ان الذي يبحث في منهج وسلوك اهل البيت_عليهم السلام_ سيجدهم عبارة عن علماء اتقياء رفضوا الدنيا ومغرياتها, واجهدوا انفسهم لخدمة المسلمين جميعا دون تمييز, فلم يميزوا بين واحد واخر, عاملوا الناس من منطلق المسؤلية الشرعية التي خطها لهم الرسول الاكرم_صلى الله عليه واله_ مقتبسة من كتاب الله في معاملة الناس, فساعدوا اليهودي والنصراني والمسلم على حد سواء, متخذين من الوسطية والاعتدال والعلم منهجًا ومنطلقًا يسيرون عليه.
والامام الصادق كآبائه واجداده, في زمانه وبما فتح الله له من متنفس, بسبب تصارع العباسيين والامويين على السلطة والعرش, عكف على الدرس والموعظة والنصح والارشاد, مارس منهجه العلمي الاخلاقي بقليل من الحرية, حيث تتلمذ على يده كبار علماء المسلمين ومنهم ابو حنيفة امام واستاذ المذاهب الاربعة لأخوتنا اهل السنة, وخرج في زمانه عماء الفلك والطب والاحياء والرياضيات وغيرها, فلم يذكر انه ميز بين احد من تلاميذه على حساب الاخر .
وعليه نقول :يا إمام العلم والفكر والاعتدال، يا صادقًا في القول والأفعال، جعفر ابن رسول الله وخير الرجال، يا باني للدين كلّ الآمال، يا عَلَمًا قد رفرف للحقِّ بالتقوى والوسطية والأخلاق، يا أبا كاظم الغيظ فكلّكم حبل الله الممتدّ في الآفاق، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأنتم قدوة لكلّ الأجيال، فُجِعنا بفقدك سيدي فأجَلُكَ ليس ككلّ الآجال، فلنعزِّي بك الرسول الأعظم وأبناءه الآل،لاسيَّما المهديّ المخلّص، ونائبه بالحقّ والدليل السيد الأستاذ الصرخيّ الحسنيّ وريثك بالعلم وكاشف زيف الجُهّال.