18 ديسمبر، 2024 7:09 م

شهيد يكتب محرابه ولا أكتبه!

شهيد يكتب محرابه ولا أكتبه!

عصابة من اللصوص سرقت صلواتنا، وهدمت أركان بيتنا، رغم أن البعث أوهن من بيت العنكبوت، لكن أناساً مغلوبون على أمرهم، نزغ الشيطان في قلوبهم، ومنحوا أحد أبناء الحرام عصاً، ليقود القطيع بالكيفية التي يريدها، فلّون خريطة العراق باللون الأحمر، فقاد قطاره البعثي الإرهابي أسوء طريق لحكم الشعب، حيث تلاعب به الخصوم، فكانوا يسخرون من موتنا ويعتبرونه لهواً، لكن ذاكرة العراقيين الشرفاء، أبت إلا أن تصول صولتها وتعيد مجدها، لتعلن سقوط الشيطان في وحل الخيبة والخسران.
هناك محطة خالدة لآل الحكيم ستتأملها الأجيال، تضاف لمحطات العلم والشهادة لهؤلاء العلماء والمراجع، الذين تمتد جذوة التحدي لديهم الى جدهم الأمام الحسن (عليه السلام)، فلا يكاد زمن للطغاة في العراق يمر، إلا وأبناء الحكيم كانوا له بالمرصاد، فالحقيقة كانت عند البعث الكافر، تعني الشيء الذي يناسب فكرهم العفلقي المقيت، وبأكاذيب قومية وطائفية، لكن دماء الكواكب الحكيمية السبعين، تحدثت من وراء القضبان، لتسجل مأثرة حسنية لتسير على نهج الأنصار السبعين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين.
بعد عودة السيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه) الى العراق، والذي أدرك أن الناس بحاجة الى الأمل، كما هي بحاجة الى الإيمان، ولرؤية ومشروع يعد لمستقبل أفضل لهم، بدلاً من أكاذيب الديمقراطية، لأنه كان متيقناً بأمته وشعبه، فإن لم يكن لديه ما يقدمه سوى الماضي، فلن تستمر جذوة ثورته المعطاء طويلاً، وإلا لمَ إستقبلته ملايين الحشود على بوابات الحدود؟ والجواب لأن مرجعهم الثوري يمثل حاضرهم الذي سعدوا به، ومستقبلهم حيث الحرية، والعدالة، والأمن، والإزدهار.
نفع دواء المقاومة المسلحة التي تزعم حركتها، السيد المجاهد محمد باقر الحكيم في جنوبه الثائر، وعلى مدى عقود من التضحيات الجسام والبطولات العظام، نزل الشفاء وقضي على الدكتاتور المجنون وأزلامه، حيث كان العراق يعيش كثيراً من الضياع وقليلاً من البناء، فإنبرى العضد المفدى إبن الإسلام البار، ليطلق كلمته المتواضعة، والمدوية بعد رجوعه للعراق عام 2003:(إنني أقبل أيادي المراجع العظام، وأقبل أياديكم واحداً واحداً، ونحن في خدمة مراجعنا)،أي قائد أنت يا شهيد المحراب؟للهِ درك يا حكيم!
شهيد يكتب في محرابه مسيرة شعب، قارع الجبت والطاغوت(صدام والبعث) وأذيالهما، فأنتصرت سيوف الحكيم السعيدة، ورغم أنه رحل في ظهيرة جمعة رجبية مباركة، لكن جسده الطاهر (رضوانه تعالى عليه)، إختار أن يمتزج بتراب جده، علي بن أبي طالب (عليه السلام) في النجف الأشرف، ومَنْ أراد له أن يدفن بين الثرى، فقد صعد الى الثريا، لتعلن عمامته المقدسة: أن ثغره الباسم قد شرب من كأس جده الأوفى، فسلام عليكَ يوم ولدتَ، ويوم إستشهدتَ، ويوم تبعث حياً