بدءا دعوني ان اسمي الأشياء بمسمياتها…وآن الأوان ان يستمع العرب السنة العاملين في المفاصل القيادية للدول العربية بكافة مراحل صنع القرار , لما يدور في خلد العرب الشيعة في العراق الذين لا خيار لهم غير بناء الدولة المدنية بروح المواطنة الحقة وسيادة القانون وفصل السلطات.
بدءا نشخص الضغوط التي تحاصرهم وهي على النحو التالي:
1- بواسطة احزاب الاسلام السياسي الشيعي في العراق الذي أتيح لها تصدر المشهد بالدعم والنفوذ الإيراني وانكماش التأثير الامريكي حيث سنحت لهم الفرصة ان يجهزوا على التيارات المدنية والليبرالية والعلمانية لأنهم يعون جيدا ان هذه التيارات هي الوريث الشرعي الوحيد للرؤيا العراقية المدنية التي تبلورت مفاهيمها الوطنية وكان لها سبق النضال والحضور المتنامي في الاوساط الجماهيرية والنخبوية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة.
2- بالسطوة الفارسية في العراق وأدواتها لان طهران تعرف جيدا انهم يغردون خارج سربها ولا يمكن احتوائهم ,لان الإيرانيين عاشوا تجربة في هذا المضمار مع مجاهدي خلق وتودة وجماعة سنجابي والاحوازيين والاكراد وغيرهم … وبعد ثلاث عقود ونيف من الترهيب والدمار لتلك الاحزاب والجماعات لبناهم التنظيمية واستهداف قياداتهم يعلنون انهم قادة المرحلة القادمة بعد افول الاسلام السياسي في المنطقة.
3- بالرؤيا العربية القاصرة… لان صانعي القرار السياسي العربي يحشرونهم بالقوة في البودقة الايرانية.
واخيرا …ما تقوم به ميليشيات السلطة وادواتها في العراق بالعمل الاستخباري المنظم ضد القيادات الميدانية المتمسكة بمشروعها الوطني بالترغيب والترهيب ومحاصرتهم وان تطلب الامر جعل عوائلهم وأولادهم عرضة للضغوط والابتزاز وقد يطال الامر لأرزاقهم ووظائفهم وارواحهم لاجل اذعانهم وتخليهم عن المشروع المدني لبناء دولة المواطنة والتمسك بالمحيط العربي بغية استبعادهم, والتمثيل الهزيل على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية بالتزامهم بالمشروع الديمقراطي في العراق وهم جاهدين لإفراغه من محتواه.
وعلى سبيل المشاركة الفكرية لبلورت الموضوع …كنت أتحدث مع نخبة فكرية ليبرالية في مدينة الناصرية جنوب العراق في تلك المحاور أجابني احد الأصدقاء ان الامتداد الطبيعي لعرب جنوب العراق هم سكان الخليج في الانتماءات العشائرية المشتركة وحتى المصاهرة لوقت قريب… ولكن الرؤيا التي لمسناها من قادة المنطقة دون شعوبها ان يراد للعرب الشيعة في العراق ان يمروا بنافذة الأخوة السنة في الغربية ليكون القبول بكفالة اخوتهم أبناء المنطقة الغربية… وذلك يشكل خللا واضحا في مفاهيم الانتماء القومي والامتداد العربي.
ويضيف القائل …نحن جربنا الطبقة السياسية التي تصدرت المشهد للمنطقة الغربية حين طلب منهم مشاركة السلطة من قبل جماعة الاسلام السياسي الشيعي أتوا لاهثين امام صاحب القرار المؤثر ليعلنوا الولاء والقبول وتقديم التنازلات والخروج عن الثوابت الوطنية من اجل التمتع في المنصب المقيد دون تقديم اي خدمة لإخوتهم وناخبيهم ووطنهم…واضاف نحن نتحدث هكذا ليس القول ان ابناء المناطق الغربية لم يتعرضوا للاضطهاد من قبل السلطة في بغداد, وشدد في القول:
(القبول الذي لا نرضاه حتى وان تحملنا وزر الضغوطات من جماعة الاسلام السياسي الشيعي المؤتمرين بالعصا الايرانية والميليشيات التابعة لهم, سنذوب صوفية في انتمائنا لعروبتنا وشيعيتنا ولا نسمح ان يكون لنا جواز سفر للقبول العربي بواسطة الطبقة السياسية السنية في العراق مع جل احترامنا لإخواننا السنة الذي نروم ان نشاركهم الوطن تحت ظلال الدولة المدنية ومعيار المواطنة ونتعاون معهم برفع الحيف عن ما لحق بكلانا من ادوات السلطة في بغداد بالوسائل السلمية وحق التظاهر وصناديق الاقتراع بالحماية الدولية).
لنتوقض جيدا فان المخاض عسير وعلينا التعامل مع الشريحة الكبيرة من سكان العراق برؤيا موضوعية والانفتاح المباشر فشيعة العراق هم ليس شيعة لبنان بالتبعية ,والحوزة الدينية في النجف الاشرف لها معياريتها دون الخضوع لولاية الفقيه ,وان شيعة العراق العرب هم الشركاء الحقيقيين للعمق العربي وهم اكثر ثباتا في الرؤيا المنهجية للعلاقات العربية العربية, علينا وبوجه السرعة التفريق ووضع ضوابط صارمة لمن يريد حشر الشيعة العرب العراقيين بالبودقة الإيرانية قهرا , ومن يريد ادخالهم للمحيط العربي من خلال نافذة هنا واخرى هناك ذلك يشكل انتحارا فكريا لهم ولمقبولية قياداتهم الميدانية في أوساطهم.
وللتقارب الامريكي – الايراني قراءة اخرى في رسم خارطة القوى الجديدة في المنطقة …علينا ان نفكر مليا لدعم العراق ان يكون بلدا ديمقراطيا قويا في صنع القرار الاقليمي لخير المنطقة واستقرارها واحلال السلام والوقوف بوجه القوى الاقليمية المتناحرة والمؤثرة بالشأن العراقي ,وادخال العراق ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي وان نرعى العملية السياسية والانتقال السلمي الديمقراطي للسلطة وذلك باستخدام ادوات التأثير في المجتمع الدولي والمؤسسة الدولية للأشراف المباشر والرعايا للعملية السياسية في الانتخابات القادمة لان ذلك الحل الوحيد الذي يجنبنا جميعا الخطر القادم.
وختاما… يأسفني ان الدخول بهذا العنوان وصراحة المضمون … وقد مر وقت طويل أردت ان أتحدث خلاله عما يدور… ولكن طول الوقت كنت مترفعا اخشى ان يفهم المقصد بصورة مغلوطة وان اتهم أني تراجعت عن حمل لواء المشروع المدني في العراق لبناء دولة مدنية تعتمد المواطنة نهجا برؤيا مؤسساتية خدمية وتعليمية واضحة المعالم ..واعتماد الرؤى الاقتصادية الحديثة في نهج اقتصاد السوق ,يكون للقطاع العام فيها دور الإشراف والإرشاد والمراقبة والتقييم والاسناد وللمرأة دور هام وللشباب العبق القادم للمستقبل في ادارة البلاد… ولكن لحراجة الموقف دعونا ان نسمي الامور بمسمياتها وعنوانيها لان الاحداث متسارعة, وعلينا تصحيح المسار وانتشال المنطقة من خطر قادم يحدق بها.
اللهم اشهد اني قد بلغت…..
[email protected]