9 أبريل، 2024 3:23 ص
Search
Close this search box.

صالة الولادة ….. غرفة التعذيب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

هكذا تصف النساء في عراقنا الحبيب صالات الولادة في المستشفيات الحكومية في عموم محافظات القطر فعدا بعض المستشفيات الاهلية الخاصة باهظة الثمن يبقى الحل الوحيد للأنجاب هو صالات الولادة في المستشفيات الحكومية التي تعاني ما تعاني من سوء الاوضاع الصحية  والانسانية والخدمية فيها بل وحتى التنظيمية والنفسية لكائن ضعيف في الوضع الطبيعي (المرأة) وتكون في اضعف حالاتها حين الطلق والوضع وكيف تنجب!!؟؟
اليكم احدى القصص الكثيرة التي ترويها نساء خاضت التجربة ودخلت تلك الغرف المظلمة المسكونة بأرواح من ماتوا فيها (او متن فيها للدقة!) وبأناس خرج اكثرهم عن صنف الادمية وارتدى ثوب القسوة والعنف واللامبالاة رداءاً فوق صدريات الطب البيضاء! انقل لكم القصة بالتفصيل الممل ولكم الحكم في تشخيص المقصر واقتراح الحلول:
بدأت القصة حين فاجأها الطلق في منتصف الليل فنقلوها الى اقرب مستشفى لبيتهم (مستشفى الزهراوي الجراحي ثاني اكبر مستشفى حكومي في ميسان لمن لا يعرف ذلك) وبعد اخذ ورد ومجادلات وافق الشرطة في الباب على ادخال المرأة وذويها وهنا تأتي المحنة الكبرى حيث لا يسمح بدخول احد مع المرأة الى صالة الولادة! وتبقى لوحدها مع الوحوش الكواسر من طبيبات وممرضات حتى تضع بشكل طبيعي او بالظرب والتهديد والشتائم لها من قبل ملائكة (العذاب) اقصد ملائكة الرحمة او اللاتي يفترض ان يكن ملائكة للرحمة (الممرضات) وحين تنجب المرأة ينادي المنادي على اهلها ان ادخلوا لأخراجها ووليدها (ان نجوا من كل اللامبالاة والقسوة والعنف في الداخل) وقبل ان يستلم الرجل زوجته يقوم بالتوقيع في غرفة خاصة تسمى (النزاهة او التفتيش لا يهم فكلها مسميات لمؤسسات شكلية لم ولن تمنع الفساد المستشري حتى بين الشخص ونفسه فضلاً عن الفساد في العلاقات التي تحكم الكل او الاغلبية للأسف) يوقع الرجل على ان زوجته تلقت العناية الطبية الكافية وان احداً لم يجبره على دفع الرشى وهو لما يعلم ما حصل حيث ان الزوجة وامها او اختها ترتبها للخروج ويوقع الزوج على بياض!
في دول (البشر) التي يتعامل فيها الانسان مع اخيه الانسان كأنسان يسمح لأصحاب الكلاب التي على وشك الانجاب ان يشرفوا على ولادة كلابهم ويبقون معهم لمساعدتهم وقت الطلق والشدة التي لا يعرف عنها احد الكثير الا من مر بها وفي وطننا العزيز لا يسمح لوالدة المرأة او اختها او احد من قريباتها بالدخول معها؟ لماذا؟
لأن الدكتورات والممرضات يقمن بأجبارها على الانجاب بسرعة بأستخدام الضرب والسب والشتم واخيراً بالمشرط مع العلم ان هناك ابراً زيتية تجهز بشكل رسمي للمستشفيات لتسهيل عملية الولادة ولكنها لا تعطى الا لزوجات المسؤولين اللاتي لكونهن  من نساء اصحاب المسؤوليات فلا وقت لديهن للطلق ولا يجوز ان يتعرضن الى عملية قيصرية فهناك دائماً مسهلات لكل ما يعترض طريق ((المسؤول!)) فضلاً عن زوجات واقارب منتسبي المستشفى على العموم فبعد استخدام الضرب والسب والشتم ومشرط الجراح انجبت المرأة وسمحوا لذويها بالدخول لأخراجها وهنا تبدأ كارثة اخرى حيث تبدأ الممرضات بطلب (المقسوم) او (فرحة الطفل) او غيرها من المسميات للرشوة والتي يتفنن طالبها في ايجاد المكان الامين المحصن ضد كاميرات المراقبة لأخذ المقسوم فيها وكم؟ وزع ذوي المرأة نصف مليون دينار حتى سمحوا لأبنتهم بالخروج من غرفة التعذيب في سجن ابو غريب)
استلم الزوج زوجته بعد اخراجها من الغرفة وعلم بعدها بأن هناك رشى طلبت ونقود دفعت وان زوجته تعرضت لشتى صنوف الضرب والشتم والصراخ لتعجيل الولادة فماذا يفعل؟ هو وقع على ان كل شيء على ما يرام! فما كان منه الا ان اخذ زوجته وهرب من ذلك المكان الرحيم جداً!
بعد يومين من ولادتها احست المرأة بآلام قوية اضطرت اهلها لأخذها الى المستشفى وبعد سين وجيم ومخاتلات وتوسطات في كل بوابة من ابواب المستشفى وصلت الى العيادة الاستشارية ثم الى السونار ليكتشفوا شيئاً فضيعاً
اكتشف مسؤول السونار ان (المشيمة) ما زالت في بطنها (وهي يجب ان تستخرج بعد اخراج الطفل مباشرة) وان بقائها قد سبب التهابات وعدوى فيروسية للمرأة مما اضطرهم الى ادخالها لغرفة التعذيب (صالة الولادة ثانية) لإكمال ما بدأوه قبل يومين وهي الان راقدة في المستشفى تحت رحمة الله وبأنتضار ان تموت نتيجة العدوى او ان تتعافى بقدرته تعالى.
فألى متى يبقى بشرنا يعامل بشرنا بأحقر من معاملة الحيوان لأخيه الحيوان؟
للأسف فكل ابطال القصة اعلاه عراقيون من ام واب اكلوا من ثمار هذا الوطن وشربوا من مائه وتربوا على ترابه وتشاركوا البأساء والضراء والسنين العجاف سوية وقد فعل بعضهم ببعض كل هذا فماذا نتوقع من الاطباء والممرضين والممرضات الهنود والسنغافوريين وغيرهم الذين ستستوردهم الدولة لسد النقص؟
علماً ان النقص الذي نعانيه نقص معنوي وانساني وليس مادي وعددي في عدد الكوادر بل في انسانيتهم وطريقة تعاملهم مع المريض الذي لا ينظر بعد رحمة الله الا اليهم وهو بين ايديهم وهم الذين يفترض ان يعملوا على تحسين نوعية حياة المريض وليس اطالة عمره فقط او التعامل معه كسلعة او جهاز يصلحونه ويعيدونه الى اهله!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب