7 أبريل، 2024 7:36 ص
Search
Close this search box.

شيئ عن الشهيدة أم ذكرى

Facebook
Twitter
LinkedIn

أنها الشهيدة بشرى عباس ​( ​أم ذكرى ​) . ​زوجة الفقيد والصديق ناظم ديبس ​( ​أبو ذكرى ​) . ​في أب عام ١٩٨٣ ​. ​تحركنا من سهل
( ​شهرزور ​) ​في قاطع سليمانية بمفرزة صغيرة تابعة للتنظيم المدني الحزبي للمنطقة الوسطى ​. ​كنت برفقة الشهيدين البطلين
محمد الخضري ​( ​أبو جلال ​) ​ومحمد وردة ​( ​أبو جيفارا ​) . ​ورابعنا كان الصديق والرفيق سلام العجيلي ​( ​محمد عرب ​) . ​بأتجاه
مقر التنظيم المدني العام في كهف ​( ​هزارستون ​) ​في جبل ​( ​سورين ​) . ​كانتا ليلتان لا تمحى من الذاكرة ​, ​مازلت أعيش بأجزاء
مهمة من تفاصيلها ​, ​ليس فقط كانتا خطرة وصعبة بعبور الشارع العام ​, ​الذي يربط مدينة سليمانية بقرى وأقضية مدينة ​( ​حلبجة ​)
. ​الذي نادراً ما يخلوا من كمائن السلطة ومرتزقتها من الجحوش ​. ​ولاحملة الطائرات الحربية الكثيفة فوق المنطقة مما أجبرتنا أن
نستظل بظلال الاشجار الكثيفة حول البحيرات وينابيع الماء ​, ​لكن في لحظتها التاريخية شعرت برفقة حقيقية نابعة من صدق
ومبدئية الرفاق الذين يرافقوك ​.
في صباح مشمس وحار من ذلك العام ​, ​بعد أن قضينا ساعات نوم قلقة في كارانفان قديم ومتروك بأطراف قرية ​( ​شيلمر ​) .
وصلنا الى مقر رفاقنا في كهف ​( ​هزارستون ​) . ​تجمع شيوعي أبن البصرة والسماوة والديوانية وبغداد وديالى وبابل ​. ​هنا تعرفت
على عائلة الفقيد ​( ​أبو ذكرى ​) .
دخلوا القلب رأساً وكأننا نعرف بعضنا لسنوات طويلة مضت ​, ​في الوقت الذي يلومني بعض الرفاق في ألتحاقي الى الجبل مع
الثوار بأعتبار أن النظام بات على حافة هاوية ​, ​كنت أتعجب وأستغرق في التفكير طويلاً على سطحية هذا التحليل بقدرات النظام
الخارقة أنذاك ​, ​لكنها تبقى أحلام ثورية ​( ​طوباوية ​) . ​كانت الشهيدة أم ذكرى والفقيد زوجها كانا لهما حديث أخر أكثر قرباً للواقع
وهادئاً ينم عن دراية ​.
بعد أيام معدودة تحركنا نفس المفرزة برفقة الفقيد ​( ​أبو ذكرى ​) ​بأتجاه مقر قاطع سليمانية وكركوك في وادي ​( ​كرجال ​) ​منطقة
هورمان ​. ​هنا تعززت علاقتي أكثر بالرفيق ابو ذكرى ​. ​وأستمرت لسنوات طويلة وهو يعيش في لندن وانا في مدينة مالمو
السويدية في لقاءات مستمرة ​, ​ولم تنقطع العلاقة بيننا لحين رحيله عن الدنيا ​.
في عام ١٩٨٤ بعد أن أصبحت ضمن ملاكات القاطع ​.. ​وصلت الشهيدة ​( ​أم ذكرى ​) ​مع مفرزة ​. ​وأستقرت في مقر القاطع ​.
وبدأت الاسئلة تتزاحم بين صفوفنا وبفضول حول هدف زيارتها وطبيعة مهمتها ​. ​وزدادت التكهنات حول زجها الى الداخل ​(
بغداد ​) . ​وخصوصا ​.. ​عندما كثرت اللقاءات مع كوادر التنظيم المدني في التمشي حول سطوح غرف القاطع ​. ​وفي فترة تاريخية
فاصلة تمر به قيادة القاطع حول هيكلية تكوينه وثمة مشاكل عالقه به ​.. ​وموقف الرفيق بهاء الدين نوري ​( ​أبو سلام ​) ​منه ​,
وأصراره بنشر وثيقة حزبية تقيمية حول سياسة الحزب من ١٩٦٣ الى ١٩٧٩ ​. ​والحزب يهدد بطرده أذا نشر تلك الوثيقه مما
