23 ديسمبر، 2024 12:00 م

شيعة العراق… والنفق المظلم

شيعة العراق… والنفق المظلم

على مر الدهور والعصور كان من اهم اسباب قوة الشيعة كمذهب هو كونهم مظلومين ولا ينتمون الى أي من مذاهب الاسلام السياسي ولذلك لم يستطع احد ان يفكك صفوفهم، فكانت المرجعيات الدينية تقود المذهب الى بر الامان في أحلك الضروف، مع الاحتفاظ بجميع الملاحظات على سلوك بعض تلك المرجعيات في وقت من الاوقات لكنهم وبشكل عام كانو يصونون المذهب ككيان موحد لم يستطع الحكام على مر الدهور ان يتسللو الى داخله وتفكيكه ،وبعيدا عن جميع المذاهب الاسلامية الاخرى التي ترى الحاكم السياسي هو الحاكم الشرعي كان الشيعة دوما ينادون بدولة الامام. وبعيدا عن العقائد كانت هذه الدولة المنتظرة من قبل عوام الشيعة تبعدهم دوما عن الحكام وتوجههم نحو الدولة الكاملة المتكاملة التي يرونها هم في مخليتهم وينادي بها كبار علمائهم، دولة يتساوى به الغني والفقير والمسلم وغير المسلم ويتعايشون على اساس عبادة الله الواحد، دولة تكاد تكون حلم جميع الانسانية مع اختلاف وجهات نظرهم في تحقيقها. تلك الدولة الحلم بل ذلك الحلم بل تلك القوة الان مهددة بالصميم من خلال دخول الشيعة والمذهب الشيعي في دوامة الاسلام السياسي الذي سيفقد المذهب الشيعي اقوى عوامل وحدته وتماسكه، فبعد عشرات القرون بدأ الناس يسمعون بالسياسة التي تقود المذهب وبدلت الناس العلماء القادة الى السياسيين القادة، وهذه كارثة كبيرة في تاريخ المذهب الشيعي، فلم نرى او نسمع الشيعة يدخلون في النزاعات لاسباب سياسية في عموم التاريخ الا الان، بل ان صوت الحزب الان صار يعلو على صوت المرجعية الدينية وصار التحريض الطائفي الشغل الشاغل للشارع في وقت كان ذلك الشارع منشغل بتمهيد العوامل لدولة يسود فيها العدل والعدالة وبدأنا نسمع عن بوادر حرب يسحق فيها الناس الاخرون بدلا من ذلك الخطاب الذي كان يسود عن دولة تحتضن الاخرون وبعيش الجميع في امن وامان وحرية ووئام. الشيعة اليوم يركضون خلف شخصيات سياسية كارتونية المصير تستخدم أسم الدين من اجل المنصب وتستخدم التحريض الظائفي من اجل الانتخابات من دون مراعاة لمصير اؤلئك الناس ان سائت الامور وخرجت عن السيطرة وتحول ذلك الاحتقان الى مواجهة مباشرة فيكون الخاسر الاكبر هو الشعب المسكين باجمعه، وهذا ما كنت وصفته سابقا وحذرت منه في مقال لي بعنوان السيرك الملعون قبل أكثر من عامين حذرت فيه من استخدام الشارع في النزاع السياسي.
اليوم شيعة العراق صارو وقودا لعربات السيد رئيس الحكومة لاجل ان تسير بهم نحو نفق مظلم لا احد يعلم الى اين سينتهي بالامة العراقية جمعاء، يحاول السيد رئيس الحكومة اثناء المسير ان يلهي الراكبين معه باكذوبات الشحب الظائفي لاجل ان يغضوا ابصارهم عن المحنة التي قد يوجهونها وان كان لا يملك حتى مقومات الكذب فلا يوجد ما يمكن ان يكذب فيه على الشعب الذي ذاق الامرين من حكومة فاسدة بميزانيات انفلاقية تجاوزت حدود المعقول فالجميع يقفون على رأي واحد ان جميع من في الحكومة فاسد وهذه حقيقة فأي حكومة تلك التي يريد منا رئيسها ان ندافع عنها بارواحنا كي يكون هو أميرا عليها . هيهات ..