كثيرة هي تلك المسميات التي تطلق عليهم ،وهدفهم واحد ،منهم من يسميهم شيوخ الدولار ،واخرون يسمونهم تجار الحروب ،والبعض الاخر اطلق عليهم المعتاشون على الازمات ،وقصتي هنا عن شيوخ الانبار،
نلاحظ بالفترة الاخيرة بدأ الكثير ممن يعتبرون انفسهم ممثلين عن اهل الانبار،والمدافعون عن حقوقهم،يضهرون بكثرة عبر شاشات التلفاز ووسائل الاعلام الاخرى ،يتحدثون عن انتصارات،وعن تقدم كبير للقوات العراقية والعشائر،ويتوعدون،ويتبجحون بإنتصارات لم تكن لهم فيها لاناقة ولا جمل،سوى انهم يريدون ركوب الموجه من جديد،
فمنذ ايام ونحن نشاهد زيارات لعدد ممن يقولون انهم شيوخ الانبار الى مناطق العمليات في المحافظة، فمنهم من يزور قاعدة الحبانية ويلتقي بالمقاتلين،ومنهم من زار سواتر الخالدية وحصيبة الشرقية،والتقط الصور ومن ثم عاد الى بغداد،او كردستان حيث مقر اقامته،واخرون زارو عدد من مخيمات النازحين ومعه كيلو من السكر،وكيلو من العدس وايضا التقط الصور،لاظهار نفسه للناس بأنه مهتم بأهله وبمعاناتهم ،وانه الوصي عليهم ،
والكثير من اهل الانبار يتسائلون ،اين انتم من بداية الازمة وحتى قبل البدء بعمليات التحرير ،واين انتم عندما احتجز اهل الانبار عند معبر بزيبز سئ الصيت،واين انتم عندما غرقت مخيمات النازحين وتم نقلهم الى المساجد ،لماذا لم يأتي احد منكم ويأخذ عدد من العوائل ويسكنهم في بيته او قصره او ڤلته؟لماذا لم يكن لكم ظهور في تلك الفترة؟لماذا وضعتم انفسكم خلف الكواليس؟لماذا ؟ولماذا ؟ولماذا؟
بدأت عمليات تحرير المحافظة،واقترب النصر واعلان التحرير،فظهرو الشيوخ،ظهرو تجار الحروب،ظهرو رجال الفنادق،ظهرو رجال الدولار،لربما يسأل احد عن سبب ظهورهم في هذه الفترة ،اجيبه قائلا جازما وبكل امانه،ان سبب ظهور هؤلاء في هذه الفترة هو من اجل الحصول على المقاولات والتنادر لانه وكما يعرف الجميع ان المدينة ستبدأ ان شاء الله بعد التحرير،ستكون هناك عمليات اعادة الاعمار،فظهر هؤلاء من اجل الحصول على المكاسب الشخصية لا لمصلحة الانبار واهلها لا والله ،لان تجار الحروب وشيوخ الدولار لم تكن الانبار في فكرهم وهمهم يوما سوى لمصالحهم ومكاسبهم الشخصية،فقط من اجل الحصول على الاموال،
اقول لهؤلاء الذين يحاولون الصيد في الماء العكر،لم ولن تفلحوا بشبر واحد من ارض الانبار،ولم تضحكو على اهل الانبار مرة اخرى ،لانهم عرفوكم وجربوكم،وكانت لهم دروس معكم،ولم تعد ارض الانبار الطاهرة بدماء شهدائها الابرار مستعده لاستقبالكم،فأنتم من دمر الانبار،وانتم السبب في تهجير وقتل وتشريد اهلها الاصلاء،فالانبار يجب ان تكون لمن دافع عنها طوال هذه الفترة العصيبة ،والانبار بحاجة رجال لا بحاجة شيوخ يتبجحون عبر الاعلام بأنهم يدافعون عن ارض الانبار ،
ماحصل لاهل الانبار كان درسا تعلم منه الصغير والكبير،والرجل والمرأه ،وعرف اهل الانبار من هو معهم،ومن هو ضدهم ،ومن لهم ومن عليهم ،من دافع عن الانبار هو صاحب الحق في البقاء فيها والعيش على ارضها،ومن كان يسكن فنادق اربيل وبغداد ،ويتاجر بالانبار واهلها فليس له مكان في المحافظة،فيزيد المحافظة فخرا ان فيها رجال صدقو ماعاهدو الله عليه،رجال لم يكن همهم سوى محافظتهم وتحريرها واعادة العوائل اليها والعيش فيها بسلام اخوة متحابين،
رحم الله شهداء الانبار،وكتب الشفاء للجرحى،وحفظ الله المقاتلين المدافعين عن ارض وكرامة وتراب الانبار ،والخزي والعار لشيوخ الدولار،وتجار الحروب،ورجال الفنادق ،وسيكتب التأريخ عاركم،الذي سيبقى وصمة في جبينكم،تحكيه الاجيال جيل بعد جيل،والرحمه والخلود لشهداء العراق بكل طوائفه وقومياته.