هكذا يبدو المشهد الجديد لعراق ما بعد الأتفاق والنفاق والدجل النَّوري بين أمريكا والغرب وإيران , أو هكذا يبرز بقوة على السطح أحد أهم وأبرز البنود السرية في الإتفاقية التي تمت بين ما يسمى .. مجموعة ( 5+1 ) وإيران , بسرعة وبوقت قياسي كشروا عن أنيابهم , إذا ما قارننا بين الفترة التي تم التحظير لها لغزو واحتلال العراق .. أي منذ عام 1987, ومن ثم تركيع المنطقة بالكامل , بعد أن تخلص الغرب وإيران بالذات من ألد عدوين لهما في المنطقة وهما أفغانستان والعراق .. بداية القرن الجديد . بل أننا كمراقيبن ومتابعين لجميع الأحداث التي عصفت بالمنطقة منذ وصول ملالي إيران عام 1979 وحتى فبركة أحداث الـ 11 عشر من أيلول – سبتمبر 2001 , ونسبها أو لصقها بالقاعدة التي كانت تتخذ من أفغانستان مقراً لها ومن حكومة طالبان مظلة لحمايتها , أصبحنا اليوم على يقين تام بأن المقصود أو الهدف الرئيسي من وراء جميع هذه الأحداث بما فيها صعود نجم هؤلاء الملالي في قم وطهران , وكذلك وصول طالبان للسلطة في أفغانستان بعد طرد الاتحاد السوفيتي منه , بفضل المال العربي والسلاح الأمريكي والمجاهدين العرب .. !؟, هو التحضير والاستعداد لغزو وتدمير واحتلال العراق ومن ثم الدول العربية الواحدة تلو الأخرى , وصولاً لتقاسم وشرذمة العراق والدول العربية كما هو حاصل الآن , وكما يتم الاستعداد والتحضير له على قدم وساق بين الأطراف الثلاثة , واللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية وخاصة في منطقتنا العربية , وهم : الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والكيان الصهيوني , وكل من يقول غير ذلك فهو واهم وغبي وساذج للأسف .
يبدو كذلك بأن أمريكا والغرب وربيبتهم وأبنتهم المدللة ( إسرائيل ) , كانوا جميعاً على علم واطلاع تام ويراقبون عن كثب , بل أثبتت التقارير والتسريبات الأخيرة بأنهم منذ البداية مساهمين فعليين في بناء وتطوير جميع المنشآت والمفاعلات النووية والعسكرية الإيرانية من الألف إلى الياء , وأن كل ماجرى ويجري ما هو إلا ضحك على الذقون , واستهبال واستخفاف بعقول العرب .
التفاوض مع إيران لم يكن على البرنامج النووي , أو حياز إيران على القمبلة النووية من عدمها أبداً , بل هو تفاوض ومفاوضات سرية وعلنية استمرت لأكثر من ثلاثة عقود , على كسر شوكة كل من لا يعترف بوجود هذه الغدة السرطانية التي زرعها الغرب في جسد الأمة العربية منذ وعد بلفور وحتى الآن , وأن كل ما جاءت به شعارات وخزعبلات ما يسمى ( الجمهورية الإسلامية الإيرانية ) ما هو إلا للإستهلاك المحلي والضحك على عقول العرب بكل قومياتهم وطوائفهم وخداعهم , فها هي إيران منذ مجيء الخميني وحتى هذه اللحظة التي يهدم فيها المسجد الوحيد لأبناء السنة في طهران , تهدد إسرائيل بمحوها من الخارطة , لكنها تقتل وتشرد العرب وتدمر وتحرق بلدانهم بالتعاون والتناغم بين أمريكا وإسرائل نفسها , والعرب نيام , والبعض منهم يحارب وياقاتل إلى جانبها بكل غباء وسذاجة كما هو حاصل في العراق وفي سوريا ولبنان واليمن .
كلنا نتذكر النغمة والمعزوفة التي كانوا يعزفونها قبل وبعد الاحتلال بأن الحل الوحيد لحل مشاكل العراق المستعصية هو تقسيمه إلى ثلاثة دويلات ؟, لكن اليوم وبعد أن تم الاتفاق بين إيران وما يسمى ( 5+1 ) , تغيرت هذه النغمة , وصاروا يقولون بأن العراق لا يستوعب قيام ثلاث دويلات ؟, وفقط هو قابل القسمة على اثنين .. أي دولة ( كردستان ) و ( شيعستان ) ؟؟؟, وعللوا هذا بأن الأكراد أقوياء يستطيعون الحفاظ على مقومات دولتهم ؟, والشيعة كذلك بيدهم السلطة ويحاربون الإرهاب والتطرف ( السني المتمثل بداعش ) .
