19 ديسمبر، 2024 7:40 ص

-1-
شياطين الإنس كثيرون، وفي طليعة هولاء الشياطين طبقةٌ تلتقط الأخبار ، – لاسيما السلبي منها- وتسارع الى نقلها وايصالها الى من قيلت بحقّهم ، مع زياداتٍ وهوامش حسب مقتضيات الحالة – لتشيع الفتنة بين الناس ، وتُضرم نيران القطيعة ، وتهشم حلقات التواصل بينهم …
انها النميمة الذميمة ، والدناءة والسفالة والنفوس الخبيثة التي يُبهجها إشعال الحرائق وبشتى الوسائل والطرائق ..!!

ان هذا المنحى الساقط لايقتصر على تكدير صفو العلاقات الودية بين الأفراد فقط بل يشمل السعي المحموم لتكدير العلاقات بين أهل المذاهب والأديان والقوميات المختلفة وينتهي بتأزيم الأوضاع بين الدول أيضاً …

ومن المؤسف ان هذه البضاعة التي كانت تُعتبر من البضائع الفاسدة الكاسدة ، أصبح لها اليوم أسواقُها الكبيرة ، وتجارتها الخطيرة … ورجالها المحترمون ..!!

-2-

ان هناك فريقاً من الخبثاء يعزّ عليهم ان يروا الانسجام والوئام قائماً بين المرء وزوجه ، فيسعون الى إدخالهما في نفق مظلم ..!!

واذا كان الأمر كذلك في حدود العلاقة الأسرية المحدودة ،فما بالك بالعلاقات المصيرية بين الكتل السياسية المختلفة ؟

ان الصراع السياسي المحتدم هو الذي أدّى الى استفحال شأن الارهابيين والتكفيريين من أعداء الله والشعب والوطن ….

ودفع العراق – بجميع مكوناته – الثمن باهظاً …!!!

-3-

ان النمّام لاينبغي ان يتلقاه المتلقون بالقبول والاحترام ، لانه ممن اخترق القيم الدينية والأخلاقية، وبالتالي فلابُدَّ من ردّه وصدّه عن ممارسته المنكرة ومحاولاته الخبيثة للفتك والتمزيق والتفريق .

ومن المؤسف ان يمنح الوسام على سعيه الخبيث الهدّام ..!!

-4-

انَّ من نمّ لك نَمَّ عليك ، وهذا وحده كافٍ للحذر من هولاء الخبثاء الذين لايهدأ لهم بال ، مالم تَلُحْ آثار الدخان ..!!

-5-

ولقد تعرّض أحد الشعراء – ببراعةٍ – الى هذه المسألة فقال :

مّنْ يُخبّرك بشتمٍ عن أخٍ

فهو الشاتمُ لا مَنْ شَتَمكْ

ذاك شيءٌ لم يواجِهْكَ به

انما اللومُ على من أعلمَكْ

كيف لم ينصرْكَ إنْ كان أخاً

ذا حفاظٍ عند مَنْ قد ظَلَمكْ ؟

ولقد نجح الشاعر في التعبير عما أراده من وقاحة النمّام ، وتطاوله عليك ومواجهتك بما تكره ..!!

-6-

الموقف الصحيح من النمّام ان تقول له :

ان كنت صادقاً أبغضناك

وان كنتَ كاذباً عاقبناك،

لتقطع دابر سعيه الخبيث وليشعر بالمذلة والهوان .

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات