23 ديسمبر، 2024 1:57 م

شيوخ الانبار جزء من الحل ام من المشكلة !

شيوخ الانبار جزء من الحل ام من المشكلة !

اتصف المجتمع العراقي منذ اقدم العصور بتقاليده العشائرية جراء استمرار هجرة القبائل الى ارض الرافدين حيث الخصب والنماء ، وبناء القرى والمستعمرات السكانية الزراعية وقاوم الدعوات الحضرية ورفض فكرة الانسلاخ عن التقاليد العشائرية . وبقيت القبائل محافظة على هيكليتها حتى بعد استقرارها في المدن كالكوفة والبصرة وسميت احياءهما باسماء القبائل . وبات المد العشائري قوياً  لا يضعف حتى العصر الحديث ، وهناك اسباب عديدة ساعدت على تجذره في نفوس المجتمع العراقي عامة والانباري خاصة هو ضعف الانتماء الوطني وحل محله الانتماء العشائري بعد عام 2003م  وتعلق كل فرد بعشيرته وقبيلته وتكونت لديه هويتان هوية فرعية وهي الوطن وهوية اصلية هي العشيرة وبالتالي بدأ المواطن يحتمي بعشيرته اكثر من ذي قبل بدلاً من الدولة والقوانين المرعية ، ومارست العشيرة سطوتها وتدخلها في كافة مجالات الحياة ولم يعد للدولة  حل اي نزاع او شجار وانما العشيرة او القبيلة هي الراعية حتى وان كان المتخاصمون موظفين في الدولة .ان التخلي الواضح للدولة عن اداء مهامها المجتمعية في اكثر الخصومات والنزاعات باتت مقلقة للنظام المدني في العراق مما يتطلب العودة السريعة الى الدولة المدنية المنشودة. وبعد هذه المسيرة الطويلة  يواجه العراق اليوم  كدولة وشعب وحكومة اصعب مرحلة تاريخية منذ تأسيس الدولة العراقية  الحديثة عام 1920م وهي عدم اتفاق الاطراف العراقية على عدو مشترك و كان من ابرز الخلافات الحاصلة بين رؤساء وشيوخ عشائر الانبار على وجود ما يسمى بـ (داعش ) ، البعض يؤكد على ان القتال الحالي هو صراع بين ارادتين الخير ويمثله الوطنيون  والشر المتمثل بـ (داعش والقاعدة ) . اما البعض الاخر فقد انكر وجود( داعش ) والجماعات المسلحة واعتبرها صراع بين الحكومة والمطالبين بحقوقهم ، اما الثلة الاخيرة من الشيوخ فتعلن ان (داعش) هو صنيعة ايرانية سورية تم تدريبه وزجه في الانبار لاحداث شقاقات بين عشائرها والحكومة .  ان الروايات لا تحصى اذا اردنا تعدادها ولكن من  هو الذي عقد المشهد وزاده ضبابية ؟  اعتقد ان  استمرار شيوخ الانبار ذم وقدح بعضهم البعض وهم اصحاب الحل والعقد في المشكلة زاد في تفرقهم وبالتالي عطل اي مبادرة واصبحوا جزءاُ من المشكلة وليس من الحل .  لذا ستكون الفرصة الاخيرة لوقف نزيف الدم وتبادل التهم  ، هو الاعتراف ان داعش ومن لف لفهم ستكون  على ابواب كل بيت عراقي وليس انباري فحسب اذا لم نجعل صوتنا واحداً ومدوياً بوجه الغرباء والمجرمين والخارجين عن القانون .