هذا ما توصلت إليه عصارة أدمغتهم الخاوية على ما يبدوا , بحجة وذريعة هذا الأتفاق المنوي والتلاقحي بين أبناء العم سام وأحفاد قورش وكسرى والخميني , أي ترتيب ورسم خارطة الشرق الأوسط الجديد كما يروق ويحلو لهم , من خلال ما تمليه عليهم شياطينهم من هلوسات وتخرصات , بأن يجعلوا عرب العراق وعرب المنطقة أقلية مهمشة , وتكون اليد الطولى للفرس الصفويين الشيعة خاصة في العراق . بحيث بكل وقاحة يرريدون إلغاء وجودهم وتهميشهم , أو أجبارهم على الرحيل , أو تغيير مذهبهم من المذهب السني إلى المذهب الصفوي بما فيهم الشيعة العرب الذين هم بالأصل سنة كانوا ومازالوا على سنة الله ورسوله وليس على شيعة بني صفيون وملاليهم ودهاقنتهم . كما فعل المجرمين عباس الصفوي وإسماعيل الصفوي على إجبار الشعوب الإيرانية إعتناق المذهب الصوفي بالقوة , وهذا ما يراد إعادته وإستنساخه في العراق منذ عام 2003 بمساعدة أمريكا والغرب وإسرائيل .
هم يريدون .. أي أمريكا والغرب كما أشرنا أعلاه بحجة وذريعة الملف النووي الإيراني , أن يقايضوا إيران بالتخلي عن صناعة القمبلة النووية المزعومة وعن بشار الأسد , وطي صفحته إلى الأبد , أو منحه حكم شبه ذاتي محدود في شمال غرب سوريا , لدغدغة مشاعر العرب ( السنة ) في سوريا والعالم العربي , وربما حتى التخلي عن حسن نصر الله وجماعته في لبنان !؟, , مقابل الهيمنة المطلقة على العراق بالكامل بدون وجع رأس .. أي بعدم وجود يذكر للسنة العرب فيه , أو للمذهب العربي السني من خلال قتلهم وتشريدهم أو ترويضهم عن طريق سياسة الترغيب والترهيب .
لهذه وغيرها من الأسباب بدءوا حلفاء إيران علنناً يصرحون بأن لا مكان لولاية أو دولة سنستان في العراق ؟, كما جاء على لسان أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي وهو يوجه الأسئلة لرئيس أركان الجيش الأمريكي الجديد ( جوزيف دنفورد ) , والتي ستستمعون إليها في الرابط المرفق أدناه .
لكن نعتقد أن هذه التصريحات والغزل والتناغم … لم تأتي من فراغ أبداً , بل جاءت على خلفية الهبة الشعبية العراقية التي خرج خلالها أبناء الوسط والجنوب ليس فقط للمطالبة بحقوقهم المشروعة من رواتب ومستحقات متأخرة وخدمات معدومة تماماً , بل من أجل وقف نزيف الدم وإعادة أبنائهم وأطفالهم الذين زج بهم الفقر والعوز في هذه الحرقة , من هنا جاءت هذه التصريحات من الكونغرس الأمريكي بعد أن حصلوا على تطمينات مبدأية عبر الوسيط الإيراني من المرجعية في النجف , بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ولقائه المرجع السستاني , وكذلك بعد تعين ممثل رسمي للمرشد الإيراني علي خامنئي في النجف ؟, وبهذا الأسلوب وبهذه الطرق الشيطانية الملتوية يريدون أن يقنعوا المساكين والمغفلين من أبناء الشعب العراقي وخاصة الشيعة العرب .. بأنكم قريباً ستكونون دولة شيعية قائمة بحد ذاتها من الموصل إلى الفاو , بمجرد القضاء على الإرهاب وإنهاء ما يسمى ظاهرة داعش , وتحرير الأنبار والفلوجة ومن ثم الموصل منهم , وبعد ذلك ستنعمون بالأمن والاستقرار وتوفير الخدمات وبالرفاهية والبنون !؟؟؟.
أخيراً لا يسعنا إلا أن نقول لأمريكا ولإيران ولجميع حلفائهم وعملائهم في العراق والمنطقة , بأن العراق كان وما يزال وسيبقى جمجمة العرب كما قال الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب ( رض ) , وهذا البلد لم ولن يقبل القسمة لا على ثلاثة ولا على إثنين .. بل هو أرض الله , وبلد الله , وبلد الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين والقادة والعظماء منذ هبوط آدم وحتى قيام الساعة , ولهذا ننصحكم ونقول لكم … كيدوا كيدكم وجيشوا جيشوكم وصرحوا كما تشاؤون , فنحن عرب العراق من أقصى الشمال وحتى المطلاع … كنا وسنبقى شيعة عمر وسنة علي وآل بيته .. شاء من شاء وأبى من أبى , وأن غداً لناظره قريب , لن تضحكوا على هذا الشعب بعد اليوم بهذه الترهات والخزعبلات أبداً .
يرجى الضغط على الرابط أدناه للضحك على عقول الساسة الأمريكان المفلسين :
https://www.youtube.com/watch?v=mv2Yjtij0eg&feature=youtu.be