كسرت قيود الطواغيت ، زرعت في داخلنا ما لا يمكننا تعلمه عند هذا او عند ذاك ، حب الوطن ليست كلمات شاعر مترف يقول كلماته ليكسب جمهوراً ، ويسمع هتافات المعجبين ، الوطنية ان تتمنى الشهادة وتطلبها في سبيل وطنك ودينك.
ليس هنالك كلمة يمكن ان تصف شهيدنا ، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفه ، اذ اختتم حياته في اخر ما قرأنا له على صفحته على الفيس بوك ، وهو يناجي ربه بألم ( بيني وبين الشهادة الا جزء تبقى من الزجاجة وانا في صراع وجداني اذ أقول : هل انني غير مستحق هذه الكرامة ام هو لعل الذي أبطئ عني هو خير لي لعلم ربي بعاقبة الأمور ؟ ) السيد الصالح صالح البخاتي ، رجل جنوبي هام في حب وطنه حد الجنون ، ترك الأهل والولدان وسكن الأهوار والمستنقعات من اجل وطنه ، فكان على رأس قائمة المجاهدين المُضحين ضد النظام المقبور ، فكان احد قادة حركة الجهاد والبناء ( حركة حزب الله سابقاً ) ، الذين عرفوا بجهادهم وقتالهم في جنوب العراق ، ضد ازلام البعث الدموي.

كان من اول الملبين لنداء المرجعية ، وعاد لعشقه ومعشوقته ( الجهاد البندقية ) ، ليشارك في جميع المعارك التي خاضتها سرايا الجهاد ، من معارك أطراف بغداد وتحريرها ، الى صلاح الدين وجرف الصخر وتكريت ، حتى نال شرف الشهادة في عمليات الخامس عشر من شعبان ، عمليات تحرير الفلوجة ، وطبق بذلك أسمى فرض في زمن الغيبة ، انتظار الفرج ، بالعمل والجهاد والتضحية بأغلى ما يملك الانسان ، نفسه . صالح البخاتي نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق ، رأينا من استرشد به في تشيعه ، فكان تشيعه مالم يحضى به احد قبله ، فقد خرجت ميسان عن بكرة ابيها لتودعه ، وتتعهد له ان لا تترك طريقه ، الذي اختطه بدمائه الطاهرة ، فسلام عليك يوم ولدت ، ويوم وقفت وجاهدت ، ويوم ارتقيت الى ربك شهيدا .‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية