بات المشهد العراقي أكثر وضوحا بعد فتوى الشيخ بشير النجفي الذي حرم انتخاب فريق الحكومة الحالي الى درجة ان الشيخ قد بكى من شدة ألمه على مامر بالعراق من خلال سنوات المالكي العجاف
ليس سهلا على المرجعية الدينية أن تعلن هذه الفتوى الصريحة ؛ لكن المرارة والمعاناة الشديدة التي يعيشها الشعب العراقي المظلوم هي من دفعتها الى القيام بهذا الإعلان
بعد هذه الفتوى أصبح من واجب مقلدي المرجعية أن يبتعدوا كل البعد عن المالكي ومرشحيه والالتفات الى قوائم أخرى مشهود بنزاهتها وبإخلاصها للعراق وللعراقيين
تحريم إنتخاب المالكي لايعني عدم إنتخابه كشخص كما يفهمه البعض إنما تحريم القائمة التي يرأسها وكل المرشحين الذين قبلوا أن يرشحوا أنفسهم تحت هذا الإسم الذي أذاق الشعب مرارة الموت والفقر والإنتهاكات والفساد والإساليب العجيبة
بعد هذه الفتوى ستصبح لدينا طائفة أخرى تضاف الى طوائف العراق إسمها “طائفة شيعة المالكي” وهم مجموعة من بقايا البعث وعاشقي العبودية والديكتاتور من الذين أشبعوا بطونهم وبطون عوائلهم بالمال الحرام من الذين كانوا أداة للتصفيق والتأييد للحاكم حتى فرعنوه على العراق وجعلوه يجر البلد الى هذه المنزلقات الخطيرة
إن خطورة إي ديكتاتور تكمن في إمتلاكه لصفة الدين وصفة القانون والسلطة وهذا ماجعل صدام حسين يشن حملته المشؤومة التي أطلق عليها إسم الحملة الإيمانية وأطلق على نفسه إسم القائد لها
وهذا ماعانيناه نحن الذين عارضنا سياسات المالكي الهائجة ؛ لقدكنا نتهم بأننا نقف ضد المذهب وضد الدين وضد القانون ودفعنا الثمن غاليا نتيجة مواقفنا المؤيدة لعراق ديمقراطي والرافضة لعراق تحكمه فئة لاتعرف معنى الحياة الحرة وهمها الأوحد كيفية التمسك بكرسي السلطة بحجة المظلومية والتهميش
شيعة المالكي يريدون أن يبتلعوا الطوائف في العراق فهم يرون إن العراق ضيعة لهم وليس من حق أية فئة عراقية أن تعارض توجهاتهم ومصالحهم وأن فعلت فيجب أن تبعد وتتهم وتزج بالسجون
على العالم أن يعرف بأن من يحكم العراق الآن هم شيعة المالكي وليس المذهب الشيعي الشريف القائم على رفض الظلم ومعارضة السلطة ’ شيعة المالكي أساءت لشيعة العراق بشكل فضيع لايسر الا أعداء المذهب الذين بلا شك هم فرحون لممارسات الماكي الحالية
لقد قلتها لأكثر من مرة أن الشيعة ربحوا الكرسي لكنهم فقدوا مصداقيتهم وفقدوا مبادئهم التي كانوا يتغنون بها كذلك خسروا سمعتهم من أنهم ضد التطرف وضد الإرهاب الذي يتبناه المذهب المخالف لمذهبهم لكن هذه الفتوى أعادت للمذهب الشيعي رونقه من جديد
على كل مراجع الشيعة أن يعترفوا بفشل هذه المرحلة المرة ويعلنوا عن إعتذارهم الشديد لماحل بالعراق من خلال هذه الحكومة التي حسبت زورا وبهتانا على المذهب الشيعي وعليهم أن يعلنوا بأن من يتمسك بالولاء للمالكي فهو يعتبر من شيعة المالكي وليس من شيعة الإمام علي عليه السلام .
*[email protected]