18 نوفمبر، 2024 3:50 ص
Search
Close this search box.

شيعة آل البيت الأبيض بالأمس .. شيعة آل البيت الأحمر اليوم ؟, من حضن بوش إلى حضن بوتين !؟؟

شيعة آل البيت الأبيض بالأمس .. شيعة آل البيت الأحمر اليوم ؟, من حضن بوش إلى حضن بوتين !؟؟

عجيب غريب أمر هؤلاء القوم … الذين كانوا بالأمس القريب , يسبحون بحمد أمريكا وبريطانيا والغرب بشكل عام ويتحالفون معهم , ويتشدقون قادتهم على أعلى المستويات ببزوغ فجر الحرية والديمقراطية والرخاء والازدهار والاستقرار , وكيف كان دهاقنتهم يصرحون من لندن وواشنطن وباريس وفيننا وجنيف بدون خجل ولا حياء بأنهم عادوا إلى جذورهم الأصلية , كما جاء على لسان أحد أقطاب المعارضة العراقية ألا وهو السيد ” محمد بحر العلوم ” رحمه الله , خلال لقاء جمعه مع ساسة وقادة المحفل البريطاني قبل احتلال العراق بعام , حيث أنشد يقول  في بداية اللقاء : ( نَقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِن الهَوى — مالحُبُّ إلاّ للحَبيبِ الأوَّلِ ) , هذا البيت من الشعر الذي جعل أحد المعارضين العلمانيين ؟ الذي كان حاضراً أيضاً في ذلك الاجتماع ” يتعرّق خجلاً ” , كما أفاد الشيخ ” جواد الخالصي ” في احدى لقاءاته وشهاداته التاريخية عن المعارضة العراقية الذي كان جزء منها أيضاً , ولا ننسى أبداً ذلك المشهد والموقف الشائن والمخزي للسيد عبد العزيز الحكيم عندما هرول قبل غزو واحتلال العراق بأشهر قليلة , وجلس في حضرة الصهيوني هنري كيسنجر , وومن ثم في حضرة الرئيس الأمريكي جورج بوش في المكتب البيضاوي , وهو يرتجف ليخرج من جيب جبته المباركة , ورقة مكتوبة , كي يلقي خطبته العصماء المهلّلة والمبشّرة والمؤيدة لقدوم أبناء العم سام  إلى يلاد الرافدين !, وكيف أجاب سماحته على سؤال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي كرره عليه مرتين , كيف سيستقبلنا الشعب العراقي عندما ندخل بغداد محررين ؟, فقال له أبو عمار بدون تردد ولا خوف ولا خجل .. سيستقبلونكم بالزهور والرياحين واستقبال الفاتحين !؟, كذلك لابد لنا أن نذكّر في هذا المقام أيضاً , موقف وحنكة السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله … السياسية ونظرته الثاقبة وقراءته للواقع آنذاك وتطلعاته للمستقبل … عندما سئل كيف لكم يا سادة أن تستعينوا بالشيطان الأكبر على بلدكم وشعبكم !؟, فأجاب رحمه الله بكل بساطة وسذاجة الروزخون المعهودة .. بأننا سنستخدم أمريكا كأداة لإسقاط النظام الدكتاتوري ؟, ومن ثم سنطلب منهم الخروج من العراق ؟؟؟, وإذا لم يخرجوا بالمروة سنخرجهم بالقوة !؟؟؟. يا سلام … فأخرجوه هم وحلفائهم الإيرانيون من عالم الدنيا بعد أربعة أشهر من الغزو , أي يوم 29 آب 2003 من نفس العام , عندما تم استهدافه بنصف طن من المتفجرات في مدينة النجف وبالقرب من مرقد الإمام علي ع , جعلته مع مئات وآلاف من القتلى والجرحى المساكين من تعساء المذهب بدون أي ذنب .. هباء منثورا !.

    لقد أثبت تاريخ الأحزاب الدينية بعد وصولها إلى سدة الحكم والسلطة , بعد جهدٍ جهيد , بأنها لم تترك باب إلا وطرقته ولا طريق إلا وسلكته , ولم تترك موقف شائن وخياني ومخالف لأبسط المعايير والأخلاق إلا واتخذته شعاراً لها , ولم تترك موجة عاتية وريح صفراء من جهة الغرب أو الشرق إلا وركبتها , مبررة مواقفها الخيانية والعميلة , بأنها مستعدة أن تضع يدها بيد الشيطان , وبيد أعتى عتاة وسفلة وزنادقة القرن المنصرم والقرن الحالي كي تحقق أطماعها وأهداف أسيادها  مهما كلف الثمن , والشيء بالشيء يذكر .. ففي حديث لي شخصياً مع أحدهم وهو (( سيد فول أوبشن )) قال لي نهاية عام 2002 , وبالحرف الواحد .. نحن مستعدون وبكامل قوانا العقلية أن نضع أيدينا بيد أرئيل شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك !؟؟؟. ولهذا منذ ذلك الحين كان يجب علينا جميعاً مؤيدين ومعارضين أن نقرأ  سورة الفاتحة على المعارضة الإسلامية بشقيها الشيعي ( المجلسي – الدعوجي ) و ( الأسلامي – الإخونجي ) .

