23 ديسمبر، 2024 2:43 ص

1- الحركة هي أحد أهم نواميس البقاء واستمرار الظواهر في الكون ( المادية والمعنوية).

2- الحركة هي أهم قانون من قوانين التطور من حيث هي إنتقال الظاهرة في الزمان والمكان.

3- والحركة لكي تبقى كذلك اختارت لنفسها بوصلة يشير عقربها باتجاه واحد فقط : إلى الأمام.

4- والحركة هي إنتقال تلقائي عفوي ذاتي للظواهر في الزمان والمكان.

5- والحركة تنشط باتجاهها هذا وتتفاعل أكثر في حال تدخل الوعي البشري للتأثير عليها بما يخدم المجتمع – الفرد – البلاد – الأدب – الثقافة والفن.

6- الحركة تتضاعف قوتها في اتجاهها العبقري الرائد – إلى الأمام – عندما يكون تدخل الوعي البشري محكوما بإرادة فاعلة قوية وتصميم وعزم.

7- الحركة توظف كل طاقاتها وقوانينها الداخلية في خدمة التطور إذا كان تدخل الوعي البشري – المحكوم بإرادة فاعلة قوية وتصميم وعزم – يقوم على أساس التخطيط لتوظيفها إيجابيا: التقدم – التحرر – البناء – المعرفة – الحضارة – الرخاء.

8- لكن الحركة أيضا قد تكون ضارة إذا ما وظفت قوانينها سلبيا.

9- لكنها وهي تستشعر خطورة المنزلق هذا تبدأ تدريجيا بالتناقص والتناقض مع إرادة من يقودها باتجاه سلبي: ضد منطق التاريخ الطبيعي لتاريخ الحركة ونواميسها.

10- تفتح حينئذ الحركة رحمها لتستقر فيه نطفة التناقض الحاد فتنقلب تدريجيا ضد مغتصبيها وتبدأ بأكل عقولهم وبصائرهم وتقودهم – إنتقاما – إلى مزبلة التاريخ.

11- من الحركة ومكوناتها الأساسية وخاصة الزمان والمكان تتشكل إحدى أهم خصائص ما نسميه في الفكر الفلسفي- السياسي بالظرف الموضوعي.

12- إذن الزمكنة ( جمع الزمان بالمكان – وقد فصلتا دائما إفتراضا ) هي جزء هام وخطير من أجزاء الظرف الموضوعي.

13- على الفكر السياسي والقوى السياسية ( التاريخية الحقيقية ) أن تدرك هذه الحقيقة ( نقطة 12 ) وأن تضعها بالحسبان في رسم مواقفها وسياساتها.

14- لأنها ( الزمكنة ) تؤثر مباشرة في المشهد السياسي والحدث التاريخي معطية للمرحلة التاريخية المعينة سماتها الأساسية.

15- وبالتالي فهي ( الزمكنة ) تؤثر مباشرة في ما نسميه في الفكر السياسي بالإصطفافات السياسية.

16- ومادامت الحركة موجودة ونواميسها قائمة فعالة فإن الإصطفافات السياسية متغيرة باستمرار.

17- وما دامت الإصطفافات السياسية متجددة باستمرار يجب أن نتوقع ظهور كتل سياسية جديدة.

18- وهذا يعني أن هذه الكتل تتجدد باستمرار وصولا إلى حالة نكون فيها في مواجهة كيانات جديدة حقا ولو لم يعلن عن ذلك.

19- والفكر السياسي ما لم يراقب بدقة وحذر شديدين متغيرات الزمان والمكان ( الحركة ) وتوجهاتهما التاريخية سيتخلف ويصبح هو الآخر من عقبات التطور السياسي ويفرض عليه سمة التخلف أو المحافظة في أحسن الأحوال.

20- والكتل السياسية هي الأخرى ملزمة من أجل الوطن والناس والبقاء أن تتنبه باستمرار إلى متغيرات الزمان والمكان المستمرة وإلا فإنها ستقف ضد التاريخ وستقود نفسها والآخرين نحو الهلاك .. كما يجري في العراق اليوم.