ولدت من رحم معاناة شعب تكالبت عليه الشعوب التي تدعي حرية الراي والتعبير وتقرير المصير, انضم الى الركب مؤخرا من يدعون العروبة والاسلام, وانها قبلتهم الاولى وقضيتهم المركزية على مدى سبعة عقود, أزاح ترامب عنهم القناع,انكشفوا,هرولوا الى الكيان المغتصب لفلسطين بالتطبيع, العلاقات الدبلوماسية في احسن احوالها,وشركات الطيران تحط رحالها في تل ابيب,وخطوط “العال” تهبط بكل امن وسلام بعواصمنا التي تستقبل المجرمين الصهاينة بالأحضان من قبل ساستنا العظماء الاجلاء وندعو لهم بطول العمر والبقاء, من اجل استمرار الرغد والهناء الذي ننعم به في ظل حكمهم الميمون.
مخيم لا تتعدى مساحته الكيلومتر المربع الواحد, ينجب الاف الشجعان المؤمنون بحقهم في عيشهم فوق ارضهم بعزة وكرامة, أذاقوا كيان العدو مرارة العيش, اكثر من مرة يداهم المخيم وتستخدم بحق سكانه مختلف انواع الاسلحة,هدمت عديد مبانيه فوق ساكنيها, سحل شبابه على مرأى ومسمع العالم الحر المتشدق بالديمقراطية, تتم الوشاية بالشباب من قبل السلطة الفلسطينية المكلفة حماية كيان العدو والتبليغ عن المشاغبين وفق اتفاق اسلو.
جنين تحمل في رحمها اجنة تخرج الى الحياة تواقة الى انهاء عقود الظلم والفساد وتحرير كامل تراب فلسطين من براثن المستعمر الصهيوني المدعوم من اعتى قوى الشر التي نصبت بيادقها لتنفيذ اجنداتها بمحو الهوية الفلسطينية ومن ثم السيطرة على مقاليد الامور في المنطقة, إنه الربيع العبري الذي تم التخطيط له منذ عقود, ملاحم يسطرها ابناء المخيم وبقية المدن والقرى المحتلة لثبت للعالم اجمع ان فلسطين تنجب الجبارين ولن يستكينوا لمستعمر او عميل أيا تكن ادوات القهر والارهاب.
آلت شيرين على نفسها ان تشارك بني جلدتها في مقاومة الاحتلال من خلال الاعلام, مجاهدة بالصوت والصورة لتبين للعالم مدى عنجهية المستعمر, في اذلال شعب, نقلت الاحداث المتتالية عن قرب وفي كل مرة كانت تتعرض للشتم والاهانة والازدراء من قبل جنود الاحتلال, حان الوقت لإسكاتها كما تم اسكات اخرين من قبل, ومنهم ناجي العلي بعاصمة الحرية لندن.
يذكرنا مشهد مقتل شيرين بمشهد مقتل الدرة, والعالم يتفرج ولا يتعدى الاستنكار وضبط النفس. لقد سطر شباب جنين ملاحم الدفاع عن الشرف ومقارعة العدو بأبسط الامكانيات ولم يخنعوا او يركنوا لجبروت المحتل, جنين خزان بشري يدعم الفصائل المقاومة ويشد من ازرها.
لعله من المخزي ان يتبجح اركان السلطة الوهمية بانهم لن يسلموا الرصاصة التي اخترقت جسد شيرين, الرصاصة وسام شرف لمن اخترقت جسدها وحق الاحتفاظ بها لزملائها في المهنة ولشباب جنين المقاتلين, أما السلطة الوهمية فيكفيها الاستنكار والادانة والتهديد باللجوء لمحكمة الجنايات الدولية, الرصاصة تعمدت بدماء شيرين ولمسها والاحتفاظ بها من قبل السلطة يدنسها ويسبغ عليها بصمات الذل والخيانة, تبا لمن يتاجرون بدماء الشرفاء من ابناء الشعب الفلسطيني
بخصوص فتاوى مشائخنا وفقهائنا المتبحرين في علوم الدين الاسلامي بإمكانية الترحم على روح شيرين والاستغفار لها, يكفي انها الان بين يدي ربها, وأنها قدمت لقضيتها على مدى عمرها المهني, ما لم يقدمه هؤلاء وانها باقية في اذهان شعبها رمزا للحرية والانعتاق, وأنها لم تغادر وطنها كما فعل اخرون لتعيش بالغرب الاستعماري, وتبيع القضية وتؤسس شركات تدر عليها الربح الوفير.