     يا لها من خيبة أمل , ويا لها من طامة ونكسة كبرى , ووصمة عار في جبين هؤلاء … عندما أثبتت العقود الثلاثة المنصرمة بأن ما يسمى بالمعارضة العراقية بمختلف أشكالها وتصنيفاتها الدينية والعلمانية , أو اللبرالية اليسارية , ومعظم رموزها وقادتها وأحزابها وتنظيماتها ومسمياتها, وما كانت تنظّر له وتحمله من أفكار وشعارات منذ قيامها ونشأتها منذ الخمسينات , بل وحتى حديثة العهد في سبعينات وثمانينات القرن الماضي , المتمثلة بالأحزاب والحركات الشيعية على وجه الخصوص , وعلى رأسهم  ما كان يُعرف بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي تأسس في الثمانينات وتحديداً إبان الحرب العراقية الإيرانية في إيران ؟, أو ما يسمى بــ ( حزب الدعوة ) الذي تأسس عام 1957 , أثبت تسلسل الأحداث بما لا يقبل الطعن والشك , بأن أغلب هذه الأحزاب والحركات وقادتها ورموزها , خاصة أولئك  الذين وصلوا للسلطة على ظهور الدبابات الأمريكية أو خلف غبارها , أثبتوا للقاصي والداني بأنهم أصحاب غايات وأجندات أجنبية , وأدوات لتحقيق أهداف ومشاريع إمبريالية استعمارية قديمة , ولا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد مصير وطن ومواطن وأمة , وثبت أيضاً بأن أصول أغلب هؤلاء الوافدين الجدد لم تكن أصولهم عربية أو إسلامية وشيعية حقيقية على الاطلاق .. إلا بالاسم واللقب والهيئة الخارجية , وبعيدين كل البعد عن الخط الوطني الصحيح , والخط والمنهج والنهج الرسالي المحمدي , والسيرة الأخلاقية والجهادية التي خطوها بدمائهم الزكية آل بيت النبي الأطهار الزهاد ع . ومن عارض أو اعترض على هذا النهج أو المنهج تمت تصفيته بطرق شتى .

    نعم .. بما لا يقبل الشك واللبس أثبتت هذه الحقبة وهذه الفترة المظلمة التي تسيد خلالها مجموعة من الأفاقين والأشرار واللصوص , بعد أن تمكنوا بأساليب يعجز الشيطان ولو التفكير بها , عندما خطفوا المذهب العربي الشيعي قبل أن يخطفوا فقراء وتعساء الشيعة العرب أنفسهم , بشكل وقح وصارخ وسادي واجرامي , ليبنوا على جماجمهم وتعاستهم وبؤسهم وفقرهم مجدهم الزائف والزائل لا محالة .
     ولهذا ليس غريباً أو مستهجناً لدينا أو لدى المراقبين والمحللين , بأن لا مانع لدى هذه الشراذم وهؤلاء الأوباش , أن يرتموا من جديد , بحضن آخر يوفر لهم الأمن والحماية من المسائلة والملاحقة القانونية , حتى لو دفعوا كل ما سرقوه من قوت وأموال المساكين العراقيين على مدى أكثر من عقد كامل , وليس غريباً أن يتحولوا شيعة وأتباع آل البت الأبيض بالأمس القريب , إلى شيعة وأتباع آل البيت الأحمر ( الكرملين ) , وينتقلوا بسلاسة وانسيابية تامة من حضن رجل الديمقراطية جورج بوش الأمريكي , إلى حضن رجل السلام الجديد ” بوتين ” الروسي , وليضرب أبناء الشعب العراقي عربهم وكردهم , مسلميهم ومسيحييهم , شيعتهم وسنتهم  , رؤوسهم في عرض الحائط .