تصاعدت المواقف الى مستويات لا تحمد عقباه مما راح الرفيق أبو سلام مع تنظيمات هورمان ​( ​محلية حلبجة ​) ​للعصيان المدني
والمسلح ​, ​والاعلان عن تنظيم جديد أسماه ​( ​القاعدة ​) ​أمتداداً لجريدة الحزب التاريخية القاعدة ​.
في تلك الفترة وخلال تواجدها معنا تعرضت الشهيدة ​( ​أم ذكرى ​) ​الى أزمة صحية عارضة توجب نقلها الى مستشفيات مدينة ​(
مريوان ​) ​الايرانية ​. ​وطلبتني بالأسم أن أرافقها في الوصول الى أول مدينة أيرانية ​, ​وكان معي النصير ​( ​ريباز ​). ​خلال فترة
الطريق الذي أستغرق ٣ ساعات وهي على ظهر ​( ​البغل ​) . ​كان وضعها يسيء سوءاً ​. ​هنا في تلك الظرف الصعب سألتني عن
أهلي ​.. ​أذا كنت تعرف شيء عنهم ​, ​فأخبارهم مقطوعة تماماً عني ​.. ​فوعدتني بأخبار طيبة عنهم ​, ​هنا تيقنت أنها بأتجاه مهمة
الى الداخل ​, ​فقلت لها مذكراً بأساليب البعث ووطأته ؟​.
بعد أيام عادت الشهيدة ​( ​أم ذكرى ​) ​من أيران متجاوزة أزمتها الصحية الطارئة مع هدية بسيطة لي قميص ​, ​بقيت طيلة وجودي
في الجبل الى عام ١٩٨٨ أخر أنفال حكومي محتفظ به ​.
بعد وصولها بيومين زجت الى الداخل عن طريق مدينة حلبجة ​, ​يبدو لي بلغت أول محطة مخابراتية عنها وعن توجهها
ومهمتها​, ​وتابعوها الى بغداد في بيت بمدينة الكاظمية التي أستشهدت به بموقف بطولي بحرق نفسها بقنينة الغاز ​.. ​كما روي
عنها من خلال المصادر الحزبية ​.
النقطة المهمة ​.. ​وربما المغيبة في نشر تفاصيلها ​, ​بعد تلك المأثرة البطولية للشهيدة ​( ​أم ذكرى ​) . ​كشف داخل مقرات القاطع
وأمتداداً بالتنظيمات المدنية في مناطق هورمان وحلبجة ​.. ​أندساسات وأختراقات كاملة داخل صفوفنا وبين تنظيماتنا ورفاق نعيش
معهم على الحلوة والمرة ​. ​وقد جرى أعتقالهم بحدود سبعة رفاق جلهم من رفاقنا الأكراد ​.. ​وقد أجرى تحقيق معهم وأمتدت
الاعترافات الى مدن سليمانية وحلبجة ومصيف ​( ​آحمداوه ​) ​وقصبات أخرى ​.. ​وكشفوا عن معلومات خطيرة ​.. ​كانت الشهيدة ​( ​أم
ذكرى ​) ​واحدة من ضحياته ​.
بعد أيام أعتقلوا الرفيق منير ​( ​أبو أنور ​) ​في محاولة يائسة من الفقيد احمد باني خيلاني أبو الشهيد ​( ​سرباز ​) ​وأبراهيم صوفي ​(
أبو تارا ​) ​في رسالة لنا نحن الرفاق العرب وأستيائنا من الممارسات الخاطئة بحق الرفاق والحزب ​. ​بعد أيام أطلقوا سراحه أنها
مجرد تشابوا أسماء وعدم واقعية الادلة ​, ​فترك مواقع النضال وذهب الى أيران ​. ​وبدأت عملية تهريب السجناء ​( ​الرفاق ​) ​سابقاً
من قبل قيادة القاطع ​, ​بعيداً عن أي معايير نضالية ووطنية أو حتى أجتماعية ​( ​أخلاقية ​) . ​ولي موقف أعتز به ​, ​وسأبقى الى يوم
مماتي فخوراً به ​. ​أني وبالصدفة شهدت عملية تهريب بعض السجناء الى مدينة حلبجة ​.. ​وأدعاء قيادة القاطع أنهم هربوا ؟؟​. ​بل
ومسألة بعض الحراس ؟؟​. ​فقمت ضمن شيوعيتي بسر بعض الرفاق عن ماجرى ​, ​عكس ما كان متداولاً من سيناريوهات
الهروب ​.. ​وبات مغضوباً عليه ​. ​وتعرضت الى التوبيخ والانتقاد وبعض العقوبات ​, ​لكني كنت مزهواً بهذا الموقف ​.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب