علي عليه السلام شئ عظيم، خصه الباري عز وجل بصفات يصعب على احد تحملها إلا رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، لا أريد الدخول بمتاهات حياته لأنني اصغر من أن اكتب عن هذه الشخصية الربانية، علي طلق الدنيا بالثلاث، وزجرها بان تغر غيره لأنه اكتفى ببسيط عيشها، تارك ملذاتها لأهل الدنيا الفانية، علي تنازل عن حقه بالخلافة كي لا يشق عصا المسلمين، علي الذي لم يفرق بين أخيه عقيل، وسائر المسلمين، علي الذي كان يُطفئ ضوء الشمعة حين يتكلم بأمر لا تخص أمور المسلمين، خوفا من الصرف الزائد في غير محله.
دارت السنين، وظهرت حركات، وتيارات، وأحزاب تنادي بانتمائها إلى علي، وتستلهم أفكارها من فكر وسنة علي، حسب ادعائهم، لكننا لم نرى فيهم علي، أو حتى قنبر مولى علي، لم نجد فيهم من يتفكر بأمور المسلمين أو حقوقهم أو من يخاف على أموالهم من الهدر، والضياع.
أحزاب؛ وحركات تتدعي بان علي أميرها ووليها، بعد الرسول الأمين( أَطِيعُوا الله ورسوله والمؤمنين)، لكنهم لم يطبقوا بند الحياة التي مضى عليها علي وأبنائه عليهم السلام.
في السابق كان شعارنا نحن الشيعة المظلومين”لا فتى إلا علي نريد حاكم جعفري” ظنا منا إن الحاكم أو الرئيس التابع لفكر علي هو خير من ينصف المسلمين، سيما وان العراق عانى ما عانى من جور، وظلم الطرف الأخر، لكننا وجدنا أناسا يحكمون بسنن الأحزاب، والمصالح الفئوية ، وجدنا أناس يلبسون عمة الرسول، لكنهم سيوف مسلطة على رقاب الناس، وغير أمينين على أموالهم، منهم من يتباهى بابنه وهو يبذر ٤ ملايين دينار كرصيد للموبايل شهريا، ومنهم من يستأجر إحدى الباغيات لحفلة ب ٥ ملايين دينار، ومنهم من وضع لجان اقتصادية لحلب الوزارات سيما الخدمية، ومنهم من يحتكر المناصب لجهته فقط بغض البصر من مؤهلاته وكفاءة الآخرين.
أفيقوا يا من لبستم لباسا غير لباسكم، إن لعلي كلمة حق عند رب جليل، يوم يقف على الحوض لينتشلكم، ويفضحكم ويحاسبكم مرتين الأولى؛ لأنكم لم تكونوا زينا له(شيعتنا كونوا زينا لنا)، ثانيا لأنكم سرقتم أموال شعب المظلوم، وهنا لا أعمم كلامي لأنه هناك من هو يطمح لما تقدم لكن التيار اكبر.