قال تعالى: “لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ “الأنفال 63”
التآلف بين قلوب المؤمنين أمر رباني ولا يحصل على هذا التوفيق الإلهي إلا للمخلصين المؤمنين .
كيف يوفق الإنسان لذلك ؟ هناك ممارسات اجتماعية لم ينتبه لها العديد من البشر ولكن عبيد الله الّذين يبتغون إليه الوسيلة والرِضوان لا يَفتُونَ يَبحَثونَ عن كلِ شاردةٍ ووارده يبتغون الرحمة والغفران . ونحن.. من خلال التوجه نسبح في بحر الأخلاق والقيم الإسلامية الرفيعة لنذكر الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين أن رقيهم وتحضرهم وإنسانيتهم العالية تكمن في أخلاقيات الإسلام، وأن ما نعانيه الآن في معظم مجتمعاتنا العربية والإسلامية من انفلات أخلاقي سببه الرئيس ضعف الوازع الديني، واختفاء قيم وأخلاق الإسلام من حياتنا
لقد حل علينا ضيفٌ سنوي المَقدِم ,كريم خصهُ الباري جلً شأنه بعياداتٍ عديدة مابين قراءةٍ للقرآن ,صلاة واستغفار ,امتناعٌ عن ملذاتِ الدنيا , كما دعت الشريعة الإسلامية إلى عمليةٍ قد لا تنتبه لها إلا من هم في تواصلٍ رباني مع الله عز وجل . حرص الإسلام على ضبط سلوكيات المسلم بالقيم والأخلاقيات التي تحمي المجتمع أفرادا وجماعات من التجاوزات السلوكية وتنظم العلاقات الاجتماعية وتضبط الحياة الإنسانية بكل ما يحقق الألفة والمحبة والمودة بين الناس . . وتتجلى هذه القيم والأخلاقيات والسلوكيات الإسلامية الراقية في تنظيم التزاور بين الناس وضبطه بما يجعله يحقق هدفه وهو زيادة جرعات المودة والمحبة بين الناس
ففي خضم زحام الأعمال الرمضانية والانشغالات العائلية إلا أن رب الأسرة الحقيقي لا تفوته نقطة من العبادات وهنا تكمن القدرة الإلهية فلا بد من وسيلة إلى شمل العائلة وإحساسهم بأن من يقودهم مهتم بهم وليس همه .
وقد لاحظنا في شهر الطاعة اهتمام بعض القنوات في تقديم المسلسلات والبرامج الهابطة البعيدة عن ما يريد الخالق ففات عليهم الأجر والثواب ونسوا أن مثواهم غدا التراب .
أما بعض الساسة فقد انشغلوا بالغيبة لبعضهم والطعن والتسقيط والكذب والمماطلة في كل خطوة ولقاء وندوة و اجتماع .
وينبري سليل الدوحة المحمدية العلوية الحسينية بأخلاقه الرفيعة وعباداته الخاصة الًتي لم يمارسها أحد من الساسة فهم مشغولون بتبييض وجوههم وإيجاد المبررات لأخطائهم ناسين غضب الرب الحليم .
لقد مارس قائدٌ حقيقي شعيرةً غابت عن الجميع من السياسيين وانفردَ بها إضافةً لما يقومُ بهِ من نُصحٍ ومواساةٍ من خلال اللقاء والخطب ومجاراة أمور البلد حيثُ لم تفتهُ صغيرةً ولا كبيره إلا وتطرق لها . إنه الحكيم مرةً أخرى .
بماذا قام السيد عمار الحكيم بعد كل العبادات إنها سيرةٌ نبوية ارتباطها مابين الله والعبد, زيارةٌ للعائل والمحروم , وما يفرحُ القلوب ويبهجها العدد ثمانون عائلةٍ عراقيةٍ تَبَرًكَت بتفقد أب حنون وأخ عطوف وقائد رءوف . ” ومن يُعّظٍمُ شّعائِرّ الله فإنها من تّقوى القُلوب” نعم لا أحد قام بها ونهض بها الحكيم وهذا ديدنه .فالحمدُ للهِ حقَ حمده.ولمثل هذا فليعمل العاملون .
[email protected]