23 ديسمبر، 2024 11:13 ص

شِتان بين المترنح والمحرر

شِتان بين المترنح والمحرر

قال العزيز الجليل في كتابه المجيد:” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا”, سورة البقرة آية 219.
تم مناقشة قانون الضرائب البلدية, داخل قبة البرلمان العراقي, وعند قراءته الأخيرة وإقراره, تم إضافة فقرة منع بيع الخمور, وإغلاق المَحال التي تتاجر بهذه المادة, مما أثار غضب من يتداولونها.
يرى بعض المتشدقين بالخمر والمولعين به, أن الباري عز وجل لم يُحَرِم الخمر, وأنهم لا يشربونها لِحَدِّ السكر, متعللين بفوائدها القليلة, متناسين إثمهما الكبير المذكور بالقرآن, وبنفس الوقت فهم لا يلتفتون, إلى التَدَرٌجٍ بالتشريع الإلهي, فقد بُعِث الرسول صلوات ربي عليه وآله؛ لمُجتمعٍ كان يعتبر من لا يحتسي الخمر, ليس برجُلٍ ويستحق الاحتقار.
قال رسول الإنسانية محمد, عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم:” من استَخَفَ بصغاِئِرِ الأمور, هانَت عليهِ كَبائرها”, وكما أن التشريع الإلهي له تَدرجاته, فإن المروجين للفساد لهم انحداراتهم, فإن قوبلت بالصمت ورضا بعض الجاهلين, فإنهم سيتمادون في انحدارهم, ومحاولة تزيين مساوئهم, غير مبالين بالمجتمع وما يصيبه.تكونت جبهةٌ برلمانية معارضة, أطلق عليها أعضاؤها اسم” جبهة الإصلاح” ولو امعَنا النظر في تلك الجبهة, سَنَجدُ أن أغلب أعضائها, من الفاسدين والشاذين, ومن الذين لا قيمة لهم ولا جاه, إنما صعدوا بشعارات براقة ووعود كاذبة, همهم الوحيد إثبات الوجود, من خلال إثارة الأزمات.
إنَّ اغرب ما أثير من تصريحات, في قضية منع بيع الخمور, تصريح مشعان الجبوري, الذي يقول فيه ما مفاده, أنَّ الحشد العشائري قاتَلَ داعش, بسَبَبِ منعهم تدخين السكائر والأركيلة, ومنعهم الخمور, وكأنه يقول, إن من أصدر قانون المنع في البرلمان, سيقتلكم يوما ما كداعش, ولا يعلم هذا السِكَّير أنه يوحي للملتزمين, بتحرير الأرض والعرض, ان اقتلوا اخوتكم, فإنهم لم يقاتلوا إلا لشرب الخمر وتدخين السكائر.
صَحيحٌ أن القانون كان حول الضرائب, وقد تم وضع فقرة منع بيع الخمور, أثناء إقرار القانون, إلا أن إثارة زوبعة, وربط بين القتال والخمارين, يحمل الإهانة لأبطال, يضحون بأنفسهم للخلاص من ظلم داعش, واستباحته للشرف العراقي, وما أراه من مقالتهم, لا يعدو عن كونِه خوفٌ, مما يلي تحرير الأرض, وصيانة العرض, ليفرغ الشرفاء في العملية السياسية, لتحرير البلد من موبقات الساسة.

 “عن علي بن يقطين، قال: سئل المهدي /الملك العباسي/ أبا الحسن (عليه السلام) /أي: الإمام موسى الكاظم/ عن الخمر فقال: “هل هي محرمة في كتاب الله؟ فإن الناس يعرفون النهي ولا يعرفون التحريم.”هدد مشعان بطرح القضية على القضاء؛ فإذا أقرت المحكمة الإتحادية, نقضاً لقرار البرلمان, فهذا يُثبِتُ أن القضاء سكرانا.