18 ديسمبر، 2024 8:57 م

في لقاء جمعني بكوكبة من رجال الفكر والثقافة تناولنا موضوع انحدار مستوى الأداء في الدولة العراقية بشكل عام , تقريبا يمكن القول ان السلف دائما افضل من الخلف في مستويات النزاهة والكفاءة وان الفساد صار هو الاخر ثقافة مستشرية وتناولنا وزيار النفط مثلا , فمثلا ان مقارنة بين حقبتين وهي حقبة وزير النفط الأسبق جبار اللعيبي وما تلاه من وزير النفط ثامر الغضبان واحسان عبد الجبار , يمكن ملاحة هذا الانحدار بوضوح و فقد اتفق الجميع على ان جبار اللعيبي له ما يميزه عن غيره وهو ان الرجل صاحب قرار لا يتردد ولا يراوغ في كل قرار يخص صناعة الطاقة وهذا يعكس خبرته وكفائته في مجال عمله وانه ليس طارئا على المجال بل هو عضو وركن اصيل في صناعة الطاقة العراقية , في حين اننا لم نلحظ من ثامر الغضبان واحسان عبد الجبار أي بوادر لشخصية قياديه متمكنة بل بالعكس واضح جدا تلكؤ وتخبط الوزير الحالي في كل قراراته بل ومماطلته في كثير من المجالات لعلنا نرى هذا بوضوح في استقطاب شركات معينه ثم العودة لاستبعادها بحجج ليست منطقية وانما يعد هذا مؤشر خطير على ضحالة مستوى الوزير , وفي مجال التوظيف وهو المجال الأهم للشباب العراقي ففي الوقت الذي كان اللعيبي يتابع شخصيا تعيين الخريجين من معاهد النفط وكليات الهندسة صرنا نرى تكدس خريجي معاهد النفط وإيقاف أوامر تعيينهم بلا مبرر والامر الأخطر هو عندما يتقن الوزير فن التخدير حين يهب وعودا لا يفي بها مما يفقد ثقة الشارع بالعملية السياسية ككل وليس بشخص الوزير فحسن لذا صرنا نرى تجدد التظاهرات والتي تكون عنيفة أحيانا لان الشعب لم يعد يقبل التخدير او الاستهزاء به , وفي نفس المنوال فان رضا الكتل السياسية عن شخص معين انما صار دليلا على ان هذا الشخص رهين لتلك القوى السياسية التي أوصلت العراق الى القاع بعد ان كان الناس يتمنون ان يروا القمة لذا حورب جبار اللعيبي من كتل سياسية بعضها يدعي الإصلاح لان اللعيبي يفكر في كيفية النهوض بقطاع النفط فيما يفكر الاخرون كيفية إرضاء زعماء الكتل السياسية و لذا فلم نلحظ أي تطور الا التطور والازدهار في شاشات التلفاز والفضائيات و لان قادة العملية السياسية برمتهم منفصلين عن واقع الشعب العراقي بدليل ان شعب يعيش نصفه او اكثر من ذلك تحت خط الفقر تقوم كتلة معينة برفع سعر صرف الدولار نكاية بجهة سياسية أخرى دون ان اعتبار لوضع الناس في البلد المنكوب , اننا عندما قارنا اللعيبي بمن تلاه فلاننا في البصرة لمسنا فعلا وجود وزير قادر على احدث نقلة نوعية في البنى التحتية لقاطع الطاقة او حتى الوضع العام للناس في حين يعيش منن جاء بعده في بروج عاجية لا يراهم الناس ولا يرون هم الناس ايضا