23 ديسمبر، 2024 1:37 م

للسياسة وجبات دسمة لذيذة كثيرة ومتنوعة تختلف في الشكل و النكهة والطعم وتتشابه في المقادير وطريقة العمل محددة بمعادلة لاتقبل الشك وفق  المقادير المعتمدة في عملية الطبخ السياسية وهي ( حرامي + شهادة مزورة +كرسي = فساد ! ) وما الشوربه السياسية الا واحدة من تلك الوجبات الغنية بجميع الفيتامينات المنهوبة والمغتصبة من حقوق ابناء هذا الشعب المظلوم الذي ظل سنوات طويلة يلوك بوعود وهمية لهؤلاء الساسة الحرامية الذين فقدوا هوياتهم في مطابخ الدسائس والمكائد فأبدلوها بحقائب جاءت جائعة خاوية من بلاد المنفى لكنها اليوم اصيبت بالتخمة بعد ان علمت الطريقة الصحيحة والمقادير الدقيقة لعمل هذه الشوربه ! لذا ومن اجل النهوض بواقع المواطن (الواقع جدا جدا ) وتماشيا من الوضع الشووربي السياسي العام سعت وزارة التجارة مشكورة مع اقتراب شهر رمضان الكريم الى  اعلان نيتها بتوزيع العدس سعيا منها لحث كل مواطن لعمل شوربة خاصة به استنادا  على مبدأ  (ماكو واحد احسن من واحد ) !! ففي هذه الايام حيث يتهيأ العالم الاسلامي كافة والعراقين خاصة لأرتداء حلة جديدة استعدادا لأستقبال شهر رمضان الكريم  الذي سيطرق الابواب قريبا  حاملا بين ثنايا ايامه رحمة ومغفرة  تنتهي بعتق من النار جعلنا الله واياكم من بالغيه .  فقد تختلف هذه الاستعدادات بالحجم والشكل والنوع  من شعب لاخر حسب عادات هذا الشعب  وتقاليده وامكانياته المتوفرة والمتاحة التي قد  تبدأ بالنفط وتنتهي بالعدس تلك النهاية المتواضعة  التي جعلت منها حكومتنا الرشيدة عنوانا لمكرمة طائية  عدسية الملامح تتعكز على اقدام الخدمات المشلولة وتتناسب مع الوضع  السياسي الشووربي العام  الذي ظل الساسة  يهرسون به في قدور مصالحهم  سنوات طويلة مظلمة مستعينين بنار الازمات الموقدة  التي ماتلبث ان تخمد نارا واحدة منها  حتى تشتعل الاخرى ناهضة من جوف الرماد الساكن في نواياهم الخبيثة اتجاه بعضهم البعض والذي اعمى دخانه العيون وازكمت رائحة الفساد فيه الانوف  . هذه الازمات الكثيرة والمتنوعة اصابت الحكومة بشلل مزمن وعقم خدماتي مستثنى منه طبق (العدس ) ذلك الطبق الذي يظل يتدلل على موائد الفقراء الرمضانية  المصابة  بانيميا فقر اللحوم أبيضها وأحمرها ليبقى  هوسيد الموقف في هذه الشوربة التي نفطر عليها كل عام لكننا نبقى صائمون !   كل عام واستنادا الى مبدأ رمضان كريم والله اكرم تفتح الحكومة كيسها لتغدق علينا بعدسها الوافر الذي دفعتني نكهته  قبل سنين الى كتابة مقال بعنوان(النفط مقابل  العدس ) استنكرت به حينها  هذه الحالة وانتقدتها بشدة لكن حروفي ظلت تخفي بين طيات أبجديتها املاً في الغد القريب ترى به النور لتكتب عن الحياه الحرة الكريمة لكن يبدو ان اعوام العدس المتراكمة والطويلة  التي مرت على موائد جوعنا  صهرت هذا الامل داخل قدورها  وحولته الى (شوربة سياسية ) ! ليس لها طعم الغيرة ولا لون الشرف ولاشكل الضمير . غدا او بعد غد سيصل العدس ارجوكم اجمعوا حفنات العدس كلها وسموا بأسم الله عليها وأعملوا منها شوربه ربيعية عظيمة لوطنكم العظيم  بنكهة حبه والوفاء له وسيكون لكم  بأذن الله اجران اجر الصيام واجر سقوط هذه الاصنام . رمضان كريم
[email protected]