1 \ : دونما ازدراء ولا سوء استخدامٍ للمفرداتِ او تضخيمها , كما نتجنّب القول أنّها سذاجة او غباء امريكي < ولنترك للقارئ تسميتها كيفما يسمّيها > , فمن الخطأ او غير الصواب إعلامياً , أن يبادر الأمريكان بعرض ونشر مخلّفات الأجزاء والهياكل المعدنية وسواها التي دمّرتها صواريخ ” سرايا اولياء الدمّ ” في قاعدة الحرير الأمريكية في ضواحي مدينة اربيل , وكأنّهم يشيدون بكفاءة ومهارة ودقّة هذه السرايا التي استهدفتهم في ” عقرِ دارهم العراقي ! ” , وقد فعلوا ذات الأمر حينما او عندما عرضوا ونشروا بالتلفزة تأثيرات الصواريخ الإيرانية التي انطلقت على قاعدتهم العسكرية < قاعدة عين الأسد > , ردّاً على عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني في محيط مطار بغداد , وكان الفيديو الأمريكي المبثوث آنذاك اكثر طولاً واوسع عرضاً من او ممّا جرى عرضه للأجزاء المدمّرة في قاعدة الحرير , فما الهدف الذي يبدو بلا هدف في عرض ونشر الغسيل المتّسخ على الحبل .! , وبالصددِ هذا فقد يقول قائل أنّ إخفاء هذه الحقائق قد يتعارض مع مبادئ الإعلام اكاديمياً على الأقل .! , وبقدر ما أنّ ذلك صحيحٌ , لكنّه واقعياً فإنّه ” وللأسف ” فإنّ مقوّمات الإعلام تتراجع الى حدٍّ ما اثناء الحروب والقصف والمعارك , حين تسيطر دولةٌ عظمى ما على هيكلية واجواء الحدث سياسياً واعلامياً وما يرافق ذلك من ملحقات , والمسألةُ عموماً ليست كذلك بالمطلق .!
2 \ : مع طلائع وبدايات اليوم الثالث لقصف القاعدة الأمريكية في محيط مطار اربيل الدولي , وخلال هذه المدّة الساخنة الاقصيرة , ودونما ردّ فعلٍ امريكيٍ عمليّ تجاه الحدث الذي حدث < ومع أخذٍ بنظرِ اعتبارٍ للبرنامج اليومي للرئيس بايدن , والذي يخلد الى النوم في ساعةٍ مبكّرة – ومع إشارةٍ اخرى أنّ الأحداث الساخنة وعمليات القصف ومرادفاتها , عادةً ما تحدث بعد منتصف الليل , سيما في بعض دول العالم الثالث المتخلفة سياسياً وعقلياً ! – فذلك يعني أنّ السيد جو بايدن لا يطّلع على تفاصيل ما يجري وما تتعرّض له قواعده العسكرية ” العراق او عموم الشرق الأوسط ” إلاّ بعد دوامه الرسمي في الساعة التاسعة صباحاً ” وفقَ برنامجه اليومي المنشور ” في المكتب البيضاوي في القصر الأبيض .. ثمّ وبمواكبة التصريحات المتشددة لوزير الخارجية الأمريكي وكذلك للناطق الرسمي باسم البيت الأبيض , والتي تعجّ وتضجّ بمحاولاتٍ متعمقة للتحقيق ولمعرفة والتعرّف عن الجهة المسؤولة تحديدا عن عملية قصف القاعدة الأمريكية في اربيل , وهذا اقرب قليلاً او كثيراً الى المُحال في تشخيصها .! جرّاء تعدّد الفصائل والسرايا والتنظيمات ذات القاسم المشترك بهذا الشأن .! , لكنّ المسألةَ الأكثر ضخامةً وعنفواناً هي المحاولات المستميتة المفترضة للإعلام الأمريكي ” اولاً ” في إستقراءٍ مبكّر لردّ الفعل الأمريكي اذا ما تعرّضت المصالح الأمريكية مرّةً اخرى سواءً في اربيل او بغداد او في قاعدة ” عين الأسد ” او سواها , وهذا ما يتطلّب لتسكينٍ ما بالمسكّنات السياسية والإعلامية المؤقّتة , لتغيّرات ما مفترضةٍ ولو قليلاً في سياسة الرئيس بايدن وساسته من المستشارين , وقد تغدو النتائج المفترضة بشكلٍ معاكسٍ ما .!