في غفلة من الزمن الأغبر توفرت لمن كانوا في الشتات يتسولون وينتظرون الأعانات فرصة لينقظوا على الحكم في العراق جاء بهم الأجرام الأمريكي حين أحتل العراق بداعي تحريره فأنكشف أمرهم وبسرعة ليتحولوا من معارضة مخادعة الى مجاميع من الكلاب المسعورة لتنهش كل مافي العراق من خير فأحالوه الى خراب مستعينين ومنفذين لأوامر أسيادهم في أيران وأمريكا وبريطانيا .
أنكشفت أوراقهم حين أثبتوا بالتجارب أن معارضتهم لصدام لم تكن على أساس حبهم للعراق وشعبه أنما كانت حباً بالسلطة و المال فسلمهم المجرم بريمر الحكم ليتناوبوا عليه تباعاً فأشعلوها حرباً طائفية خطفت مئات الآلاف من العراقيين شيعياً أمياً متخلفاً يفتي بقتل سني وسني متخلف أمي وعميل يفتي بقتل شيعي وكلاهما أبناء بلد واحد .
وبموازات عمليات القتل المبرمج من قبل أحزاب خطفت السلطة كانت عمليات نهب أموال العراق تجري بشكل منظم من قبل رجالات تلك الأحزاب وبخاصة رجالات حزب الدعوة حيث سجلت الأموال التي نهبت خلال توليه السلطة من قبل أمينه العام نوري المالكي أرقاماً خرافية لم يسبق للتأريخ أن سجلها حيث فاقت ال ( 1000) مليار دولار تم توزيعها الى عصابات تلك الأحزاب وعملائهم وأسيادهم وذيولهم حتى اذا وصلنا الى العام 2010 نجد أجرام تلك الأحزاب قد أزداد بشاعة حيث تعمدت أسقاط نصف مساحة العراق بيد الأرهاب من أجل الحصول على تمديد لولاية ثالثة للمالكي وقد أدت هذه العملية الخسيسة الى خسارة العراق لأكثر من 500 مليار دولار كنفقات حرب ومعدات عسكرية تركها في الموصل والأنبار وصلاح الدين بالأضافة الى مانهب من خزائنه .
ومع كل هذه الأفعال الشنيعة كان المواطن العراقي يمني النفس في أصلاح أحوال الطبقة الفاسدة التي تحكمه دون جدوى كون تلك الطبقة لاتمت بصلة للعراق وهي تقطن منطقة شيدتها لهم امريكا واطلقت عليها تسمية المنطقة الخضراء ليتحول من فيها من الساسة الى حيتان فساد لاهم لهم سوى النهب والسلب وعندما تنتهي صلاحية اي واحد منهم يستخدم جنسيته الثانية ويترك العراق هارباُ ومخلفاً وراءه ضحايا لاحصر لهم .
وعلى هذا الحال بقي العراق منذ 15 عام هُدِمَت فيه المصانع والمدارس والمشافي وأنهارت فيه الصناعة وبشكل متعمد ليصبح العراق سوقاُ مفتوحة للبضائع الأيرانية والصينية الرديئة .
خلال السنوات الماضية كان حكام العراق مطمئنين ان كل 4 سنوات سيتم التجديد لهم طالما ان هنالك جيش من العملاء قد تم شرائهم يزعزعون الأمن ويشعلون الطائفية كلما أقتربت نهاية الدورة البرلمانية واعلن عن انتخابات قريبة .
هذه المرة الوضع اختلف والشعب العراقي قد غير المعادلة واتخذ قرار معاقبة هذه الطغمة الفاسدة لتتشكل قاعدة شعبية عفوية نستطيع ان نقول عنها انها حركة منظمة وبشكل عفوي أطلق عليها تسمية ( مقاطعون ) تهدف الى كتابة قانون أنتخابات عادل لايسمح بالألتفاف وسرقة أصوات الناخبين من أجل أعطائها لفاسدين مجرمين أنقظوا على ثروات العراق ومقدراته كما تهدف حركة مقاطعون الى وضع قانون خاص لمفوضية الأنتخابات لايسمح للأحزاب أن تتدخل فيها وربطها مباشرةً بالقضاء العراقي .
ولم يكن في حسبان الفاسدين أحزاب السلطة ماسيحل بهم في يوم الأنتخابات وقد أستخدموا المليارات من الدولارات من المال السياسي لشراء الذمم وضمات تزوير الحقائق للتمسك بالسلطة ولتستمر ماكنة الموت تحصد ارواح العراقيين . لكن الصفعة جائت مدوية في يوم الأنتخابات الذي شهد مقاطعة واسعة تجاوزت نسبتها حدود ال 75% قبل ان يتم تزويرها وليكون الشعب العراقي الأصيل قد أعطى درساً كبيراً لتلك الأحزاب وعصاباتها وهو يسحب الشرعية منها وبشكل واضح . وليمهد الطريق لأحالتها الى المحاكم الدولية لتنال جزاءها عن ما أقترفته من جرائم بحق العراقيين .
حركة ( مقاطعون ) العفوية شكلت صدمة لأحزاب السلطة وناقوس خطر يهدد كياناتها وستثبت الأيام القادمة حالة الأرباك الذي تعيشه تلك الأحزاب . وستبقى حركة مقاطعون صاحبة المبادرة الحقيقية في الأصلاح والتغيير في العراق.