    وإليكم مقتطف مما ذهب إليه  أحد الكتاب المعروفين ألا وهو السيد ” مايكل جوردن ” , بهذا الخصوص وربما ما خفي كان أعظم :

    النجف، العراق- تعد صورة مصنعة (فوتوشوب) يظهر فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتدياً عباءة عربية كتلك التي يرتديها شيوخ العشائر في جنوب العراق واحدةً من أكثر المنشورات رواجاً في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) داخل المناطق الشيعية العراقية. وكان الغزو الذي قادته أمريكا في العام 2003 قد اطاح بالرئيس صدام حسين ومكن الأغلبية الشيعية العراقية التي تعرضت للاضطهاد لوقت طويل من السيطرة على البلاد. وقبل عام واحد، تصدرت الولايات المتحدة الجهود عندما حشدت تحالفاً دوليا للقيام بضربات جوية في سوريا والعراق ضد المتمردين السنة التابعين لتنظيم الدولة الاسلامية. ولكن مع تعثر مسار القتال ضد الدولة الاسلامية، بات الاستخدام المجرد للقوة العسكرية الروسية في سوريا المجاورة، فضلا عن الدور القيادي الذي لعبه “الشيخ بوتين” ، موضع اعجاب أهالي هذه المدينة الشيعية التي تعد مركزا للنفوذ. إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي، ابراهيم بحر العلوم، أن “الناس في الشارع يهتمون بأمر طرد داعش من العراق. انهم يشعرون الان بأن روسيا اكثر جدية من الولايات المتحدة”. وتأتي معظم مظاهر الاعجاب “بالشيخ بوتين” هنا في النجف، بما في ذلك الاغاني الشعبية التي تمجده، لتعكس بروز السياسات الطائفية على المسرح الدولي. وقد تسبب التدخل الروسي في سوريا باثارة مشاعر الغضب لدى العرب السنة الذين يشكلون أغلبية المسلمين. غير أن الكثير من الشيعة العراقيين يرون في نظام بشار الاسد الذي يسيطر عليه العلويون بمثابة حصن منيع ضد التطرف السني ويشعرون بالغبطة لانضمام روسيا إلى القوات المحاربة مع إيران والحكومة السورية.

      أهداف متباينة

    قالت الولايات المتحدة وروسيا بأنهما يريدان القضاء على المجموعات الارهابية مثل الدولة الاسلامية، ولكن تعريف الروس للارهاب يشمل بعض المجموعات المتحالفة مع الولايات المتحدة. بيدّ أن قليلاً من العراقيين يعلم ما تؤكده الولايات المتحدة بأن معظم الضربات الجوية الروسية في روسيا كانت قد استهدفت معارضي بشار الأسد، وليس تنظيم الدولة الاسلامية. لقد تمت التغطية على هذه المعلومات من خلال المشاهد المثيرة للطائرات الروسية وهي تقصف اهدافها على الارض. إلى ذلك، يقول الباحث حيدر الخوئي، من مجموعة تشاتهام هاوس للشؤون الدولية في لندن: “ما يهم في الشرق الأوسط هو القوة، أو أوهام القوة على الأقل”

    وتبعد النجف عن بغداد نحو 160 كيلومترا وهي لا تقع على خطوط المواجهة. لكن الحرب مع الدولة الاسلامية لا تبدو بعيدة كل البعد عنها. وفي النجف كان الزعيم الروحي للشيعة العراقيين، آية الله علي السيستاني، قد دعا العراقيين بتاريخ 20 حزيران 2014 لحمل السلاح ضد الدولة الاسلامية بعد أن ترك الجيش العراقي مواقعه في الموصل

    وفي مرقد الامام علي، وهو المجمع الديني ذو القبة المذهبة التي تستقطب سنويا ملايين الحجاج، يحمل المقاتلون المنتمون إلى الميلشيات التوابيت الخشبية لرفاقهم القتلى في المعارك. كما تقبع في تلك المدينة العوائل السنية المهجرة من الفلوجة والموصل والرمادي، وهي مدن تقع حاليا في قبضة الدولة الاسلامية، حيث يقطنون في مساكن مؤقتة على الطريق الخارجي المؤدي إلى النجف. وكان الجنرال قاسم سليماني، قائد قوات القدس الايرانية، قد زار مؤخرا مدينة كربلاء. ويقول المسؤولون الأمريكيون بأن الجنرال سليماني زار موسكو أواخر شهر تموز الماضي في مسعى على ما يبدو للتنسيق بشأن الهجوم الروسي في سوريا، كما يشرف شخصيا على الجهد الايراني لمساعدة الميليشيات العراقية

    ويعد التوتر الطائفي واحدا من العوامل المزعزعة بوضوح، غير أن العديد من العراقيين يشعرون بالاستياء بسبب التوقعات المفرطة وغير المتحققة للاحتلال الأمريكي الذي كان يفترض به أن يعيد بناء العراق. وبسبب انتشار نظريات المؤامرة، يقول البعض بأن المقاومة التي يبديها تنظيم الدولة الاسلامية في المعارك ما هي إلا مخطط أمريكي كبير. إلى ذلك يقول أحمد ناجي الاستاذ في جامعة الكوفة “ إذا كان الأمريكيون يمتلكون تكنولوجيا قادرة على التعرف على المياه فوق سطح المريخ، لماذا لا يقدرون دحر داعش

 

أحدث المقالات