21 مايو، 2024 4:34 م
Search
Close this search box.

شيعة المالكي وشيعة حزب الدعوة وخراب العراق… وهاهم يطرقون أبواب بغداد

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل فترة قرأنا وكنا نستغرب، عبارة تكاد ذبحت العراق ، لكنها أنصفت في نفس الوقت من يجلسون على الكراسي اليوم، إنها تسمية كتاب صدر لأحد الضباط العراقيين الكبار في الجيش سابقا ..قبل أن يغادرنا التاريخ ..فلقد استغربت من هذه العبارة المتشائمة هل فعلا غادر العراق تاريخه؟ أو بالعكس أن التاريخ غادر العراق؟  هذا البلد الذي عجز أن يلد التاريخ مثله أسطورة…
 
 
لكن نتفاجيء عندما نرى ترجمة واضحة لمعنى الكارثة التي حلت على رؤوسنا على أيدي شيعة المالكي من حزب الدعوة برمته، هذا الحزب الذي أصر على طعن العراق بظهره بسياسته الفاشلة واللامسؤولة وسياسيه الفاشلون، وأصر على التطبيل والتزمير لقائده الذي لا يصلح لإدارة حضانة أطفال، وفخمه وجعل منه القائد الضرورة، مع أن الضرورة لم تكن تقتضيه، لكن الضرورة التي يريدونها هم هو تنفيذ أوامر سادتهم في طهران لإفشال ديمومة العراق، وتلك هي ليست المرة الأولى التي يأتي بها حزب الدعوة بقائد فاشل، فلقد جاء بإبراهيم الجعفري من قبل والذي أشعل بيديه فتيل الأزمة الطائفية التي لازلنا نشعر نكبتها إلى يومنا هذا…
 
 
فكلنا يعرف أن قصة ألف ليلة ولية من الاغتيالات والتطهير الطائفي والعرقي والتهجير وقتل الكفاءات قد بدأت في زمن سليل السلالة الجعفرية، إبراهيم الجعفري، الذي أشعل العراق حينها بحرب طائفية مقيتة قذرة مدفوعة الثمن، حرقت الأخضر واليابس وسببت شرخا نعاني تداعياته الاجتماعية والدينية إلى وقتنا الحاض، وقتلت الأخاء والتعايش السلمي بين مكونات أبناء الشعب العراقي الذي عاش موحدا طوال قرون عديدة وصار همهم اليوم التخلص من بعضهم البعض…
 
ومن بعده جاء خَلَفِهِ المالكي ليزيحه عن زعامة حزب الدعوة وزعامة مجلس الوزراء وطهر رئاسة الوزراء من جميع أتباعه ومستشاريه ، لكنه جاء بنهج وأسلوب اشد همجية من سلفه، إلا إن الفكرة واحدة بينهم وهي تسخير العراق وثرواته لهم وتنفيذ سياسة طهران بجعل العراق بلد تابع عن طريق ضرب وتصفية القوى الوطنية والوطنيين من العراقيين الشرفاء، وحلب خزينة الدولة وتهريبها عبر البنوك ومصارف غسيل الأموال التي انشأوها في العراق إلى بنوك عمائم إيران، وزرع وزارة الداخلية والدفاع بعناصر موالية لحكومة الملالي، تشرف على عمليات المزارف الكهربائية والتعذيب وقتل العلماء والمفكرين والضباط الكبار والطيارين وأساتذة الجامعات لجعل العراق بلدا مشلولا غير قادر على النهوض، ليعودوا بنا إلى عصور ما قبل التاريخ بإشراف أعضاء حزب الدعوة، مطية العمائم الإيرانية والمكلفين بحماية مصالح أسيادهم في العراق…
 
 السؤال الذي يطرح نفسه اليوم والذي تدعوا له جميع القوى السياسية في العراق، هل تشكيل حكومة وطنية بتمثيل حقيقي قادر على أن يسد هذا الشرخ العميق واللاثقة بين مكونات الشعب العراقي؟ وهل إن إزاحة المالكي عن السلطة وجلب بديل له من حزب الدعوة نفسه هو حلا لازمة الثقة وأزمة الخراب؟ الم يأتي هذا الحزب بقائدين فاشلين من قبل إلى حد النخاع وهما من سببا الأزمات الداخلية للعراق؟ وهل سيرضى الثوار بتلك الحلول الساذجة والمتكررة واللامجدية ويتنازلون عن الانتصارات التي حققوها بدماء كبيرة من اجل حقوقهم مقابل تغييرات بروتوكولية لطالما سئمنا منها؟…
 
 
المسؤولية الكبيرة يتحملها اليوم شيعة العراق من غير شيعة المالكي وشيعة حزب الدعوة، بقولهم الكلمة الفصل والشجاعة بوحه شيعة إيران الذين أصبحوا خزيا وعارا على شيعة العراق، لان التاريخ هذه المرة لن يرحمهم، أي شيعة العراق، فبعد تسلمهم السلطة لما يقارب أكثر من عشرة سنوات، جلبوا قادة هددوا وحدة العراق وانذروا بتقسيمه، ماذا سيقال عنهم..هل أن شيعة العراق لا يجيدون ولا يصلحون للحكم ؟ أم أنهم يتعمدون في نهج الحكم ؟ وفي كلتا الحالتين هم ملامين ويتحملون وزرا كبيرا وتاريخيا، وبذلك فالثوار السنة لهم كل الحق بحمل السلاح ومسك أراضيهم ليحكموها بأنفسهم بدلا من قادة فاشلين لا يعرفون فقه الحكم ويهددون أرضهم…
 
وشيعة العراق يتحملون مسؤولية أخلاقية باختيار أناس أكفاء يقودوهم، وإلا لماذا على مدى ثلاثة دورات انتخابية لم يستطيعوا أن يمنحوا العراق رجال دولة حقيقيين بمعنى الكلمة، هل إن اختيارهم يدل على نهجهم الحقيقي في أشخاص طائفيون تابعون لإيران ؟ أم أنهم مغلوبين على أمرهم؟ وفي كلتا الحالتين يعطون أهل السنة الحق بحمل السلاح واخذ حقوقهم بالقوة …
 
أذا أنجب الائتلاف الشيعي هذه المرة قائدا ثالثا خردة من حزب الدعوة فاقرءوا على العراق السلام وقولوا كانوا يمرون من هنا!!… لان الثوار اليوم يمتلكون الأرض ولا توجد قوة على الأرض تستطيع ردعهم، ولا يخدعون بأضغاث أحلام، وعلى التحالف الشيعي أن لا يضيع وقته مع حزب الدعوة ويجب عليه التفاوض مع الثوار حصرا وليس مع سنة المالكي منتهين الصلاحية، فالثوار هم الطرف الاول في القضية وليس احد سواهم، ويكفي صم الأذان وتجاهلهم، لان تجاهلهم يعني الإطاحة بالحكم الشيعي…وهاهم باتوا يطرقون أبواب بغداد…      

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب