ان الملفت للنظر مع كل ما يجري من احداث في العراق، هو انعدام فكر البعض ممن لا يهمهم القتل ولا الدمار ولا سوء الخدمات ولا اي شيء يستباح على هذه الارض الطاهرة، سوى كونهم متمسكين بسذاجتهم المعهودة باكذوبة اسمها الحكم الشيعي.
فمع كل ما طرحناه وطرحه غيرنا من وقائع وحقائق لا تقبل الشك حول اسباب الفشل الذريع الذي اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم من دمار، الا ان البعض لازال معاندا ومتمسكا بهذه الاكذوبة.
اخوتي الاحبة، ان البلد وكما نشاهده وتشاهدونه يعيش حالة من الفوضى والضياع والخراب وازهاق الانفس بالمجان في كل مكان وزمان.
اضافة الى انه اصبح مرتعا للجهل والفساد والسرقة، وجسده ينزف كل يوم جراحا يفقد بسببه خيرة شبابه، وفي اغلب محافظاته العزيزة المنكوبة، والطامة الكبرى انه مع كل ذلك لا يملك اي مفاتيح للحل تخلصه من سجنه ومحنته التي هو فيها.
والاسباب كنا قد شخصناها سابقا ووضحناها ولكن ليس هناك من مستمع او مقتنع، فقط يجيبك المنتفعون من جهة على ان ذلك تسقيطا سياسيا، والساذجون يطبلون طبول الجهل باكذوبة اطلقوها وصدقوا بها اسمها الحفاظ على الحكم الشيعي.
يا ترى اي حكم هذا الذي لا يستطيع ان يحمي ابناءه طيلة كل هذه السنين ولا يوفر لهم لقمة العيش ولا يعينهم بابسط الخدمات؟، بل ولم يقف عند هذا الحد من الظلم، اذ سلط على رقاب الامة وبشكل متعمد نفس رجالات البعث الصدامي السابقين، فسلمهم زمام الحكم واعطاهم مقاليد الامن في كل مفاصل الدولة الامنية والعسكرية والمخابراتية، بل عمد ايضا الى ان يكون البعض من النواب المنضوين تحت عباءته من البعثيين المعروفين الذين زمروا لصدام المجرم في السابق وهم اليوم ابواق رنانة لا تفارق الاعلام بصداها التزلفي للحاكم الشيعي الجديد.
احبتي الكرام، نرى كل يوم او بين يوم ويوم، آلة الارهاب التخريبية تضرب مناطق العراق في اي شبر تختاره وتحدده، ولا من خطة او عمل يوقف او على الاقل يقلل من ذلك، فالحاكم الشيعي الذي تسيد على كل الوزارات والموسسات الامنية والعسكرية في سابقة لم يعهدها التاريخ البشري في اي دولة من دول العالم لازال يعيش حالة النشوة المصطنعة التي يريد من خلالها التمهيد لولاية ثالثة له دون الاعتبار لسيل الدماء وعدد الارواح التي تُزهَق بين حين وحين، في هذا البلد الصابر الجريح والتي هي في اغلبها من الشيعة، واقولها جازما انه لم ولن يهتم على الاطلاق باي شيء سيحصل مستقبلا ضد شعبه وبلده مهما كان كبيرا او صغيرا، لان المهم لديه وعلى راس اولوياته هو كرسي حكمه الذي سيدفع كل ما يملك من اجل البقاء عليه ولو كان ثمن ذلك العراق باجمعه.
وسننتظر وتنتظرون، وسنرى وترون.