23 ديسمبر، 2024 1:01 ص

أطلقت صافرات الإنذار في أوكرانيا، لكنها ليست ككل الصافرات، أنها كشفت عن ماهية الحداثة في الشرق والغرب وطريقة تعاملها البدائية مع الأحداث، وان هنالك كثير من المشاعر السلبية كانت مخفية فبانت لتظهر أن اليمين المتطرف ليس وحده من يحمل بذور التطرف وإنما هي القيم الخفية في المنظومة الغربية والحداثة بشكل عام.
عنصرية مزدوجة
توجه الغرب وأمريكا بكل انفعال ليس لإنقاذ أوكرانيا والأوكرانيين، بل لتدمير روسيا وتفكيكها ومحاصراتها والقضاء على معالم المدنية فيها، وأبرزت في ردود الفعل نفسية مريضة عنصرية عندما تفاعل الجنس الأبيض كما يزعم الإعلام في تحشيده البائس، وسكوته على الدمار والموت في بلاد الشرق الأوسط كما يسمونه.
في ذات الوقت توجه الروس بخبرة اكتسبت في سوريا بطياريها وقادتها ومن الطبيعي أن تنقل الممارسة اللاإنسانية هناك
إنذار المصداقية
يزعم الغرب قبل تقارب العالم انه يحمل قيم الحرية والمساواة وأمان راس المال ورضي العرب أن يكون الدولار عملة البيع والشراء ومن هنا كانت قوته التي تتلاعب الآن باقتصاد العالم ومنها دول المنطقة نفسها، في ذات الوقت تحركت أموال الشرق لتستثمر في الغرب، ومنها الأموال العربية والروسية.
تعلمنا أن القوة للدول والجيش النظامي هو من يحسم الأمور، لكن الأن نرى دعوات للتطوع كأفراد ومرتزقة أصبح مطلوبا وليس إرعابا عندما طلب التوجه إلى أوكرانيا وروسيا فالمكان اختلف والقيمة اختلفت.
في ذات الوقت صودرت أموال الاستثمار لرجال أعمال روس وفي البنوك وكل ما يملكون وقطعت عنهم كل ما أتيح من روافد المدنية وقيد التعامل بالدولار ….. ممكن اذاً أن آخذ مالك وان استخدم ثقتك ضدك.
تكافل بالعداء
الحداثة التي نشأت أساسا مع الثورة الصناعية وتطورت دفاعاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية عبر قرون بها ميزات يجب أن نراها بوضوح
أن الدول الأوربية التي أبدلت الإقطاع بالرأسمالية وما حصل من حاجة إلى مواد خام أولية تحتاجها خطوط الإنتاج، كذلك أسواق، لم تك تريد من المناطق التي احتلتها أكثر من كونها مصدرا للمواد الأولية وما بها من مخزونات الثروة ثم سوق لمنتجاتها وكانت تطور هذه البلاد على قدر ما يحدث من تطور في الصناعات لخلق تسويق لكماليات تتحول إلى أساسيات مع تطور المدنية، لكنها ليست معنية باستقرار حياتهم فهم سوق وليسوا منتجين.
أن الحداثة ليست قائمة على فكر أخلاقي لهذا ستظهر فيها إخفاقات تدعو للشك بمتانة وشرعية دولتها، وهذا في تفاصيل الحداثة مهم إن تكون الهيمنة للدولة وان بدى الأمر غير ذلك لكن كل هذه المؤسسات لن تكون موجودة ليوم واحد إن تفككت الدولة، وتثبيت الثقة هذا يحتاج إلى تصفير المشاكل بحجة ما وتعظيم مصالح بإشعال الحروب فتستثير مشاعر قومية أو إحساس بالخطر على استقرار الحياة ونمطها لان الكل يجب ألا يتوقف لكي يعيش، الحروب تصفر مشاكل إخفاق الحداثة حربان عالمية وأخرى قادمة إضافة لما يجر في الشرق الأوسط بالذات.
القطب السوفيتي كان حجة تعلق عليها إخفاقات الرأسمالية والغرب كان شماعة إخفاق الشيوعية بالتحول بتجاوز مرحلة الاشتراكية التي أثقلت على الناس والجمهور، هذا التوازن لم ينهى بسقوط الاتحاد السوفيتي فقد أريد لروسيا أن تكون كفزاعة نائمة وحقيقتها دولة وظيفية تجمع عندها كل أسلحة الاتحاد السوفيتي التقليدية والا ستبدد ولا يسيطر عليها.
ناس مثل بوتن يوجد مثله في الغرب يتحسس هؤلاء أن الحداثة أكذوبة وبوتن يحن للنظام القيصري، اعتبر أن الشيوعية خيانة لهذا راح يبني شيئا اقوى من الاتحاد السوفيتي وله قيمة ودوافع تستند إلى عمق التاريخ، فخرج عمليا من الدور الوظيفي إلى عملية استعادة ما كانت عليه من ارض قبل الحزب الشيوعي.
نحتاج إلى نظام جديد بقيم عليا
الحرب قائمة مالم يحدث أمرًا يخالف المنطق، وسيسعى الجميع إلى تهدئة ما وجدوا أنفسهم فيه من منحدر، لكن في كل الأحوال يحتاج العالم إلى نظام جديد يقوم على القيم وينظر إلى الآدمية برقي خلقها بلا عنصرية من أي نوع أو روابط هابطة كالتي تحكم العالم اليوم.