إن ّ إغلاق الاجهـزة الامنيـة جميـع مداخـل ومخارج وجسـور العاصمة بغداد منذ يوم الخميس الماضي، وغالبيـة شوارع العاصمـة بغـداد، فضلاً عن مداخل ومخارج العاصمة بغداد ومنع دخول العجلات اليها والخروج منها بصورة لم تشهدها بغداد منذ 2003 ، يعبر عن مدى الخوف لدى الحكومة السياسيين من القلة المتبقين في الخضراء بعد هروب العدد الأكبر منذ اقتحام المنطقة في الأسبوع الفائت، وهو في نفس الوقت يعبر عن إستهانة بالمواطن العراقي وتقييد لحريته وحركته دون سابق إنذار لكي يرتب أوضاعه الخاصة قبل إغلاق المناطق التي أصبحت مقسمة الى كانتونات.
إن هؤلاء السياسيين الخائفين والمرعوبين من السراق والفاسدين هم واهمون اذا ما ظنوا بأن هذه الإجراءات سوف تحميهم من غضب الثوار الذي اذا ما استشاطوا غيضاً فانهم سيكونون كالامواج الهادرة التي لاتقف امامها السدود الضخمة وليست قطع الكونكريت الهشة التي من المضحك انها استخدمت لأول مرة في قطع الجسور من بداياتها ووسطها وحتى نهاياتها ، وهو ما سيعرضها الى مخاطر الأضرار في بنيتها أيضاً.
كرة الثلج ما زالت تتدحرج ويزداد حجمها ولن تجدي التغييرات في القيادات الأمنية ولا الحواجز الكونكريتية ولا التعبئة الواسعة في القوات الأمنية من غضب الشعب إذا ما ثار ثورته الكبرى . ما ينفع السياسيين اليوم ، مع انهم لايسمعون بعد ان عُميت بصيرتهم ولُجوا في غيهم ، هو العودة الى رشدهم والرضوخ الى مطالب الشعب والتخلي عن المناصب من قبل كل من أفسد وسرق وأخطأ وتركها للجماهير لكي تنتخب غيرهم بانتخابات مبكرة عاجلة تحت ظل حكومة إنقاذ تشكل لفترة قصيرة .
وبعكسه فإن بقاءهم في واد والشعب في وادٍ آخر سوف يزيد الفجوة بينهما وسيدفع بالجماهير الى البحث عن اي بديل للتغيير بعد ان يصبح الاصلاح في مهب الريح ولن يستطيع وقتها العطار ان يصلح ما افسده الدهر.
الآية القرانية الكريمة الآتية هي خير ما ينطبق على سياسيي اليوم المرعوبين والتي تغني اي كلام آخر :
( وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)