27 ديسمبر، 2024 4:07 ص

شيعة الحشد وشيعة البازار

شيعة الحشد وشيعة البازار

فتوى الجهاد الكفائي كشفت حقيقة التمايز الطبقي في المجتمع الشيعي العراقي الذي بات ينقسم الى صنفين يمكن تسميتهما بشيعة الحشد وشيعة البازار, واليكم الفرق بين الاثنين:
شيعة الحشد في الأغلب الأعم هم فقراء الشيعة من ابناء الطبقات المسحوقة, يعيشون في المدن المهمشة وفي احياء التجاوز, فهم ابناء الطبقات الكادحة والشغيلة المستضعفة والمحرومة من ابسط حقوقها وجل رأس مالها الرضا بالقضاء والقدر, والايمان بإرادة السماء والطمع في الفوز برضوان الرب وجنانه في الاخرة بعد معاناة الدنيا الفانية. يتسوقون من سوق (مريدي) واشباهه من اسواق المساكين في مدن الوسط والجنوب المنسية, هم مقاومون ومجاهدون يستشهدون ليبقى المذهب حياً تجدهم مشاريع دائمة للتضحية والفداء, يفترشون الارض ويلتحفون السماء في جبهات القتال فهم عطاء لاينضب, ونفوس ابية صافية, سجيتهم الشجاعة والاقدام يموتون فداءاً للعقيدة والوطن.

اما شيعة البازار فهم في الأغلب الأعم رجال سلطة من حديثي النعمة تنكروا لقيمهم ومبادئهم وغرتهم الدنيا بغرورها, ومن التجار اللصوص, يسكنون قصور المنطقة الخضراء وفلل الجادرية, يتبضعون من متاجر هارودز اللندنية ومخازن الشانزلية الباريسية. فهم تجار سياسة ومواقف يعتاشون على اسم المذهب, عيونهم شاخصة لإقتناص الفرص والاثراء على حساب الشعب, يفترشون الحرير ويلتحفون الديباج في المكاتب والغرف المكيفة, فهم في جشع دائم, ونفوس حقودة معقدة, يمثلون الطبقية بإبشع صورها لاسيما الذين يتحدرون منهم من اقطاعيات سياسية ودينية واجتماعية, يستغلون القاب عوائلهم التي تمثل رؤوس اموالهم للضحك بها على ذقون المستضعفين الذين تربوا على تقديس الالقاب والرموز, ديدنهم المراوغة والإنبطاح, يعتاشون باسم الدين والعقيدة لنهب المواطن والوطن.

اخيراً شيعة الحشد يعيشون الحياة وعيونهم تربوا الى الجنة الخضراء, اما شيعة البازار فعيونهم تتطلع الى قصور المنطقة الخضراء. وبينما تمتليء المقابر بجثث ابناء شيعة الحشد الذين يقتلون يومياً في جبهات القتال او في الانفجارات, تمتليء مكاتب المسؤولين ومؤسسات الدولة السيادية بأبناء شيعة البازار بعد ان يكونوا قد اتموا دراساتهم في الجامعات العالمية وبعد ان ضمنَّ لهم

آباؤهم واقرباؤهم مناصب ووظائف راقية ليحكموا من خلالها شيعة الحشد. هذا هو واقع حال شيعة العراق اليوم.