بعد تمكن أحزاب، تيارات، وميلشيات الإسلام السياسي الشيعي من التحكم، والتسلط على رقاب الناس، ومقدرات البلاد، وبعد 14 عاماً من الفشل، يبقى السؤال: “شيعة العراق إلى أين؟”، مع إنتهاء عملية إختطاف الصيادين القطريين في العراق على يد مليشيات شيعية موالية لإيران، يكون الأمل بعراق قوي، ومحترم، لا دولة فاشلة قد تبخر، إتفاق إيران وحزب الله اللبناني مع جبهة النصرة وحركة أحرار الشام برعاية قطرية، ينص بشكل أساسي على إخلاء سكان البلدات السورية الأربعة المحاصرة في ريفي دمشق و إدلب، مضايا، الزبداني، الفوعة و كفريا، الإفراج عن عناصر حزب الله اللبناني المحتجزين لدى جبهة النصرة، وإطلاق سراح معارضين سوريين معتقلين في سجون بشار الأسد، قوى التحالف الوطني، التي ردت على تصريحات الرئيس التركي بشأن الحشد الشعبي، وأعتبرته تدخلاً سافراً بشأن عراقي داخلي ألتزمت الصمت، “العراق الشيعي” بكل قواه، إلا من أدرك خطورة التدخل الإيراني، كما بقية مناطق التواجد الشيعي في المنطقة، ساحاتٌ لصراعات الجارة، وأحلامها القومية، لبنان كان البداية، حزب الله وزعيمه نصرالله، يمكن أن يجرا البلاد لحروب بالوكالة، يقع على عاتقه دون الدولة قرارات حرب بلاد الأرز وسلامه، تحت عناوين “المقاومة”، يراد لشيعة العراق أن يكونوا أذرع لمعارك ونزوات الولي الفقيه، أن يعيش شيعة المنطقة في كانتونات طائفية بعيداً عن بقية مكونات بلدانهم ليسهل إصطيادهم، والإيقاع بهم.
نعم، من حق إيران الدفاع عن مصالحها، وبالطريقة التي تجدها مناسبة، نظيفةٌ كانت هذه الطريقة، أم قذرة، لديها الكثير من أمراء الحرب، والبسطاء المخدوعين بعنوانها الطائفي، لكن، لنا نحن أيضاً كل الحق في إدراك خطورة ما تقوم به من دور، أن نحلم بدولة، على زعامات الإسلام السياسي الشيعية الإجابة، وبوضوح تام على تساؤلات بقية مكونات بلادهم، السُنة خصوصاً، عن طبيعة دور إيران في العراق، عن عصابات منفلتة موالية لها لا رادع لها، على تلك الزعامات أن لا تتصرف كطاريء في سدة الحكم، يغرف من موارد البلاد كأي لص ثم يولي الدبر، إتهام الآخرين، إطلاق العنان لألسنة السوء، بعثية، داعشية لم تعد مغرية، ما تقدمون عليه من فاعل بائس، ورضوخ خزي، وعار كبير، إيران ولاية الفقيه، لن تسهم، أو تساعد في بناء دولة، أو إستقرار الشرق الأوسط، حتى إذا ما تصدى للحكم موالٍ لها، هذا لن يخدم أجندتها، أشرق أوسط مضطرب غايتها، شيعة المنطقة، مُلزمين بإعادة قراءة وصايا الشيخ محمد مهدي شمس الدين، أن لا يكون مشروعهم بمعزل عن بقية مكونات بلدانهم، في البحرين، السعودية مثلاً وندرك جيداً حجم مظلوميتهم، مواطنتهم المطعونة، عليهم التصرف، والتحرك تحت عنوان وطني، لا طائفي، يُخطفوا عبره، ويكونوا أداة، أن لا يذهبوا بعيداً في ولاء أعمى، يسهم في تخلفهم، ويدمر بلادهم.