18 ديسمبر، 2024 6:52 م

شيخ شامو البيشمركة، السياسي، المثقف والشخصية الاجتماعية الحكيمة

شيخ شامو البيشمركة، السياسي، المثقف والشخصية الاجتماعية الحكيمة

هذا هو قدرنا وكأنه مكتوب علينا ان نتلقى الضربة تلوى الاخرى، فرمان يليه فرمان، مصيبة تعقبها مصيبة، خسارة تلحقها خسارة وحزن يتبعه حزن. هذا المسلسل التراجيدي الذي عاشه ويعيشوه الايزيديون لا ينتهي ويبدو انه ليس له نهاية. واخر هذه المصائب كانت في فقداننا المرحوم شيخ شامو شيخو البيشمركة، السياسي، المثقف والشخصية الاجتماعية الايزيدية الحكيمة.

عندما نقول ان وفاة الشيخ هي مصيبة لان خسارة شخصية كبيرة بحجمه ومكانته السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية هي فعلا مصيبة ليس بالنسبة لنا نحن الايزيديين فقط بل حتى على المستوى الكوردي والكوردستاني فقد كان له في كل شأن كلمة وفي كل حدث حضور وموقف وفي كل انجاز بصمة، فيا لبؤسنا ويالمصيبتنا الكبيرة بفقدانك ايها الكبير.

قال المهاتما غاندي “ان ما سيبقى بعد رحيلك عن هذه الدنيا هو ما فعلته لا ما قلته أو ما كتبته”، وما قدمه الشيخ شامو لم تكن فقط اقوال بل كانت حياته كلها اعمال وافعال في خدمة شعبه ووطنه وهذا ما جعل الجميع من مختلف شرائح المجتمع الايزيدي بشكل خاص والكردستاني بشكل عام في حالة صدمة اثر انتشار خبر وفاته.

حيث لم يكن المغفور له نشطا فعالا مجتهدا متفانيا في جانب او مجال من مجالات الحياة بل كنت تجده يبذل كل ما في وسعه في خدمة شعبه اينما كان الناس بحاجة اليه.

ففي مجال البيشمركة كان المغفور له بيشمركة شجاع وتراها موجودا في كل الجبهات التي كان القيادة الكردية بحاجة اليه واخر مشاركاته كانت برفقة البيشمركة في عملية استعادة شنكال من يد ارهابيي داعش.

وفي الشأن السياسي كان الشيخ مناضلا مخلصا لمبادئه وشخصية فعالة ومؤثرة في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستانى وشغل عدة مناصب منها عضو برلمان كردستان ضمن قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني ومستشار رئيس وزرا ء اقليم كوردستان مسرور البارزاني.

وعلى االصعيد الثقافي كان المرحوم من مؤسسي مركز لالش الثقافي والاجتماعي وكان رئيس الهيئة الادارية للمركز حتى وفاته، ومن خلال عمله هذا قدم خدمات ومساهمات كبيرة لشريحة المثقفين الايزيديين وغير الايزيديين وتشجيعهم على الكتابة خاصة عن ما حدث لاهلنا في فرمان شنكال وتوثيقه. وعمل كل ما في وسعه لمساعدت الناجيات ماديا ومعنويا والعمل على ايصال صوتهم الى المنظمات الدولية. وبذل جهودا كبيرة لنقل الاف الطلبة الايزيديين الى جامعات ومعاهد اقليم كردستان اثر تدهور الاوضاع الامنية وسيطرة ارهابيي داعش على محافظة نينوى.

وفي الشان الديني كان المغفور له يكن احتراما وتقديرا كبيرا لرجال الدين ويشارك في معظم المناسبات والمراسيم الدينية. وبجهود شخصية استحصل موافقة الحكومة على تخصيص رواتب لمئات من رجال الدين الايزيديين ومخصصات لترميم المزارات وتاهيل قاعات لالش للمناسبات في معظم مناطق الايزيدية.

وعلى الصعيد الاجتماعي كان الشيخ شخصية بارزة وذو مكانة ويحظى باحترام كبير لما يمتلكه من كارزما وحكمة وعلاقات واسعة اهلته ليكون حاضرا بشكل مؤثر وبقوة في مختلف المناسبات والاحداث في المجتمع الايزيدي والكردستاني.

ما ذكرته عن المرحوم شيخ شامو ليست إلا بعض من رؤوس النقاط فالحديث عن الشيخ واعماله ونشاطاته في خدمة الايزيدية ولايزيديين بشكل خاص والمجتمع الكردستاني بشكل عام لا تسعة مقالة او اثنتين فالكتابة عن هذه الشخصية الاستثنائية بحاجة الى كتب ومجلدات للحديث عن عطائها وانجازاتها. في الختام نبتهل الى الله تعالى ان يرحم شيخانا العزيز ويسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان.

[email protected]