6 أبريل، 2024 9:46 م
Search
Close this search box.

شيعة السلطة .. المجاورة

Facebook
Twitter
LinkedIn

يتبارى شيعة السلطة وكتلهم السياسية المتكونة من ( تيارات – احزاب – منظمات – حركات ) دائما في سباقهم الدعائي لابراز هويتهم المذهبية خصوصا في المواسم الانتخابية لأنهم يدركون تماما ان دغدغة مشاعر الناس من خلال الوتر الطائفي هي انجح وسيلة لجر المجتمع الشيعي الى فخاخهم الماكرة ليحصدوا بعد ذلك نتائج خداعهم وتضليلهم للاغلبية الغارقة في وهم الاخطبوط الشيعي الذي هو في الحقيقة اوهن من نسيج العنكبوت في تراصه وتلاحمه الخاوي .
وكذلك يقامر شيعة السلطة بالمذهبية ليؤسسوا مشاريع تجارية كالجامعات الاهلية بعناوينها البراقة المزيفة شكلا والتعيسة مضمونا او فضائيات تمجد قادتهم السياسيين باغاني اسلامية هابطة وبرامج يجملون بها الوجه البشع والانتهازي لكتلهم وقياداتها لتظهرها تارة بمظهر القدسية وتارة اخرى بمظهر الوطنية وتارة بمظهر فارس الفرسان وحامل راية المذهب الجعفري .
وعلى مستوى اعلى من الاحتيال التجاري والسرقة العلنية أسسوا شركات مقاولات واستيراد وتصدير وهمية للاستحواذ على كل العطاءات والمناقصات الحكومية وكذلك لم تسلم حتى اللحوم الحمراء والبيضاء من صراعاتهم ومقامراتهم التجارية فاصبحت لكل منهم ماركة تجارية خاصة به ، ولم يترك اولئك المتخمين بالمال الحرام موطئا الا وطئوه بحثا عن الغنائم والعزائم .
وفي موسم محرم وصفر عندما يحين موسم الشهادة والحرية يتبرقع اولئك الانتهازيون بالسواد ويلطمون ويطبخون وربما يشاركون في المسير الى كربلاء لعشرات الامتار وقد يرمي بعض منهم عمامته وهو يقرأ المقتل وقد يطبر الاخر بحمامات الساونا في فيللهم اليزيدية وكل ذلك لاظهار انتمائهم وتمسكهم بالمذهبية والمتاجرة اعلاميا بمشاهد افلامهم الرخيصة والمبتذلة .
شيعة السلطة كلٌ يدعي الوصل بآيات الله الشهداء ويدعي قيمومته على الشيعة عموما وخطوط تلك المرجعيات خصوصا وطبعا فأن اتباع خطوطهم في الجنة والباقين في النار .
وربما تبهر البسطاء والسذج عناوين دكاكينهم السياسية التي يغلب على مسمياتها عناوين براقة كالاسلامية والرسالية وغيرها من التوصيفات الدينية ويرفعون على رايات دكاكينهم شعار ( لا حكم الا لله ) وشعارات هي أبعد ما تكون عن سيرتهم وميسرتهم المنحرفة عن تعاليم الدين ومبادئ المذهب الشيعي .
لذلك ليس من المستغرب ان يتعامل أولئك الاجلاف الانتهازيون مع القوانين التي تحفظ للشريعة ديمومتها وتتصون لاتباع التشيع دينهم وتحقق حكم الله تعالى في الاحتكام الى شريعة الاسلام ومذهب النبي واهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) بدل الاحتكام الى قوانين وضعية لا تمت للدين بصلة او احكام شرعية لمذاهب اسلامية تختلف في الكثير من احكامها الشرعية عن الاحكام الجعفرية .
ولكن العجيب ان ينبري تجار المذهبية للمتاجرة بالوطنية والحرص على وحدة الامة العراقية التي مزقوا وحدتها وسلبوا تأخيها بالاتفاق مع ساسة السنة وذلك من خطاباتهم الطائفية ومنابر دكاكينهم التحريضية وقنوات فضائياتهم المسمومة بثقافة الكره والحقد والشحن الطائفي ، وعندما يصل الامر الى قانون يتيح للشيعة الاحتكام الى محاكم تعمل وفق احكام المذهب الجعفري ولا يكون في مقابل المحاكم الوضعية وانما إزائها ليتاح للمجتمع الاختيار بينهما يكون الرفض القاطع هو موقف شيعة السلطة المترفين .
وطبعا المحاكم الجعفرية وقوانين الاحوال الشخصية أيضاً ليست بدعا في الشرع الاسلامي وانما هي لب ذلك الشرع وكذلك ليس غريبة على الساحة القضائية العراقية فلقد كانت تلك المحاكم نافذة وسارية المفعول خلال الحكم الملكي والجمهوري الى ان الغيت لدوافع السلطة السياسية الطائفية.
والغريب أن تلك المحاكم تمارس عملها في السعودية وسوريا ولبنان واكثر دول الخليج العربي بحرية كاملة رغم ان بعض تلك الدول غارقة في التطرف والتكفير وبعضها الاخر تمثل الشيعة فيه أقلية فما عدى مما بدى يا شيعة السلطة .
 
شيعة السلطة لا يريدون الاسلام يقود الحياة وانما يريدون ان ترث احزابهم وابنائهم العراق لأبد الأبدين وانظر فقط الى الوجوه البائسة التي بقيت تراوح بمكانها لعشر سنوات وكأن أرض العراق لم تلد غيرهم من النوابغ والفطاحل السياسية .
شيعة السلطة أراهم ونحن نعيش بركات ثورة الاصلاح الحسيني أكثر الناس شمولية لمعنى الانحراف الذي قصده الامام الحسين (ع) بقوله : (ألا وأنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله) وكل اوصاف السلطة الغاشمة المتسلطة تنطبق عليهم وعلى كتلهم السياسية واحجارها الشطرنجية التي انتفخت جيوب حثالاتها من الرواتب والامتيازات التي استأثروا بها لانفسهم وزبانيتهم بينما يقبع ويرزخ ثلث العراقيين تحت خط الفقر ولذلك لا استبعد ان يثور شيعة الحسين (ع) في القريب العاجل عليهم بصورة ليستبدلوهم بمن هو خير منهم ولأن كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء فأن يوم الاصلاح قادم لا محال لتصحيح المسيرة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب