18 ديسمبر، 2024 7:04 م

انتقد عدد كبير من السادة أعضاء مجلس النواب السيد وزير الكهرباء السابق علاء الخطيب لتعيينهِ أعداد كبيره مِنَ الأُجراء اليوميين و المتعاقدين ، عادين ذلك تكريساً لمبدأ البطاله المقنعه التي إختنقت بها دوائر الدوله دون إنتاج يذكر بالمقابل ، لا سيما إن الوزارة انفة الذكر عملت على تثبيت اكثر من ٣٠٠٠ اجير و متعاقد على الملاك الدائم بين عامي ٢٠١٨ و ٢٠١٩ ، جاء ذلك بعد سنين طويله قضاها ابناء هذه الشريحه بانتظار التثبيت على الملاك ، و في نفس السياق اصدر مجلس الوزراء سلسلة قرارات تقضي بايقاف التعيين بصفة اجير يومي او متعاقد و أقر مجلس الوزراء السابق الية لتحويل جميع الاجراء اليوميين الى عقود و تكييف وضعهم قانونيا و مالياً لحين توفر الدرجات اللازمه لتثبيتهم على الملاك.

و إثر ذلك السيد وزير الكهرباء السابق لؤي الخطيب يواجه اليوم تهم فساد تتعلق بهدر المال العام اضافه الى ملف التعيينات آنف الذكر ، و على هذا الاساس اصدرت هيئة النزاهة قراراً يقضي بمنع الخطيب من السفر لحينِ إكمال إجراءات التحقيق.

هذه القضايا التي يواجهها الخطيب اليوم كان قد أثارها مجموعة من النواب الذين توعدوا بملاحقتهِ قضائياً و تقديم ملفاتهم الى هيئة النزاهه و القضاء بغية التحقيق فيها و كشف الحقيقه ، لكن الغريب في الامر ان هؤلاء النواب الذين يسعون لمقاضاة الوزير السابق حول ملف التعيينات ، يسعون بنفس الوقت لتثبيت الاجراء الجدد الذين وصفوهم سابقا “بالبطاله المقنعه الغير مثمره” و اكثر من ذلك ، اذ ان نفس هؤلاء النواب يتسابقون في نشر أوامر صرف رواتب الاجراء الجدد و كل منهم ينسب فضل ذلك لنفسه و لجهوده الجباره ، و الذي يثير الدهشه ان نفس هؤلاء النواب مازالوا يخرجون على التلفاز و يصرحون بضرورة ايجاد بدائل اخرى للتعيين الحكومي من خلال تنشيط القطاع الخاص الذي يخفف العبئ عن كاهل الحكومه المتخمه بعدد الوظفين.

هذه الحاله الهجينه تبين لنا مستوى فهم و وعي طيف واسع من المسؤولين العراقيين الذين يتعاملون بانتهازيه ، فهدفهم الاساسي الذي يضبط خطابهم و توجهاتهم هو ما يضمن لهم البقاء في دائره المنافسه و ليس المصلحه العامه المبنيه على قراءات إستراتيجيه و استشرافيه تصب في بناء مستقبل الدوله العراقيه ، هذا النمط من المسؤولين الانتهازيين يتعاملون باكثر من وجه و لأكثر من غايه ، فلهم الوجه ذو الخطاب الانتخابي و الذي دائما ما يناغم حديث الشارع و احلامه و تطلعاته ليس ايمانا بما يطرحه الشارع بل لكسب الود و التأييد في مواسم الانتخابات ، و لهم وجه اخر وهو وجه السياسي الطائفي الذي يتحدث بلغة تمثيل المكون و المحافظه ليس لشيء سوى الحصول على مغانم و مكاسب تحاصصيه تعود عليه و حزبهِ بالنفع و المكاسب ، و لهم وجه اكثر قبحاً وهو وجه الثائر العصامي الذي يطارد الفاسدين و يفتح ملف هنا و يكشف اخر هناك ليس ابتغاءا لمرضاة الله و براً بالوطن و الشعب ، و انما لغرض الابتزاز و الاستعراض امام شاشات التلفاز و خلق الحدث الساخن ، كل هذه الوجوه نشاهدها و نقرأ لها بشكل دوري في وسائل الاعلام و في كل مره تظهر هذه الوجوه بقناع جديد تبعاً للموسم او المناسبة، لكن الذي يثير استغرابي هو قابلية هؤلاء على لعب هذه الادوار المتناقضه في فترات زمنيه متقاربه ، ما يجعلني اتساءل هل هؤلاء يعانون من شيزوفرينيا ام انه التلون السياسي الذي يجعلهم يبدون بهذه الصوره؟ وربما تكون حالة متقدمه من تشوه الفكر السياسي و دعوني اطلق عليها تسمية “الشيزوبوليتك” التي هي نتيجه لتداخل بين الشيزوفرينيا و التلون السياسي، الله اعلم؟!.