26 نوفمبر، 2024 9:19 م
Search
Close this search box.

شيء عن العبادي .!

شيء عن العبادي .!

عواملٌ وعناصرٌ عدّة تلعب دورها بكفاءة لدى رؤساء الدول عند اتخاذهم لقراراتٍ ستراتيجية ” او أقلّ من ذلك ” , وتغدو الإعتبارات الأستشارية والمصالح العليا للدولة وما تتضمّنه من جوانبٍ أمنيّة واقتصادية والتزامٍ بتنفيذ الوعود الأنتخابية في طليعة هذه العوامل قبل ” اتخاذ القرار ” , كما يرافق ذلك اعتباراتٌ اخرى تتعلّق بالدعاية والإعلام ممّا لها اهتمامات تقع في موقع الريادة لدى العديد من الزعماء والقادة في العالم وخصوصاً في دول العالم الثالث .! , إنّما يبقى العامل السيكولوجي ومداخلاته وتأثيراته الفكرية , ليلقي بظلاله المنبثقة من اعتباراتٍ خاصة قد تتعلق بالجانب العاطفي وتأثيرات ” علم الأعصاب ” بدءا من المزاج ومرورا بالجرأة والتوترات النفسية وعنصري الخوف والحياء المرتبطة بشخصية الأنسان وما يترتب عنها من وهن او جسارة وما الى ذلك من تفرعات , وكلٌّ من تلك المؤثرات لها ما لها من ادوار ومهام تتضح لدى زعماء الدول في اتخاذهم للقرار , وقد يضحى تأثيرها اكبر حجماً ومساحةً لدى الرؤساء الحديثي العهد في فنّ القيادة وممّن يفتقدون تجربة الحكم من مواقعٍ متقدمة , على الرغم من محدودية تأثير هذا الجانب السيكولوجي في عموم دول الغرب ..
 وبقدر تعلّق الأمر بالسيد حيدر العبادي , والذي  تسدّدت نحوه موجات من نبال النقد والأتهام بالضعف وافتقاد القدرة على ادارة الدولة ومواجهة خصومه السياسيين , فهذه الإتهامات ” المحرجة ” لشخصية العبادي وانتشارها وتوزّعها على صفحات الجرائد والمواقع الألكترونية ووسائل التواصل الأجتماعي الأخرى , فأنها جميعا تتفاعل سلباً في نفسية وفكر السيد العبادي ولابدّ لها من إظهار صورة او موقف ” دفاعي او هجومي ” معاكس وبالضد من هذه الأتهامات , وبالرغم من الطول الملفت للنظر للفترة او الوقت ليبدي ويعرض العبادي مثل هذه الصورة المعاكسة , ولربما مؤدى ذلك يرتبط بالظروف الصعبة المحيطة بموقعه , وفضلاً عن المهام والملفات الجسام التي يواجهها , ويضاف الى ذلك وبشكلٍ خاص أنّ الرجل قد امضى فترةً طويلةً من العمر في عالم الغرب , وفي بريطانيا بلد الأستقرار والقانون , ولم يتسنَّ له خوض المعترك السياسي في ارض العراق الساخنة .
وجاءت مناسبة التظاهرات الجماهيرية المتوزعة على محافظاتٍ عدّة , والمطالب والشعارات المتعلقة بأمورٍ حياتية و وطنية , فكان من المحتّم أن تصنع حركةً اهتزازية في التفاعلات السيسكولوجية المضطربة للعبادي والتي لابدّ لها من عملية تنفيس في الأتجاه المضاد , وقد عزّز كلّ ذلك وبدرجةٍ ساخنة للغاية , حديث  عبد المهدي الكربلائي الناطق الرسمي بأسم المرجع السيد السيستاني في خطبة الجمعة الأخيرة , والحديث هذا لا تكمن اهميته فقط بمنح السيد السيستاني الضوء الأخضر للعبادي للقيام بأجراءاتٍ فعالة ضد المسؤولين المتهمين بالفساد , وانما بما تضمنه كلام الكربلائي من كلماتْ دبلوماسيةٍ مؤثّرة تدعو العبادي ” بالتحلّي بالشجاعة والجرأة ” في اتخاذ قراراته ,  وهذه العبارة الأخيرة لها معنىً آخراً ويمكن قراءتها بشكلٍ معاكس .! ” مع حفظ المقام ” . ومنذ خطبة الجمعة هذه فيمكن القول ” والى حدٍّ كبير” عن بدء العدّ التنازلي للأستماع والتعرّف على قرارات السيد العبادي الجديدة والمحتملة , وهو كان قد اعلن عن ذلك بالفعل دونما تفاصيل ريثما ينعقد مجلس الوزراء ولربما قياداتٌ اخرى اليوم الأحد . ولكن هل ستمسى وتضحى مثل هذه القرارات الجديدة بمستوى او ما يقارب ما تطالب به التظاهرات المحتشدة .؟ نعم , هنالك ” رؤوسٌ قد اينعت وحان قطافها , لكنها لن تكون كلّ الرؤوس الفاسدة , لكنه وبصراحةٍ فأنّ ما يواجهه العبادي والعراق برمّته هو اكبر من اية قراراتٍ مفترضة , ومعضلة الكهرباء ” وبرغم انها لا تعود لسابق امجادها , وبالرغم ايضا مما تسببه من اذىً انساني ” فهذه المعضلة المزمنه هي اصغر حجماً من معضلاتٍ أخرياتٍ يدركوها الجميع .!

أحدث المقالات