20 ديسمبر، 2024 11:13 ص

شيوخ الباطل الذين أساؤا الى عشائرنا

شيوخ الباطل الذين أساؤا الى عشائرنا

العراق من البلدان التي تحتوي على تنوع كبير من القوميات والطوائف والمذاهب, والعشيرة هي جزء مهم ورئيس من المجتمع ولعلها تعتبر نواة مهمة في تكوينه, ولعبت العشائر العراقية دوراً مشرفاً وكبيراً على مرّ التاريخ في الحفاظ على أمن واستقرار البلد ومقارعة الأعداء والمحتلين للبلد وكان لشيوخ العشائر ورجالاتها البارزين قصصاً وصفحات من البطولات والمواقف التي سطرتها كتب التاريخ وهي مفخرة وعز للعراقيين جميعاً.
عشائرنا كما هي حال جميع المجتمعات العشائرية في العالم تحكمها حزمة من الأعراف والقوانين العشائرية يلتزم بها ويحترمها جميع أفراد العشيرة وتنظم حياتهم وعلاقاتهم فيما بينهم من جهة ومع العشائر الأخرى من جهة ثانية, وشيخ العشيرة كما هو معروف للجميع يكون من الشخصيات البارزة في العشيرة ينحدر من بيت نبيل مشهود له بالكرم والشجاعة والشرف وله طاعة واحترام من جميع أفراد العشيرة وكلمته نافذة على الجميع.
المتتبع لتاريخ العراق يجد مايسرّه ويثلج صدره من مواقف عشائرنا الكريمة وشيوخها الأصلاء في زرع الأمن والاستقرار ونشرهم القيم الوطنية النبيلة في المجتمع مؤكدين في جميع مواقفهم على الكرم والتسامح والشجاعة والنخوة ونجدهم يحاربون كل القيم السيئة والعادات السلبية.
مادفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو مانراه اليوم في مجتمعنا من تصرفات ومواقف لبعض شيوخ العشائر التي أساءت وتسيء يومياً الى هذا التاريخ المجيد الحافل لعشائرنا وشيوخها الأفاضل, ونرى هؤلاء في السنوات الأخيرة قد تبنوا مبدئاً جديداً وغريباً على الأعراف التي عهدناها وهو مبدأ حماية القاتل والسارق والمسيء والظالم والفاسد, فكم منهم قدم الحماية لابن العشيرة الذي ظلم واعتدى ونشر الفساد وساندته في ظلمه للناس وللمجتمع لا لشيء الا لأنه ينتمي للعشيرة ويحتمي برايتها وإسمها بين العشائر ,مشجعة له على الاستمرار في الخطأ والظلم والفساد والتمادي في غيّه والأمثلة اليوم على هذه المواقف المستهجنة كثيرة ويعرفها الجميع ونسمعها كل يوم, وقد ساعدت هذه التصرفات غير الكريمة على نشر الفوضى وضعف الاستقرار الأمني في المجتمع, فالسارق أو الفاسد أو المرتشي عندما يتم الامساك به متلبساً وتقف العشيرة معه وتعمل بكل الوسائل على حمايته والإقتصاص ممن كان سبباً في الإيقاع به سواء كان المشتكي المتضرر نفسه أو رجل الأمن الذي يقوم بأداء واجبه وتصل هذه الحماية الى حد الإقتصاص منه وفرض الفصل العشائري بالإجبار بحجة أنه كان سبباً في إيقاع الضرر بإبن العشيرة, واستفاد الكثير من الخارجين على القانون وأصحاب النفوس المريضة من هذه الحماية التي تقدمها بعض العشائر وشيوخها الطارئين وبدأوا بالإعتداء على خلق الله بالباطل فهم يبحثون عن أي حجة واهية أو حادثة عارضة للتهديد والابتزاز وفرض الأتاوات وأخذ التعويضات عنوة من الناس البسطاء المسالمين الذين يدفعون لهم راضخين ومجبرين خائفين من سطوة العشيرة.
هذه الظاهرة الخطيرة والغريبة عن مجتمعنا والتي انتشرت في السنوات الأخيرة هي حالة شاذة وتتطلب وقفة حازمة من شيوخ عشائرنا الكرماء أولاً الذين لايرضون بالظلم ولا بهذه التصرفات التي تسيء الى سمعة عشائرنا المليئة والزاخرة بصفحات ناصعة من مواقف الشرف والبطولة
والكرم, والوقفة الثانية الحازمة المطلوبة من الدولة التي يجب عليها إيقاف هذه التصرفات المستهجنة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع.
دعوتنا الى شيوخ عشائرنا الأجلاء الذين نفخر بهم دائماً أن يعملوا على إنهاء هذه الظاهرة وأن يضربوا بيد من حديد على كل من تسّول له نفسه أن يقتل ويسرق ويعتدي بإسم العشيرة, وأن يعملوا بتكاتفهم سوية على فرز شيوخ الباطل الطارئين المحسوبين على عشائرنا ظلماً وبهتاناً ومحاربتهم بالمواقف الموحدة والمقاطعة العشائرية واجبارهم على العودة الى طريق الشرف والعز والكرامة الذي تنتهجه وتسير عليه جميع عشائرنا العراقية الكريمة. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات