17 نوفمبر، 2024 8:41 م
Search
Close this search box.

شيعة العراق … باي ذنب يُقْتَلونْ !!…

شيعة العراق … باي ذنب يُقْتَلونْ !!…

بعيدا عن مصطلحي السنة والشيعة اللذان تفوح منهما رائحة الطائفية البغيضة.
ومع بداهة كون المدرسة الشيعية بخطوطها العريضة – وبحسب قناعتي الشخصية – اقرب الى العقل والمنطق والوجدان من نظيرتها المدرسة السنية.
وذلك على الرغم من وجود امور قابلة للنقاش والاخذ والرد.
سواء في اصول الدين كالامامة والعصمة والتقية و … 
او في فروع الدين كالسجود على التربة و …
ومع انني لست سنيا ولا شيعيا، بل مجرد مسلم فحسب، وارفض مثل هذه الانتماءات الضيقة وبشدة.
لكن الحق والحق يقال.
فصورة الشيعة التي تحاول منابر الوهابية رسمها بريشتها الحاقدة، وايصالها الى العالمين العربي والاسلامي، عارية عن الصحة جملة وتفصيلا.
نعم، قد يوجد هنالك بين عوام الشيعة وحتى بعض علمائهم من يبالغ نوعا ما في قناعاته العقائدية، حاله حال الاخرين ممن يتعصبون لمذاهبهم، وحتى لايديولوجياتهم.
لكن القدر المتيقن هنا، ان المتعصب الشيعي هذا على فرض وجوده، يستحيل ان يقوده تعصبه الى مستوى الاستعداد لهدر دم الاخر ايا كان، ولا حتى احتقاره.
لكن بالمقابل، ماذا نجد في الطرف الاخر ؟!!…
فتاوى تكفيرية جاهزة في ثنايا خطبهم وامهات كتبهم، تحرض على نبذ الشيعي، بل وسفك دمه حتى ولو كان طفلا رضيعا، بكل بساطة وبدم بارد.
والنتيجة، مجازر جماعية للنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق، كما حدث مؤخرا في فاجعة الكرادة فجر يوم الاحد المصادف ٣-٧-٢٠١٦ في العاصمة بغداد، والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى. 
واغلب الظن انها لن تكون الاخيرة، وذلك في ظل هذا الانفلات الامني شبه المتعمد وغياب السلطة من جهة، وتعطش معظم جيراننا لدمائنا – لغاية في نفس يعقوب – كما يبدو، من جهة اخرى.
وقبلها العشرات بل المئات من التفجيرات الاجرامية التي استهدفت تجمعات عموم العراقيين، وخصوص الشيعة منهم.
والسؤال :
كيف يجرؤ التكفيريون على استهداف الشيعة بهذه الوحشية والقسوة ؟!!… 
وذلك، مع علمهم بان الشيعة فعلا هم الذين يتربعون على راس السلطة في بغداد، وان خيوط اللعبة هي بيدهم منذ سقوط الصنم في ٢٠٠٣ والى اليوم.
بل كيف يضمن هؤلاء، بان ثمن جرائمهم هذه، سوف لن يتجاوز رقبة منتجاتهم القذرة من الارهابيين والانتحاريين على اسوء احتمال ؟!!…
وان بغداد بالمقابل، سوف لم ولن تحرك ساكنا.
الاجابة على مثل هذه الاسئلة والاستفسارات، تقع بالدرجة الاولى على عاتق كل من يمثل الشيعة في العراق بشكل او باخر.
بدءا بالمرجعية، مرورا برؤساء الكتل والاحزاب، وصولا الى المتنفذين في السلطة.
فالذي لا شك فيه، ان هؤلاء لو انصفوا ابناء مذهبهم بالدرجة الاولى، وضمنوا حق المواطنة لجميع العراقيين بلا استثناء وبما يليق بهم.
وذلك بدل التركيز على مساوماتهم ومجاملاتهم الرخيصة، ارضاءا للغير.
لما بقي مجال لتدخل جيراننا الوقحين في شؤوننا من جهة، ولما تجرات كلاب الارهاب من الاقتراب منا من جهة اخرى.
وبالتالي، فدماء العراقيين بكل اطيافهم سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين و … التي سالت والتي قد تسيل ( لا سمح الله )، تقع بالدرجة الاولى على عاتق هذه المجاميع الثلاثة اعلاه المتصدية للشان العراقي، وسيحاسبهم الله عليها يوم القيامة بلا شك.
فلقد منحهم الشعب ثقته، وبالتالي السلطة والنفوذ، لكنهم لم يكونوا عند حسن الظن وللاسف.

أحدث المقالات