23 ديسمبر، 2024 12:33 م

“\u0634\u064a\u0648\u062e \u0627\u0644\u0639\u0634\u0627\u0626\u0631 \u0644\u0627 \u064a\u0645\u0643\u0646 \u0634\u0631\u0627\u0624\u0647\u0645 \u0648\u0644\u0643\u0646 \u064a\u0645\u0643\u0646 \u0627\u0633\u062a\u0626\u062c\u0627\u0631\u0647\u0645”

“\u0634\u064a\u0648\u062e \u0627\u0644\u0639\u0634\u0627\u0626\u0631 \u0644\u0627 \u064a\u0645\u0643\u0646 \u0634\u0631\u0627\u0624\u0647\u0645 \u0648\u0644\u0643\u0646 \u064a\u0645\u0643\u0646 \u0627\u0633\u062a\u0626\u062c\u0627\u0631\u0647\u0645”

المس بيل  شخصية عرفها التاريخ العراقي الحديث منذ عام 1914 وهذا الاسم يعود الى (ليثيان جيرترود بيل ) وهي باحثة ومستكشفة وسياسية بريطانية عملت في العراق مستشارة للمندوب السامي البريطاني برسي كوكس في العشرينيات من القرن المنصرم. وجاءت إلى العراق عام 1914 ولعبت دورا بالغ الأهمية في ترتيب أوضاعه بعد الحرب العالمية الأولى. عرفت عند العراقيين بلقب الخاتون, وقد خدمت بلدها بريطانيا بكل جد وإخلاص، توفيت في بغداد عام 1926 ودفنت في مقبرة الارمن الارثوذكس الواقعة في ساحة الطيران. ولهذه المرأة الكثير من المقولات والتي مع شديد الاسف اثبتت صحتها في الساحة العراقية فيما بعد ومنها هذه المقولة التي عنونت المقال باسمها (شيوخ العشائر لا يمكن شراؤهم ولكن يمكن استئجارهم) فقد اثبتت الوقائع ان للعشائر دورا مهما واساسيا في الساحة العراقية ولكن مع ذلك لم تقم العشائر بدورها الذي كان من المفروض ان تقوم به خصوصا في العهد الدكتاتوري لنظام الطاغية الهدام وازداد الوضع سوءا بعد الاحتلال الا القليل من العشائر العراقية الاصيلة واما الباقي فقد غض البصر عن الاحتلال وعن ما يقوم به من انتهاكات لا تلميحا ولا تصريحا هذا من جهة ومن جهة اخرى فان العشائر لم تتعامل مع الفسحة الديمقراطية التي اتيحت للعراقيين بعد زوال الكابوس المرعب حيث اصبحت العشائر تفكر بالمصلحة الشخصية اكثر من التفكير بالمصلحة العامة وانجرفت مع الاهواء الحزبية ولم تتفق العشائر على على شخصيات وطنية كفوءة مؤهلة لإدارة البلد سواء في مجالس المحافظات او في مجلس النواب واصبح في العشيرة الواحدة اكثر من مرشح وقد يصلون الى العشرة او اكثر وكل يقاتل من اجل حزبه لا من اجل عشيرته التي تمثل النواة الصغيرة لمجتمعه والذي بدوره نواة الوطن الام وبالتالي فان المجتمع العراقي قد فقد الركيزة الاساسية والتي كان ابناء الشعب العراقي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه يتأملون بها خيرا لتصحح العملية السياسية وتقوم اعوجاج الحق لا ان تنشغل بأهوائها وتصبح مقودة بدلا من ان تكون القيادة بيدها وبدلا من ان تكون مؤثرا اصبحت متأثرا وبدلا من  تؤثر على نفسها استأثرت لنفسها  واصبحت اشبه بالمفككة  يتبارى عليها  علية القوم على كسبها لجانبهم والتلويح بولائها امام الاخرين ليضفوا شريعة مزيفة على شرعيتهم بل والاكثر من  ذلك اصبح بالإمكان توجيه العشائر بالاتجاه الذي يريده الحزب الفلاني والجهة الفلانية لتأييد توجه معين او للوقوف بوجه حزب معين او تيار معين وبدون ان تكون للعشيرة راي في الموضوع وانما يكون نصب عينها الفائدة المادية والمعنوية في المجتمع وهكذا الكثير من المواقف والتي مع الاسف اثبتت صدق ما ذهبت اليه المس بيل .