23 ديسمبر، 2024 5:19 م

شيعة العراق ومحنتهم مع الهلال

شيعة العراق ومحنتهم مع الهلال

من المواقف التي اعتاد عليها العراقيون في بداية شهر رمضان وفي نهايته ان يعيشوا مأساة تحديد رؤية الهلال من عدمها وهذه المأساة على الرغم من تقدم العلم والتكنولوجيا الحديثة وانتشارها في كل بيت الى ان نسبة كبيرة من ابناء الشيعة في العراق لا يريدون ان يطلقوا العنان لعقولهم بل يصرون على يخولوا غيرهم بان يفكر لهم فلو سلمنا ان الامور الفقهية من عبادات ومعاملات تحتاج الى تحقيق وتدقيق واستنباط وهو المتعذر عند اغلب الناس لذلك يلجئون الى ما يسمى بالمراجع ليبينوا لهم هذه الامور ولكن ما يتعلق بغيرها لا اعتقد انها تحتاج الى (ذبهه براس عالم واطلع منها سالم) كأمور السياسة والاقتصاد ورؤية الهلال التي هي محل كلامنا ومع ذلك يصر الكثير من الناس على ايكال ذلك الامر الى مكاتب المراجع التي تعتبر ذلك من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها لأنها الوحيدة التي بقيت كرابط يربط المرجع بالناس ويحكم سيطرته عليها بعد ضياع الكثير من الامور وانا اعتقد ان هذا الامر سيبقى على ما هو عليه مادام المجتمع غير ملتفت الى ان رؤية الهلال ليست لها علاقة بالتقليد وانما هي مناطة بالإنسان نفسه فلو ان احدا رأى الهلال بينما اصدر المرجع الذي يقلده عدم امكانية الرؤية فسيكون كلام الفصل للمكلف لا لمكتب المرجع واما ما حدث في موضوع هلال شهر رمضان الحالي فيعكس بصورة جلية جدا مدى التدهور التي تعيشه المؤسسة الدينية الشيعية في العراق فكما هو معروف ان في النجف الاشرف اربعة مراجع قد يكونون الابرز من بين مراجعها يقوم ثلاثة منهم بتأييد رؤية الهلال بينما يبقى الرابع متوقفا عنها فهل يعقل ان موضوعا بسيطا كهذا لم تستطع مكاتب المراجع التنسيق فيما بينها للخروج بأمر موحد وهل يعقل ان هؤلاء المراجع الثلاثة قد بنوا رايهم على الخطأ مع العلم انهم ينحدرون من نفس المدرسة الفقهية وهي مدرسة الخوئي وهل يعقل ان الكثير من الناس الذين شاهدوا الهلال ويقسمون على ذلك يكونون على خطأ وهل يعقل ان مراجع الدولة الجارة ايران والتي كان الشيعة في العراق يصومون على رؤيتهم ويفطرون على رؤيتهم على خطأ وهل يعقل ان يصدر من مكتب المرجع الذي لم يؤيد رؤية الهلال بان على الناس ان يصوموا بنية براءة الذمة الى حين يتم التحقق من رؤية الهلال !! انه لأمر عجاب ومؤسف سيؤدي ارباك في تحديد الليالي المباركة في هذا الشهر الفضيل فإلى الله المشتكى وعليه المعول .